التهديد بأم القنابل ما هو إلا ضرب من ضروب الحرب النفسية ،هذا إذا لم نصنفه بالفارغ،فالخبراء في الولايات المتحدة وإسرائيل بوجه خاص يعلمون يقينا بأن قصف المواقع النووية ومخازن الصواريخ في بطون الجبال سيعود عليهم بضربتين إرتداديتين ثانيهما أعنف من الأولى لن تبقي ولن تذر.المعروف بأن المواقع النووية والصاروخية الأيرانية موزعة على عشرات الأماكن السرية فسيحتاج الأمر إذن الى عشرات القنابل الثقيلة من نوع أم القنابل وليس قنبلة هنا واخرى هناك مما يعني عشرات الطلعات للطائرات القابلة لحمل هذا العتاد.إن مثل هذا القصف الكثيف نفترض أنه سيستدعي ومنذ اللحظة الأولى لحصوله ردا عنيفا مساويا بالحجم والهدف أي قصف مواقع وقواعد تمركز الجيش الأمريكي في المنطقة وإستهداف النووي الأسرائيلي .فإذا كان للأمريكان قابلية معرفة المواقع النووية والصاروخية الأيرانية لقصفها فنعتقد أنه بالمقابل لدى المخابرات الأيرانيىة خارطة بالمواقع النووية الأسرائيلية إضافة للقواعد العسكرية.فإذا كانت أمريكا بقوتها وأيران بجغرافيتها وعدد نفوسها يستطيعان تحمل كلفة الحرب فهل بمقدور إسرائيل تحملها؟خصوصا لو كانت تلك الكلفة ضحايا بعشرات الألوف وتلوث نووي يستمر لعقود قادمة.هذا فيما يخص ردة الفعل العسكرية الأيرانية أما الأرتداد الثاني فإيران لاعلاقة لها به من الناحية العسكرية.إن منطقة سلاسل جبال زاكروس حيث يعتقد تواجد المواقع النووية والصاروخية هي منطقة هشة جيولوجيا بسبب وقوعها عند حافة أحدى أهم وأنشط مناطق الزحف القاري والمتمثلة بعديد الهزات الأرضية سنويا ولهذا السبب فإن المجازفة بإلقاء قنابل من نوع أم القنابل يعتبر عمل تحفيزي إجرامي متعمد لهزات أرضية عنيفة تضرب كل المنطقة نتيجة لإنزلاق متسارع لما يسمى بصفيحة الدرع العربي بإتجاه الدرع الأيراني والذي قد ينتج عنه إنخساف أرضي في منطقة البحر الميت وغرق الأراضي حوله بدخول مياه البحر الأحمر لتغمر مساحات هائلة تجعل من إسرائيل مجرد شريط ساحلي ضيق يفصلها عن الأردن بحر لجب.