يحكى ان ثلاثة من الثعالب، اضر بهم الجوع، فقرروا دخول المدينة، وكانت الواسطة قطيع خراف، فحشروا انفسهم بين الخراف، وبعد فترة قصيرة وجدوا انفسهم بداخل مجزرة، وتساق الخراف الى الذبح واحدا تلو الآخر، فهرب اثنان، واصبحا خارج المجزرة، فقال احدهما للآخر، لننتظر صديقنا، فرد الآخر، لن يستطيع الهرب، فقال الآخر: انه ماكر وسيتخلص ويثبت نفسه انه احصيني، فرد الثاني متهكما: ( ولك لمن يثبت نفسه احصيني… يروح جلده للدباغ).
كثير من المثقفين دافعوا عن داعش، بقصد ام بدون قصد، دافعوا عن داعش وداعش بعد كانت وليدا ترعاه خيام المعتصمين في الانبار، وكانت حجتهم الحرية والحقوق المسلوبة، اما الآن فهم يدافعون عن داعش بطريقة خبيثة، فهم يتناولون الحشد الشعبي بالتجريح والاتهامات، وجلّ ما اتمناه ان يقع احد هؤلاء بيد داعش، وليرى بأم عينه، كيف ستتصرف داعش معه، وليفهم هذه العصابات، انه مثقف وانه دافع عن مشروع حرية الانسان العراقي، وتكلم عن الحكومة العراقية بسخرية كبيرة واسقط هيبتها، حتى انها صارت سخرية للقاصي والداني، وحتى حين اثباته هذا سيلقى رأسه مقطوعا وموضوعا بين يديه، وان جلده قد سبقه بالذهاب الى الدباغ.
اخرسوا ايها السادة، الكلام اليوم للبندقية فقط، من لايجيد استخدام البندقية، عليه ان يسلم على ريشاته ويغادر العراق، لاننا امام سيل جارف ان لم نقف باتجاه تقدمه سيحترق الاخضر واليابس، بالامس زفت قوات بدر شهيدا هو ابن منطقتي، كانت اذن البعض ترفض رقصات البنادق وتغريدهن خلف جنازة البطل، فوقف لهم رجل يعرف انه على الاثر وقال: اللي كلبه ضعيف ، خلي ايطب ابيتهم، وانا انصحكم جميعا ، من كان يرفض الحرب الشريفة التي ندافع فيها عن وطننا ووجودنا، فليهرب بجلده، فداعش لن تستثني منكم احدا، جميعكم شاهد البطل مصطفى، الجريح الذي اكمل عرسه على رغم انف داعش، فوقف بشموخ قلّ نظيره.
اربيل ستستوعب الكثيرين، وستعطي من يريد شقة واقامة، ومرتبا تقاعديا، ولاتطلب منه شيئا، سوى مقال قصير باية وسيلة للاعلام، ربما الفيس بوك يكفي، ولاتطلب منه اربيل ان يمدح داعش، فقط يثبت طائفية الحشد الشعبي بتلاعب بسيط بالكلمات، وستؤمن له اربيل ملاذاً آمناً، فلايخشى شيئا، وستعطي كلماته ثمارا
انتظرها البعض، ستعطي وطنا خرابا مشرذما، ولن يلومه احد ان بكى وطنه بعدها بحرقة، وسينال على بكائه ايضا مكرمات ونياشين وموائد عامرة، لقد علمكم صدام ان الوطن يقاس على حجم حذاء حاكمه، وعلى هذا الاساس جاءت اميركا الى العراق، وصنعت منه انموذجا للخراب بجهود ابنائه البررة.
مثقف يتمنى دخول داعش الى بغداد، وهو يعيش خارجها، ما الذي يختزنه هذا المثقف في ذاكرته عن هذه المدينة العريقة، عشرات السنين قضاها يتغزل بتلك الشقراء وينام الليل مع اللندنية الفاضحة الجمال، ويختزن حتى اللحظة ذاكرة الاستلاب، ولايحفظ من جغرافية بغداد سوى البار الذي كان يجلس فيه لاحتساء العرق، هذا وسواه سيموتون ايضا، لكنهم لن يموتوا كما مات مصطفى او مجاهد، دفاعا عن الوطن تحت زغاريد بنادق الكلاشنكوف العريقة، سيموتون وستذهب جلودهم للدباغ، وينساهم الوطن كما نسوا وراهنوا على شراذم الفتنة والتمزق.