علمتنا امهاتنا…وهن يجلسن في (كوسر البيت) او عند طرمات بيوتنا المشرئبات بعفتهن…والمليئات بطهر روائحهن…فهن البارات الباحثات عن الطمأنينة حين يبخرنَّ بيوتهن بالحرمل …ويعطرن عتبات بيوتهن بالمسك والعنبر…كن يرتلن بدعاء شحيح كأنهن كاهنات معابد (سومر)….رغم فقرنا المتوارث وحسراتنا المتنامية…يودعننا عندما نخرج للمدرسة او العمل او عندما نرتدي لامات الحرب (روح يمة محروس بأسم الله ) وينهين دعائهن بكلمة (الستر والعافية) …
اكتب هذا الكلام وأنا احضر سنوية أحد الذين فدى الوطن بروحه…”محمد حبيب” والذين لم يجدو في جيبه الا (حرز أمه …وبعض ماجاد به اصدقائه من أجرة الرجوع للبيت والتي استلفها قبل ساعات من أحد (اصدقائه) …. هو الذي دعت له ” ام فاطمة …بالستر والعافية” …فلم تمدد يد هذا الشاب الجنوبي النحيل لدخل الفرن الذي يشتغل فيه وهو خريج الأعلام ، ولم يأتي الا بصمونات خمسة والتي كانت فطورهم الصباحي مع اصدقائه …نعم استدان الكروة …ابن فاطمة …مثلما كان يستدين علاج الضغط والسكر وقطرة العين لأمه…
وكان حين يترنح والده بسبب داء الشقيقة لا ينتخي الا بصديقه (عدنان) صاحب الستوتة …وعندما يحين راتب (وعيدة ) اخته الكبيرة والتي استشهد زوجها دفاعاً عن العراق في منطقة (المكيشيفة)…
تتوسل وعيدة بنت فاطمة بأخيها ليذهب معها …مرة خوفاً على سترها من تحرش الموظفين واخرى ليصبر على الاطفال ساعات الانتظار الطويلة…نعم كان محمد بن فاطمة “زلمة” لايطلب إلا ورث اجداده وحقه في العيش واقصد ( الستر والعافية) والذي فرط به الممسكون بالسلطة …
فلا ستر الان …أذ ان العوز كان ضيف كل بيت بل قولوا عشيرتهم المصلصلة… وسرق الفاسدين الجالسين على خوانيگ السلطة…
فلا سرير ولا بطانية ولا كانيولا ولا حتى براسيتول في مستشفياتنا ولا ماء ولا كهرباء … ولا كرامة …ويقول بعض المتربعين والمبربعين بفلوس العراق … اصبري (لفاطمة ) ام محمد أصبري…بعد ان ضيعت الستر والعافية…والسند والولد… ماكان يصبر على فاطمة …هو قصيدة “علي چاسب ” صديقه ، والذي رثاه حال استشهاده مقابل جسر السنك…
محمد …أداين الكروة …
وأشترى التاريخ….
جبير النفس عندة …
المغريات إزغار….
أستشهد (محمد) من أجل ان يرسخ فكرة ان الوطن الذي نحلم بهِ ، هو الوطن الذي يستر أهله .. لا الذي يحولهم الى ( مگادية)
أستشهد محمد …الواحد…..
الكل أبرته الذمه…ولكنه لم يبرئ ذمه الذين سرقوا حلمه …وعمره … وسرقوا منه ومنا حتى ( الستر والعافية) .
(ام محمد) كل يوم تخرج في مغربية شتائنا القارص وهي (تثغب) بأعلى صوت امام باب دارها المخلوع…
شگد نخيت الله ( يايمة )يعثرني بحلم …
شگد بچي لخاطرك بچية زلم
مو فراغ بروحي خليت ومشيت
هيچ أحسن روحي
مثلومة ثلم ….