23 ديسمبر، 2024 1:41 م

عذرا”عن اﻹختصار أو اﻹسراف، عذرا”لكل التقاليد واﻷعراف؛ عذرا”لكل العشائر واﻷنساب، عذرا”لكل المجالس واﻷدآب؛ عذرا”لكل ماحصل من مأسات، عذرا”لكل المقدمات والنهايات، التي تبدأ وتنتهي بها كل المقاﻻت؛ ﻷن الكيل قد طفح، والضمير قد جرح.

منظر”إن لم يقشعر له بدن، فليس له حياة أو حياء،

( وكان طلعه رؤوس الشياطين )، وقشعرت له كل اﻷبدان الطاهرةالشريفة، فكان المنظر هو الوزن،

لم تكن فوطةواحدة تلك التي رميت، بل لو انكشف لنا الغطاء، ﻷبصرنا الﻵف منها، و التي كانت أمنية أن ترمى ليس في هذا الوقت، بل في وقت يتدارك به الموقف، وتحفظ فيه الدماء وتحقن النفوس، وليس في هذه الحضرة، بل في حضرة المسؤول اﻷول واﻷخير ( القائدالعام للقوات المسلحة ) صاحب اﻷلقاب الشهيرة، و قائد المسيرة، (مختارعصرهم) كما يحلوا لمشجعيه أن ينادوه،

فلو أنه أجرى خطابا”كالذي أنشده، وجمع حشده، واستعرض فيه مترنحا”، ولو قال ما قال فيه مبالغا”: إني قد أخرجت لكم بطون البحار لؤلؤا”ومرجانا”، ورصعت به نسائكم، وألبستهن من الحلي، ذهبا”وألماسا”وصنعت لكم على القمر قصورا”،وأشبعت بطون الجائعين، وحققت آمال اﻵملين،

شريطةأن يلقي خطابه هذا أمام المﻻيين من الثكالى المفجوعةبفلذةاﻷكباد، والمترمﻻت من النساء، المنحنيات على أيتامهن،

لرتمى تحت أقدامه مﻻيين (الفوط)، ورأى بأم عينه، اﻷيادي التي ترتجف حرقتا”، لتنثر الرؤوس المخضبة، بدماءالشهداء الذين سقطوا صرعى تحت ظل حكومته، و لسمع الصراخ والعويل، الذي ليس له أي ترجمة، سوى أنه يقول (ﻻقيمة لكل إنجاز، أومكسب سياسي، أمام قطرة دم سفكت)،

نعم! فﻻ تساوي كنوز الدنيا وزخرفها، عند أم, فقدت إبنها ، الذي لطالما حلمت به وبمستقبله, وهي تنظر إليه,وهو يكبر، وتنتظر خيره القادم، وفجأة”يذهب غدرا”وظلما” هكذا،

الفوطة التي رميت ليس المقصود بها مجلس النواب فقط، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، وعنت الكثير برميتها، وكأنها قالت :إننا ذهبنا لنشتري بأصواتنا سكين ذباحنا، وأسياط جﻻدنا، ﻷننا لم نذق من حكمه إﻻ الموت، ذلك الحكم الذي أرجع هذه اﻷرض، إلى أرض السواد، فعﻵ”؛ لكثرة سواد الثياب التي استوحشت نساءها بقية ألوانها، ونسيت حتى أسماءها،

لم تكن فوطة، بل حجارة إرتمت في بركة,الضمائر الراكدة، لتحرك فيها الغيرة العائمه،

لم تكن فوطة، بل كانت كابوسآ”، هجم على أحﻻمآ”وردية”، لتستيقظ فيها النفوس، المخدوعة فيها .