22 ديسمبر، 2024 9:23 م

لم يقدم شيئا للانسانية ويتهجم على الدين

لم يقدم شيئا للانسانية ويتهجم على الدين

كل الاديان السماوية جاءت لخدمة البشرية كل حسب زمانه ولان الدين الاسلامي خاتم الاديان فهو باق الى يوم القيامة وفيه ما يخدم الانسان الى ذلك اليوم ، وهو يخص المسلمين وليس غيره على ضلالة ويكفي حديث الامام علي عليه السلام عندما قال لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله،

الدين من يتعامل معه ؟ الملحد الفارغ الذي ليس لديه ما يبني شخصيته او يخدم المجتمع او ما يميزه عن الاخرين فيلجا الى رفض الدين ، وليكن ذلك فلماذا تعلن ذلك ان كانت عقيدة تخصك ؟ واخر يتعبد بالدين ليزهد ويتصوف ويترك الدنيا ويصبح عبء على المجتمع ليصبح الصورة السيئة للدين والضالة التي يبحث عنها الملحد . واخر لايعلم ماهو الدين وانه اخذه عن ابيه ويرفض غيره ولا يطلع على الثقافات الاخرى وينسب كل اكتشاف علمي للدين وهو لا ينفع الدين ، وهناك من ينظر الى الدين نظرة علمية موضوعية بغض النظر عن معتقده فهنالك نكات رائعة التفت اليها مفكرون غربيون قبل المسلمين بل اصبحت نقطة تحول لكثير ممن يبحث عن الدين الحق .

وهنالك من يستخدم الدين برقعا ليمرر نواياه الخبيثة ومن ينخدع به هو من لم يفهم الدين سوى انه من الله ويجب ان يقدس ولكن كيف الدفاع عن الدين لا يعرف ، وهنا الطامة الكبرى عندما يكون غطاء للطواغيت .

مهما تكن القراءات للدين فالغاية المشتركة بين كل البشرية كيف يعيش سعيدا ؟ والسعادة هي حسب ما يتمناه المرء فمنهم سعادته بالتبحر بالعلم ، وهناك من هو سعادته مخالفة الاخرين ، اما السعادات التي تعتمد على الغايات المادية فهذه يجب ان تخضع لقانون يحفظ حقوق المجتمع ، اي مثلا من يرغب للجنس يعتدي على اعراض الناس ويدافع عن الزنا والعاهرات تحت مسميات هياتها السياسة لهم تحت شعارات الحرية والديمقراطية .

ومسالة استخدام الايات القرانية كل حسب هواه فهذا امر مالوف وكان منذ زمن الرسول والصحابة ، وكم من طاغية اعتمد القران ليمرر اجرامه .

الانسان يبحث عن سعادته فلماذا يشتم غيره ؟ هذا لانه اما غبي او ماجور ، والمشكلة الاخرى ان ردة الفعل من المتدين في بعض الاحيان تاتي عن تعصب ويصبح عبء على الاسلام ويمنح النصر للملحد .

شعارات الوطن والحرية والديمقراطية وما الى ذلك هذه مفردات بالعموم ولكن تفاصيلها وضروراتها هنا يجب ان نتوقف عندها لان الاسلام يسال عن اصل الفعل وليس عن التعابير العمومية ، فالارض التي اعيش عليها وكل حقوقي متحققة وشخصيتي محترمة وامارس معتقداتي بحرية هذه الارض هي وطني ، ولكن عندما يحكم الارض مثلا طاغية العراق او بوش او بوتين او ماكرون فهذه الارض ليست وطني ولا اتشرف بها .

الحرية عندما تتجسد بمظاهرة التعدي على مؤسسات الدولة وقطع ارزاق الناس وحرق اطارات فهذه همجية واعتداء على حقوق الغير وهي حرام مهما كانت المسميات .

هنالك جهلة يقال عنهم مفكرين وهم في حقيقتهم جهلة لانه يبحث عن سفاسف التاريخ ليجعل منها مادة ويتحدث عن ما يختلج في صدره من مصطلحات تساعده على تحصيل الشهرة .

اعتقد بما شئت واقرا التاريخ كما احببت ولكن لا تفرضه على الاخرين وانت الاخر لا تبحث عن من يخالفك فتشتمه فليس لك الحق في ذلك .

وانت من تدعي انك مفكر بالاديان السماوية ماهي الفائدة عن ما تتوصل اليه الى المجتمع ؟ ـ لا يعني انه ليس علم ولكن الزمان والمكان غير مناسبين ـ لماذا لا تفكر بما ينهض بواقع الثقافة التي لها التاثير المادي الايجابي على الانسان ضمن ضوابط الله عز وجل الخاصة بصيانة حقوق الاخرين اما اذا كانت تخص شخصك الكريم فافعل ما شئت فلست انا المسؤول عن اعمالك .

لكنني من خلال الاطلاع على كثير من القراءات والثقافات والحوارات تاكد لدينا ان كل من تكون خطاباته هي نقد الدين فانه فارغ فكريا وليس لديه ما يخدم المجتمع من افكار لا وجود لها في الدين .

الاسلام الذي يعلمك التطهر من قاذوراتك من المؤكد يعلمك تنظيف عقلك من الثقافة السيئة ومن يرشدك الى الطعام المفيد من المؤكد ينبهك الى الوسائل الحلال للحصول على الطعام .