جاءت زيارة السيد مصطفى الكاظمي، رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى إقليم كوردستان نتيجة للجهود المبذولة من قبل فخامة رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان البارزاني من أجل إنهاء الخلافات الدائرة بين أربيل وبغداد والوصول إلى تفاهم مشترك يؤدي إلى اتفاق شامل لحلحلة المشاكل جذريا وفق الدستور.
ان اصرار الرئيس نيجيرفان البارزاني على إعادة الثقة بين إقليم كوردستان والحكومة الفيدرالية في مباحثاتهم حول الملفات المشتركة والوصول إلى حلول جذرية، حتى إذا لم تؤدي إلى تصفير كافة المشاكل، لكن في نهاية المطاف تساعد على تخفيف حدة الخلافات بين الجانبين وتساهم في بلورة افكار متجانسة بدورها تفتح أبواب الحلول الدستورية للمشاكل على مصراعيها.
لذلك يبدو أنه اقتنعت كافة الاطراف بأن جدية فخامة رئيس إقليم كوردستان بأن يكون الدستور هو القاسم المشترك في المباحثات وحلحلة المشاكل بصورة جذرية، هي الطريق الاصح والاصلح للوصول إلى نتائج مرجوة تخدم مصلحة كافة أطياف العراق.
ان الجولات السياسية التي شهدها هذا الأسبوع بين أربيل و بغداد وظهور نيات صالحة وارادة سياسية واضحة لدى الطرفين للوصول إلى تفاهمات، تؤشر إلى إمكانية الوصول إلى اتفاقية وحل جذري للمشاكل، اتفاق يضمن مبدأ التوازن في الصلاحيات والسلطات الفيدرالية الذي أقره الدستور بنص.
من جانب اخر، أن كل خطوة نحو حل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد، بالتالي تخدم وحدة الصف الكوردي السياسي وتنصب في مصلحة كافة المكونات الكورستانية. وهذا يمثل لب وجوهر سياسة واستراتجية رئيس إقليم كوردستان الوطنية.
لقد اهلكت الصراعات السياسية ومنذ سنوات عدة شعوب ومكونات العراق كافة باختلاف انتمائاتها على حد سواء. فلم يعد يتحمل هؤلاء الناس دفع ثمن الخلافات التي انتجتها ضعف البصر وضيق أفق بعض الاطراف السياسية.
اخيرا وليس اخرا، ما يتمناه الشارع العراقي والكوردستاني هو نبذ الخلافات والحد من الصراعات وابتعاد الاطراف المتناقضة المعنية عن خلق أزمات جديدة والسعي من أجل تحقيق السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي وتجسيد مبدأ المواطنة.