2 أكتوبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

لم تنطفئ عدسة النصر

لم تنطفئ عدسة النصر

مرة أخرى تفقد الاسرة الصحفية العراقية صحفياً مبدعاً ومحباً لعمله اثناء تغطيته لعمليات تحرير الموصل والذي لم يترك حدثاً سياسياً أو أمنياً أو اجتماعياً وحتى ثقافياً الا وكان من أول المساهمين في نقله الى المشاهدين. علي ريسان المصور الصحفي في قناة السومرية الذي لم يكن اخر شهداء الاسرة الصحفية التي قدمت الكثير خلال عملها على مر السنوات الماضية، أستشهد صباح السبت بقناص داعشي خلال تغطيته للعملية العسكرية الجارية الان في محافظة الموصل وبالتحديد في قاطع مدينة الشورة.
ومن لا يعرف علي ريسان فهو ذلك الشاب الخلوق والطيب المجتهد الذي تخرج قبل سنوات من كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد وبدأ التصوير في قناة العربية ومن ثم أنتقل الى العمل في قناة السومرية الفضائية حتى لحظة استشهاده.
قضيت مع علي سنتين من العمل كان يرافقني في أغلب الواجبات الصحفية وكان مثالاً للأخلاق والحرص على أداء واجبه الصحفي على أكمل وجه دون تذمر او تردد وكان همه الوحيد هو نقل معاناة الناس وتوصيلها الى المسؤولين عبر الشاشة.
ومنذ بدأت الحرب على تنظيم داعش في عدد من المحافظات العراقية وتوجه الصحفيين والإعلاميين الى تلك المحافظات لتغطية أخبار المعارك بدأ علي أيضاً بالذهاب في جولات صحفية لتصوير واقع الحرب والانتصارات مع زملائه من المصورين والمراسلين، وبالفعل صور بكاميرته علميات تحرير ديالى وتكريت والانبار وأخيراً في عمليات الموصل التي كانت أخر محطاته الصحفية
رحل علي مثلما رحل غيره من الزملاء الأعزاء خلال سنتين من بدأ الحرب على تنظيم داعش لكن هذا الأمر أعتقد يجب ان تكون فيه وقفة جادة من قبل الجميع وعمل حثيث لعدم تكراره، وأرى أن مهمة الحفاظ على أرواح الصحفيين في المعارك هي من مسؤولية جميع الجهات من إدارات القنوات والنقابات والمؤسسات المعنية بالشأن الصحفي، فلا بد أن تعمل هذه الجهات على تنظيم دورات مكثفة عن شروط السلامة والأمان خلال التغطيات الصحفية وكذلك تجهيزه بكافة المعدات التي تؤمن جسده وحياته، وكذلك لابد للقوات الأمنية التي
يرأفقها الصحفي ان توفر له السيارات المدرعة التي يتنقل بها وتحديد مكان تواجده وعمل التغطيات المباشر والتقارير الصحفية فمن غير المعقول ان يتقدم مع القوات التي تحرر المدينة فعمل الصحفي يكون هنا هو لأيصال معلومة عن المعارك وليس المشارك فيها.
لن يكون علي ريسان الشهيد الأخير الذي سقط في ساحات المعارك في حال بقيت الظروف التي يعمل بها المراسل والمصور الحربي تجري بهذا الشكل فلا بد من وقفة حقيقية من الجميع لتهيئة كل الظروف المناسبة لعمله ولعودته الى مؤسسته وأهله وأصدقائه سالماً ويبقى العنصر الفاعل في نقل انتصارات المعارك.
رحمك الله أيها الصديق العزيز عشت نقياً وطيباً ورحلت بطلاً ومحباً لمهنتك التي سيتذكرك كل العاملين فيها بكل كلمات الثناء والمحبة.

أحدث المقالات