بين فينة وأخرى تطالعنا النائبة عن دولة القانون سابقا، ورئيسة حركة (إرادة) بتصريحات أقل ما يقال عنها بأنها من النوع الفيسبوكي، متناسية أو متجاهلة بأنها عضو في مجلس النواب، الأمر الذي يتيح لها الحصول على معلومات دقيقة فيما يتعلق بالشأن السياسي والإقتصادي من مركز القرار، وليس بناءا على ما ينشر في الصحافة والمواقع الإلكترونية.
نظمت الإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، كيفية تقديم الدعم العسكري للعراق، وهنا لا تحتاج الحكومة الى موافقة مسبقة من البرلمان، لتحديد نوع الدعم الذي تطلبه الحكومة من الأمريكان لو أرادت!
بعيدا عما تقوله النائبة الفتلاوي في تصريحاتها، أو ما تحاول الوصول إليه من تغطية على أخطاء الحكومة السابقة، من خلال تصوير حكومة السيد العبادي، بـانها حكومة منبطحة سواء للأمريكان أو لبقية الأطراف العراقية، فإن الحكومة أكدت في أكثر من مناسبة؛ عدم حاجتها لقوات برية على الأرض لتحرير الأراضي العراقية التي يدنسها تنظيم داعش الإرهابي، هذه الأراضي التي كانت حكومة السيد المالكي سببا رئيسيا في سقوطها بيد هذا التنظيم الإرهابي، لكن السيدة الفتلاوي لم تنبت ببنت شفة في لوم المالكي، لأنها كانت تحت ظله في الدورة السابقة.
بغض النظر عن عديد القوات الأمريكية المتواجدة في العراق، فإن هؤلاء تواجدهم إستشاري لا أكثر، أما عن ما تنشره السيدة الفتلاوي من أخبار، عن وجود قوات عربية تقدرها ب90000 جندي من دول (السعودية وقطر والإمارات والأردن) فهي معلومات ليست دقيقة، لأن المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن، كان يتحدث عن مائة جندي أمريكي، لم يتحدد فيما إذا كان سيتم تعيينهم من قبل القوة التي ارسلت من قبل، أم سيتم إرسالهم من القواعد الأمريكية المنتشرة في مختلف بقاع العالم.
تبقى مسألة إنتشار القوات العربية وحتى التركية، بحسب السيدة الفتلاوي، فإننا نعلم أن المكون السني الذي معني بمسألة تحرير أرضه التي يحتلها تنظيم داعش، قبل أي جندي يأتي من خارج الحدود، لا يرضى بهكذا قوات، لأنها تعني إهانة لقدرة الجندي العراقي القادر على تحرير أرضه، وها هي البشائر تترى علينا يوما بعد أخر، من تحرير بيجي وصولا الى الشرقاط، وقبلها تحرير مناطق عديدة من الرمادي وصولا الى مركز المحافظة، وغير بعيد تحرير قوات البيشمركة قضاء سنجار، فبماذا ترد علينا السيدة النائبة؟ هل تقول أن هذه القوات من حرر هذه المدن العزيزة!
إن في العراق رجال تغطي عين الشمس، ولن يرضوا بأن يكونوا مع الخوالف، كما فعل أصحاب يعدهم بعض المتأسلمين من أصحاب الرسول الأكرم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، هؤلاء رجال خلقوا من فاضل طينة أهل البيت (عليهم السلام) لا يأبهون إن سقط الموت عليهم، أم سقطوا عليه؛ فالأمر سيان.
نصيحة لمن يحاول دق أسفين بين الشعب والحكومة، أكرمونا بسكوتكم رحمكم الباري عز وجل.