الغريب أن كل من تولى رئاسة الكابينة الوزارية منذ العام .2003 لا يختلف عن سابقه إلا باختلافات جزئية تتعلق بمدى توسع أو انتشار الفساد والغريب أيضا أن الكل المرشح لهذا المنصب يستهل عهده بالكلام المسهب عن عزمه على مكافحة الفساد والتصدي لمرتكبيه ، اضافة الى تعهدات بمحاسبة من قتل ثوار تشرين وتقديمهم للعدالة ، ناهيكم عن عزمه الذي لا يلين بتوفير فرصة عمل للعاطلين وتقديم الخدمات للمواطنين ، هذه الوعود تعهد بها الكاظمي اضافة الى إنجاز مهمة الانتخابات المبكرة ، وقد لبى الرجل ماتطلبته الانتخابات المبكرة ، وتخلف جدا في مسألة محاسبة من قتل وجرح ثوار تشرين ، بل وتم قتل جرح بعض المتظاهرين في عهده ، ولم يثأر لهشام الهاشمي ، ولم يتقدم العراق في ولايته قيد أنملة ، بل وازداد الفساد في فترة حكمه ، وتم تعيين المستشارين الفاسدين ومنهم من كان وراء فضيحة سرقة القرن ، التي كانت خاتمة عهده ، الذي ازداد فيه الفقير فقرا ، بعد أن تصدر موكب تخفيض العملة الوطنية بنسبة 23 بالمئة ، وازدادت الأسعار بنسبة 30 بالمئة ، خاصة أسعار الأدوية والمواد الغذائية والإنشائية ومستلزمات الدراسة وتحصيل العلوم ، وهي الفقرات التي يقاس بها الرفاه الاجتماعي عند الشعوب.
أن الكاظمي في المحصلة كان ضعيفا أمام القوة ، كان مترددا أمام العزيمة ، كان متسامحا أمام الجريمة ، وكان منزوع السلاح أمام التسلح ، في عهده كثر تقاتل العشائر ، كثرت عنده جرائم تهريب المخدرات ، وزادت نسبة تجاوزات الجيران على حدود العراق ،
أننا لا تغيب عليه هذه الأمور ، لأننا نحس بالمستور ، ولكن نطالب خلفه بأن لا يكون ضعيفا مترددا لأن هذه الولاية هي الحد بين الجد واللعب ، ومنصب رئيس الوزراء في العراق منذ تأسيس دولته عام 1921 مثار جدل وانتقاد ، ولا يحسده عليه من يعرف أمور هذه البلاد ، نأمل أن يكون السوداني عند حسن ظن العباد ….