22 ديسمبر، 2024 1:29 م

لمناسبة : عيد الصحافة العراقية ( 153 ) العمل الصحفي في ( بلدي ) يفضي إلى الموت !

لمناسبة : عيد الصحافة العراقية ( 153 ) العمل الصحفي في ( بلدي ) يفضي إلى الموت !

لا ادري لم تذكرت ذلك السؤال الذي يطرحه علينا الكبار ونحن في مرحلة الطفولة قبل سنوات ليست بعيده , وذلك من باب المداعبة والعطف ومناجاة الأطفال أذا كبرت ما الذي تتمناه عندما تكبر ؟ سؤال كبير والمشاعر التي نشعر بها عند طرح هذا السؤال كان الواحد منا يفرك يديه ويحك قمة رئسه من باب الاجتهاد في التفكير لاختيار الوظيفة المثالية والجديرة التي يتمناها المرء في الظروف المحيطة كانت إجاباتنا وأمنياتنا لا تخرج عن ضابط , مهندس , طبيب , طيار , مدرس … الخ ! والوظائف المقبولة اجتماعيا ألان فقط اشعر بسذاجة طفولتنا والتفكير من حولنا في ذلك الوقت ! وكم أتمنى لو يعاد طرح السؤال على أطفالنا في عراقنا الجديد , وكم أتمنى لو يفاجئني احدهم بذات السؤال وإنا في منتصف عقدي السادس من عمري عندما لن أكون ساذجا كما كنت وكان غيري في مرحلة الطفولة , ولو سأل أطفالنا في هذه الأيام لكانت الإجابات بدون وعي وبلا تردد , صحفياً , صحفياً , صحفياً , أو , إعلامياً .. نعم أنها إجابات هذا الجيل مع وإنني لا أتمكن في هذه الأيام أن اظلم أحداً لكن ظروف الاحتلال الغاشم على بلدي العزيز حالت فرز المادة الإعلامية والصحفية على الساحة العراقية , والذي كنت اقرأه أو أسمعه ولا أصدقة من ما جرى على كافة مدن العراق العظيم عن الباحثون عن بقايا الجثث في أقبية توابيت الظلام فقد اجتمعت النيات السيئة المبيتة والمغرضة والتي جعلت أبناء العراق الميامين يفكرون في مثل هكذا أعمال فمن منا لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق من ممارسات لا تصل إلى الإنسانية بشيء تقوم بها قوات الاحتلال تجاه هذا الشعب إنا لست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة أولاً , فالعراقيون الحق الذين بقوا على ارض العباد يعرفون صمتهم وحريتهم وكيفية الحفاظ علي كرامتهم جيداً لا يعرفون هذه الإعمال في السابق , لكن الذي يجري وما سيجري في المستقبل في الشارع العراقي بعيد كل البعد عن مصير شعب معطل جريح , وعندما يصل حد التناقضات بين أفراد الشعب العراقي سواء كانوا في الداخل والخارج وهنالك عدم وجود قاسم مشترك بين أفــراد هذا الشعب تساؤلات وعلامات استفهام لدي العراقيين ظهرت وأبرزت أخيراً استنفاراً بشكل ملفت للنظر يضاف إلى سجل المشاكل الجديدة التي يشهدها عراقنا اليوم سواء كانوا في داخل العراق وتحملوا ويلات الحروب في السنوات الماضية وسواء كانوا في الغربة خارج الوطن نحن العراقيين لسنا بصدد هذا الموضوع ولسنا مهمومين في سياق مرير علي عروش مهزوزة بقدر ما يفكر فينا العراقي الأصيل , فالفراغ الأمني هاجس للجميع وحجم القلق يتزايد يوماً بعد يوم , فالمواطن العراقي إنسان غارق في المآسي منذ قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والقلق وعدم الاستقرار ويعد دخول الغزاة ارض الوطن زادت المعاناة وتضاعف الهم , فمن انعدام الأمن إلى غول البطالة المخيف إلى الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الأهل والولد إلى تدمير المدن والمصالح وأبواب الرزق , هل يصح أن يحلق العراقيون الذين كانوا موجودين في دول الغرب بأفكارهم ونظيراتهم وأسلوب سيطرتهم الجديدة على مؤسسات الدولة كافة سواء كانت الرسمية وغير الرسمية بعيداً عن هم العراق البسيط الذي يعانيه يومياً تلك فهل يجدون الإجابة وهل يتحقق بأفكارهم التأثير والانتشار لمن يفكر بالخارج ولمن يكتب بالخارج هل يكتب ويفكر لنفر يمثلون نخبة تناغي تلك الأفكار والكتابات وميولهم النخبوية التي ليس بينها وبين الواقع الصعب حبل وصل ولغة ود , ومن المساجلات التاريخية المهمة التي تدور في فلك العراقيين الفن للفن وأم الفن للناس والمجتمع والسياسة للسياسيين .. الصحافة العراقية اليوم تجاوزت ذاتها من ناحية المستوى والتقنية واعتبر إن زيادة إصدارات الصحف والمجلات في صالح هذه الصحافة , والذي أستطيع أن أؤكده أن الفجوة كانت كبيرة جداً لصالح الصحافة اليوم مقارنة بالصحافة منذ أكثر من ثلاثين عاماً لان الأداء المهني اليوم تطور بشكل كبير بسبب تقدم وقيام تكنولوجيا المعلومات وتطوير الأجهزة الإعلامية والإرسالية وانتشار الفضائيات فصحافتنا كانت قديما فيها المساحات التي تستطيع أن يعبر فيها الصحفي عن واقعها المرير أما الآن فالوضع انعكس وتفوقت الصحافة على ذاتها ويطلق على بلدنا والحمد لله بلد المليون صحفي بدون حسد , وهذا لا يعني إننا لسنا مهمومين بمعطيات أصحاب هذه المهنة المقدسة لان العمل الصحفي في عراقنا الجديد يكشف الفراغات الصعبة في حجم جريمة دخلت للعراق للتو اسمها اللامبالاة والصحافة العراقية الحقيقية اليوم مهدده بالانقراض ورحلة البحث دائما تشدنا نحو الصحفي الشجاع القوي الأمين , عذراً أقولها للأسف واكرر للأسف إن البعض من الزملاء لم يؤد الرسالة الإعلامية والصحفية بالشكل المطلوب , فالمجاملة والمحاباة والتنظير للآخر لا زالت بين اسطر الصحافة العراقية , فالصحفي الناجح من يملك الشجاعة لا يخجل من الاعتراف بسلبيات المسؤول والإداري , من وهب البصيرة لا ينظر تحت قدميه و لا ينتشي بالإيجابيات المؤقتة , بل يبحث دوما في مهنة المتاعب , عن الأفضل والأحسن ومن يسع للنجاح يرفض دفن رأسه في الرمال , يواجه النفس , ينتقد الذات , ولا يخشى في الله لومه لائم ,عندما نقول من يولد ليزحف لا يستطيع الطيران دوماً , لكن هنا ما نؤكده قد يثير حفيظة البعض من الزملاء لكن في النهاية يجب علينا كشف الحقائق و الرسائل الإعلامية الأخلاقية لصاحبة الجلالة ونطالب أيجاد طرق جديدة لإعادة الهيبة والفخر للصحافة العراقية الوطنية كافة وعندما نبدأ في الكتابة أولا عن واقعنا المرير والمريض لكافة مفاصل العراق , هنا لابد من التوقف عند حقيقة ثابتة ومزعجة للبعض من زملاء المهنة إن الصحافة العراقية عرفا ما يمكن كتابته في سطر يجب أن لا يكتب في سطرين هذا العرف ابتدعه كتابنا الأوائل وأساتذتنا الأفاضل وهنا لا يمكن حصر هؤلاء , لكن اكرر مع الأسف الشديد أن الصحافة العراقية اليوم لم تضمد جرحها , والبعض من الزملاء , يرى أن الكم والكيف يفرز إنجازاً والبعض الآخر يرى إن الإنجاز هو الذي يفرض نفسه على الساحة كما وكيفما وان الاهتمام عندنا الإنجازات المادية التي تتحقق , سؤال كبير ولكنه لم يكن محيراً رغم حالة الفرح والنشوة التي يشعر بها البعض من الزملاء عندما يقبض بالدولار , وهم يغادرون بصحبة المسؤولين إلى دول الجوار من خلال المتابعة والتنظير والكتابة الملونة وانتقاد الزملاء الآخرين , وما يجري على الساحة العراقية اليوم بالمقلوب وكيف تجرد البعض عن هذه الرسالة الإنسانية واخذ البعض يبيع نفسه لكل من هب ودب , كانت إجاباتنا واضحة إمام مجلس إدارة نقابة الصحفيين العراقيين وحجم المسؤولية الملقاة على نقابتنا وما حققته من مكاسب معنوية وماديه لفقراء هذه المهنة في بلدي اليوم كم أتمنى لو يفاجئني أحد زملائي الأعزاء من الصحفيين بذات السؤال قبل الحكم عليه إلى السادة المسؤولين في الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق بعد الاحتلال الغاشم , وما تحقق للصحافة في العراق خلال السنوات الماضية ونحن سندخل العام التاسع عشر ؟ والسؤال يطرح نفسه ألان أين قانون الصحفيين أين حقوق شهداء الصحافة العراقية أين رواتب الصحافيين أين السيارات وأين حقوقهم المهنية و أين وأين , كل هذا والى متى , سيقذف عدد من المسؤولين العراقيين الاتهامات الباطلة ضد الناطقين بالحق وهناك حكمه أؤمن بها أذا كانت في فمك كلمه حلوه قلها على الفور حتى لا تفقد حلاوتها , وإذا كانت في فمك كلمه مرة فاجعلها إلى الغد حتى تفقد مرارتها .. وانتم طيبون ايها الزملاء الاعزاء .. ولله – الآمر.