23 ديسمبر، 2024 3:44 م

لم نكن عبيداً ـــ فأصبحنا …

لم نكن عبيداً ـــ فأصبحنا …

” جمجمة فيل ولاية الفقيه ـــ لا يتسع لها بلعوم العراق “
العبودية ليست ما يفرض على المرء من اذلال وقهر , يرفضه تضحية للأنعتاق منه , انه ما يتعامل به مع نفسه, تبعية ودونية ذاتية , يندمج فيها جهلاً يتآكل فيه عقله , بيئة لا يحتاج فيها مراجعة جفاف حريته وكرامته , غيبوبة مريحة يفقد من داخلها احساسه وشعوره بمعنى الحياة , سوى نوبات هيجان في الأتجاه المعاكس   لقيم ادميته , حفنة قراد على جلد بهيمة الواقع , لا قيمة للزمان والمكان على ظهرها المتحرك بلا بوصلة , همه ان يموت عبداً من اجل العبيد.            
استاذ الماني قال : كنتم تاريخاً لامعاً وحضارات وانجازات معرفية لامعة , اول من نطق الأداب والفنون والقوانين واخترع الحياة , يومها ما كانت اوربا ولا المانيا بالذات , كنتم الرأس لجسد الكون وجنوبكم منه الدماغ , هكذا كنتم حتى بالنسبة للأمتين العربية والأسلامية , الآن اصبحتم اثار شعب كسول , وضعتم عقولكم التي كانت, في اقفاص الخنوع , لا تعلمون اين يقف اللـه من مأساتكم .
هل يمكن ان نكون شيئاً ونحن على وضعنا الراهن … ؟؟؟ .
لا اعتقد ما دمنا نسير بالأتجاه الخطأ, ما دمنا لا نملك الشجاعة لمصارحة الذات , ما دمنا لا نستطيع الخروج عن جلد اسباب جهالتنا , او ندرك في الأقل , من نحن واين نحن ومتى ستنتهي مجانية عبوديتنا وتلسعنا جمرة الوعي .. ؟؟؟ .
كما قالت لنا اثارنا , عراقنا كان الرأس , الجنوب والوسط منه الدماغ , كان هذا قبل ان تنتعلنا العروبة وترتدينا الطوائف , خياراتنا محدودة , ان اردنا ان ننهض لنغير معادلة الأنحطاط , فمن جنوبنا والوسط ,هذا اذا كسرنا تابوت العروبة ورسالتها الخالدة , وغادرنا القمم السنوية والأستثنائية لجامعة موتها  .
لم اكن مناطقياً او منحازاً لوطن انتمي اليه , انها عملية صراع تاريخي , بين الحقيقة العراقية ودسيسة استنساخها , يدركها الطامعون والمحتلون من خارجنا , ويمارسها من فتح الأبواب خيانة للوطن وخذلان للشعب .
لبرنامج الأذلال والعبودية تاريخ طويل , ما يتوجب علينا نحن عراقيو الوسط والجنوب , ان ننهض لينهض بنا العراق , نتحرر ليتحرر معنا العراق  ونرتقي ليرتقي بنا العراق , وليس بالأمكان ان يعود العراق كما كان العراق , الا من هناك , ننهض بما هو عراقي ونسقط بما هو ليس عراقي .
لا يمكن التعويل على شمالنا الكوردي ـــ مع احترامنا لكادحي شعبه ـــ فهناك نقطة ضعفنا وتاريخ انكساراتنا وخراب كيان دولتنا , قياداتهم وعبر عقود تورطت بعلاقات مخابراتية واستخباراتية معقدة لا فكاك لها منها , حقنت شعبها بفيروسات التطرف القومي شيفونية حد الخبل , واصبحت مناطقهم روافد لتسلل الأختراقات الى كيان الدولة العراقية , من العبث الأعتقاد على ان هناك ثمة ثقة ورجاء ومنفعة في اشراكها بأدارة شؤون دولة العراق , كما لا يمكن التعويل على الشمال الغربي للعراق ـــ رغم احترامنا للمتبقين من بقايا الوطنيين فيه ـــ انهم منظومة خرافات واوهام مكلفة , تركها المد العثماني على شواطيء الوطن بعد جزره , تمددوا اخطار تحت الطلب , اسباب تاريخية للأنهيارات والكوارث المتفجرة والمؤجلة , انهم وفي جميع الحالات اشقاء , يجب الصبر عليهم اجيال مع الحزم في سد الثغرات التي تهدد كيان الدولة العراقية والمجتمع بكوارث التقسيم , كما لا يمكن التعويل على طفيلي السماحات التي تدعي تمثيلنا , بانتظار ان نلتقم المسكنات الأسبوعية لخطب الجمعة , خروجاً عن وظيفة وجغرافية المرجع , كي نبتلع عظمة المستحيل لولاية الفقيه .
اكراد شمالنا وطائفيي شمالنا الغربي , يشكلان الآن كما هم دائماً , وجهي عملة الأجرام لدواعش البعث المتأمركة , فالبعث ظاهرة عراقية كما هي الفاشية والنازية , يمكن لها ان تكون عروبية , ويمكن لها ان تكون كرديـة .
كم طبقة من العبيد نحن … ؟؟؟ .
عبيد كم طبقة من العبيد نحن … ؟؟؟ .
عبيد جهلنا فقرنا اوبئتنا وتراجع معدل اعمارنا , عبيد من يصمت اذا نطق الحق , ومن ينطق اذا صمت الباطل , عبيد ثرثرة خذلت علي وذبحت الحسين (ع) , تخريفات يتمنطق ويتنافق بها المتطفلون على مأساة عراقيي الجنوب والوسط من صغار المتمرجعين, محترفي حقن العبودية في رؤوس ملايين الأبرياء, يدفعونهم الى الطريق المعاكس للمضمون الوطني وللعقيدة والمعتقد والتقاليد الأنسانية للحزن الكربلائي , انه الأحتيال على النوايا الحسنة والعواطف النبيلة لمحبي آل البيت .
انسلاخ طبقي لوسطاء اللـه , اذا نطقوا , علينا ان نصمت حتى خراب البصرة , وان اصدروا فتوى علينا ان نحترق فيها, او عمموا بياناً اوايضاحاً سياسياً علينا ان نكذب انفسنا ونزندق الحقائق ونكفر الوقائق ونخذل الحق ونرى الأغلبية البرلمانية خروجاً عن المقبولية , وشوفينية القيادات الكردية وداعشية البعث اجماع وطني , والديمقراطية دابة علفها اصواتنا, ومجانية موتنا فوزاً عظيما .
كم كان جميلاً لو ان العلاقة بين الناس ومراجعهم الدينية مبنية على قيم المحبة والأحترام والتفاهم والأستيعاب الأنساني وفتح الأبواب امام اعادة قراءة التاريخ كما هو , واذا كانت (المراجع) بحكم صرامة التزاماتها , ترى الحياة بلون واحد, فالمجتمع العراقي والجنوب والوسط منه بشكل خاص فيه من التنوع والتباين وعراقة الجدل والأجتهاب والأكتشاف وفلسفة الواقع  ما يجعله عالي الشفافية والتأقلم مع المتغيرات الكونية العاصفة من حوله, الحرية المجتمعية والممارسات الديمقراطية واستقلالية القرار وتنظيم علاقات الفرد مع الجماعة واعادة الأنسجام الوطني بين الدولة والمجتمع , ثوابت لا يمكن القفز عليها والتنفس من خارجها , الأختناق في قعر التاريخ , حيث العبودية التي لا معنى لها ولا مستقبل , لا تبني دولة ولا تحمي وطن