يعرف الرجال بالحق ولايعرف الحق بالرجال الف تحية وتحية لك ايها الامام العظيم، وساعد الله قلبك الذي مليء قيحاً منهم، ولو قال الامام فقط هذه الكلمة في حياته لكفانا، لانه يريد ان يؤسس الدولة العادلة والحياة الحرة الكريمة للانسان، وكم من اقفال على قلوبنا لنرى الرجال ولا نرى الافعال والحق واحد والرجال كثيرون، ولو نظرنا الى القران لوجدنا في اية الكرسي قوله تعالى (الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات) وفي هذه الاية لو نظرنا من الجانبين فالحق واحد والظلمات متعددة، وبذا يكون الهدف الاسمى والحقيقي ان ينظر الى الحق والالتزام به، لانه المنفذ الوحيد للحياة فالفعل غير الذات وبتسطير هذه الكلمات وان كنت مؤمناً بصحة ما يقول الاسلام الا اني اريد بقدرها ان ادعي واخاطب العقلاء بغض النظر عن احوالهم وشؤونهم وايماناتهم فقط وفقط لان الحق واحد والظلمات متعددة، والعقل واحد والجنون متعددة كما الله واحد والمعبودات كثيرة.
كم اعجبتني كلمة السيد الخميني (قده) في كتابه الاربعون حديث اذ يقول لو بعث الله الانبياء مجتمعين في وقت واحد والبالغ عددهم مئة واربعة وعشرون الف نبي فهل يختلفون؟ فانا على يقين انهم لن يختلفوا اتعلمون لماذا؟ فقط لانهم يدعون الى (هو) وهو واحد، وانتم تدعون الى (أنا) وانا متعددة لذلك هم يتفقون وانتم تختلفون، فمن اراد ان يعرف ان فكر (السيد الشهيد محمد باقر الحكيم وأخيه السيد عبد العزيز الحكيم ونجله السيد عمار الحكيم) على صواب عليه ان ينظر الى السلوك المتواصل والطريقة التي يتعاملون بها مع مقدرات الفرد العراقي من خلال مشروع الامة.
على القاريء ان ينظر الى الفعل اولاً ليعرف الرجال ثانياً، لا العكس فحينها ستكون مؤمناً بالاية المذكورة ولقول امير المؤمنين (ع) ولكل داعية بالحق أو لكل حق له مدعون.
العالم الاجتماعي الامريكي (كارينجي) من رواد علم الاجتماع ومفكر سوسيولوجي على مستوى العالم اجمع فمن اراد التعلم منه ولو لمعرفة جزء الحقيقة عليه ان يقرأ سيرته الشخصية وفكره وتفكيره الاجتماعي وفلسفته في علم الاجتماع بالتحديد، فهذا العالم يذكر عبارة تسر الناظرين يقول فيها ((كلما تقدم بي العمر اصبحت أعير انتباه قليل لما يقول الناس واركز اكثر على ما يفعلون)) وكم تسآلت في داخلي المتجزء لماذا يختلف الجهلاء فيما بينهم ولا يلتقون بنقطة واحدة؟ ولماذا يلتقي العلماء بتفكيرهم ان لم يكن بالكامل فبالاغلب يتوافقون؟.
أحقاً يصدق قول الامام علي (ع) ((ماجادلني جاهل الا وغلبني وما جادلني عالم الا وغلبته)) انا على علم وايمان بهذه المقولة اما انتم فلا علم لي.
أحقاً ياكارينجي لاتؤمن بالمقولات بقدر علمك وايمانك بالافعال أحقا ايها العالم رأيت القول غير الفعل ولماذا تؤمن بالفعل دون القول نعم انا على علم ان الفعل هو الترجمان الوحيد لما في النفوس من ايمان اما انتم فلا علم لي بايمانتكم، ولماذا يقول تعالى (يا ايها الذين امنو لا تقولوا ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون) أحقاً هنالك مقت بالقول دون الفعل، نعم انا أؤمن بذلك والدليل أعطانا الله لساناً واحداً، اما الايدي والارجل والاذان فلكل منهما اثنين، فقط وفقط لنعمل ونسمع اكثر مما نتكلم، لذا اعتذر لك يارب بالنيابة عني وعن اهلي واخواني باننا نتكلم اكثر مما نسمع ونفعل.
فلو تأملنا بكلام امير المؤمنين والى الاية القرانية وبكلمات ذلك الحكيم المظلوم المنتصر وبقول كارينجي نجد الجميع في وفاق، فهم يتحدثون عن شيء واحد وهو الفعل السديد الذي هو الحق وبه يمتاز الجميع.
فما دمنا نركض لا هثين وراء الاقوال والابواق لم ولن تتحقق الدولة العادلة التي دعت اليها المرجعية ولن يتحقق عراق خال من الحيف، فالطريق والمنهج الذي رسمه (شهيد المحراب) وسار عليه (عزيز العراق) لا زال يكمل تعبيده السيد (عمار الحكيم) فمازالوا يصرون على بناء الدولة العادلة من خلال الحوار العادل وعدم مظلومية جهة بعينها وهذا ما نراه من خلال الاصرار على مشاريع عادلة تحقق الحرية للفرد وتحفظ كرامته منذ تاسيس المجلس الاعلى الاسلامي عام (1982) الى يومنا هذا فمن اراد التعرف عليهم عليه ان ينظر الى الافعال ليحكم قلبه قبل لسانه اما الذين جحدوا بها واستيقنتها انفسهم، فالقران وصفهم ولا اعتقد بأني أجيد وصفاً افضل مما أجاد وصفه القران.
على اية حال انا اسطر هذه الكلمات لقلوب تريد بناء وطن فيه مواطنون، ونصيحتي لاصحاب الالسن السليطة ان يتهياؤا لوجبة شهية قادمة في الطريق لن تتأخر حول (مشروع الامة).