** ساسة ما بعد 2003 مغرمين بإستعمال كلمات طنانة رنانة كعناوين لواجهاتهم السياسية أو الحزبية … و كمثال على هذه الكلمات ( دولة القانون ) ( المستقلة ) ( الأعلى ) ( العليا ) فهناك ( الهيئة المستقلة ) لكذا و ( المجلس الأعلى ) للجهة الفلانية و ( اللجنة العليا ) للجهة العلانية أو ما شابه ذلك من مسميات براقة … و كلها عناوين جوفاء لا ترجمة لها على أرض الواقع … و هي لا تعدو كونها تعبير عن الشعور بالنقص و الدونية التي يحاول أصحابها رفع شأنهم من خلالها … بعد أن مارسوا كل اساليب التزوير و الخداع و السرقات التي فاقت حدود الخيال … لو كانت أعمالكم ترتقي إلى مستوى العناوين التي ترفعونها … لكنتم وجدتم الاحترام و التقدير و المحبة من الجميع .
** السيد غيث التميمي المقيم حالياً في لندن لا يزال يلقم مناوئيه حجراً في مناظراته التلفزيونية معهم على الفضائيات … فهو ضالع في شؤون المجتمع العراقي من الناحية الدينية و السياسية و الاقتصادية … عدا ما يعرف من بواطن و شؤون و أسرار الفصائل المسلحة و خباياها و خفاياها … و ما يطرح من أفكار يلامس بها نبض الشارع العراقي بقوة … و لا أصدق من نبض الشارع تعبيراً عن الحال … و يتمتع السيد غيث بنفس طويل و صبر جميل على محاوريه … و من يدخل معه في محاورة يجد نفسه في ورطة و كأنه قد دخل عش الدبابير لا يعرف من أين تأتيه اللسعات … و كونه حالياً في لندن يمنحه الحرية الكاملة لكشف مظلومية العراقيين و فساد الفاسدين و تبعية التابعين و وضاعة المسؤولين السراق … و بذلك فهو ناطق شعبي و يكاد يكون رسمي لما يعانيه الشعب العراقي .
** في خضم الحياة اليومية دائماً ما نلتقي باشخاص لا نعرفهم و لا يعرفونا .. وبعد السلام و التحية وبعض الكلام المجامل .. يطرح عليك صديق الصدفة الجديد السؤال التالي .. من يا عمام أنت ؟ سؤال بريء طبعاً لا إساءة فيه … و عندما تجيب على السؤال وتذكر له أعمامك … يردفك مباشرةً بسؤال آخر … ومن يا فخذ أنت ؟ الكثيرون يعرفون الإجابة بل و يفتخرون بأنهم من العشيرة الفلانية و من الفخذ الفلاني وذلك طبيعي و من حقهم أن يفتخروا بنسبهم العشائري أو القبلي … لكن الكثيرون أيضاً لا يعرفون الإجابة مما يوقعهم في الحرج … و ربما البعض منهم يعرفون عشيرتهم لكنهم لا يعرفون الفخذ الذي ينتمون إليه … و البعض الكثير الكثير ليس لهم انتماء أو إرتباط عشائري … وذلك ليس نقصاً أو عيباً … إلا عند الجهلة و المتخلفين الذين يحترمون الانسان لعنوانه القبلي أو العشائري دون النظر إلى سلوكه … وهل هو في مصلحة المجتمع أم ضد هذه المصلحة … و مرة اخرى كل الاحترام لعشائرنا و قبائلنا … وهذا الاحترام يجب أن يحظى به الجميع المنتمي و اللا منتمي … فلا ذنب لإنسان وِلد من أبوين لا ينتميان لعشيرة أو قبيلة … و أهمية و قيمة الإنسان تكمن في ما يقدم من خدمة لمجتمعه و ليس بما يحمل من عنوان … فالعناوين ليست أكثر من أوصاف لا تقدم و لا تؤخر … مع الإحترام لكافة العناوين … كما يجب أن لا ننسى و نتناسى المكونات العراقية الاخرى من مسيحيين و صابئة و أيزيدين و أي مكون آخر فهؤلاء بلا عشائر و لا أفخاذ .
** الطرق الخارجية تخطف يومياً أرواح مئات العراقيين الأبرياء كما تعلن عن ذلك دوائر المرور في مختلف المحافظات خاصة الوسطى و الجنوبية بسبب رداءة و قدم هذه الطرق و عدم صيانتها من سنين طويلة … إضافة إلى عدم وجود علامات مرورية تحذيرية عن مكامن الخطر في هذه الطرق
… خاصة الحيوانات التي تظهر بشكل مفاجيء مما يسبب حصول الكارثة … طبعاً لا يمكن وضع حد لإنهاء هذه الحوادث بشكل كامل لإن الخطأ البشري من قبل بعض سائقي المركبات
وارد … لكن يمكن بالتأكيد تقليل الحوادث و بنسبة عالية لو تدخلت الحكومة و بشكل جدي لبدء حملة شاملة لإعمار و صيانة هذه الطرق مع نصب علامات مرورية واضحة كما هو الحال في باقي دول العالم … ما هو أكثر نفعاً للمجتمع .. أن تشيد بناية كلفتها 800 مليون دولار عداً و نقداً من أموال العراقيين المساكين ( بناية البنك المركزي في أبي نؤاس ) لن تحفظ بها حياة أنسان واحد … أم تصرف هذا المبلغ الكبير على تطوير و تحسين طريق سريع تحفظ به حياة المئات من المواطنين يومياً !؟ وهذا مثال واحد فقط يدل على أن أموال الدولة تصرف في غير موضعها و لا تصرف لخدمة المواطن … لسبب أو لآخر قد يكون صعباً إيقاف التفجيرات الإجرامية التي تخلف ورائها العديد من الضحايا و المصابين و التي تحصل بين حين وآخر … لكن ليس صعباً أعمار الطرق الخارجية مع الأموال الطائلة التي يمتلكها العراق … و لو عملنا مقارنة بين عدد الشهداء ضحايا التفجيرات الإجرامية منذ العام 2003 و لليوم مع عدد ضحايا الطرق الخارجية لعرفنا أن ضحايا الطرق الخارجية أضعاف أضعاف شهداء التفجيرات الإجرامية … و هؤلاء أيضأ يمكن إعتبارهم شهداء لأنهم ضحايا إهمال حكومي سواء كان مقصود أو غير مقصود .
** تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً خبراً مفاده أن النائبان صباح الساعدي ( إبن البصرة ) و كاظم الصيادي ( إبن الكوت ) قد قاما بزيارة المعمم الإيراني مهرب المخدرات لتطييب خاطره و الإعتذار منه … و يبدو أن الخبر صحيح … إذ لم يتم نفيه من أي منهما … فإن كان الأمر كذلك فهذه تعتبر إساءة للدولة و مؤسساتها المتمثلة بسلوك مقدم الشرطة الشجاع علي المالكي الذي كان يمنع دخول المخدرات إلى البلد و يحيل إلى القضاء تجارها و مروجيها و منهم هذا المعمم الإيراني … و بدلاً من مكافأة الضابط الشهم علي المالكي … تم إيداعه السجن و هذه رسالة إلى الشرفاء العاملين في الدولة ان إغمضوا أعينكم عن منتهكي حرمة و سيادة البلد و إلا فالسجن بانتظاركم ! … و هذا السلوك الصلف من قبل النائبين لو حصل في دولة أخرى ديمقراطية فعلاً و ليس قولاً كما عندنا … لتم طردهما من البرلمان و وضعهما خلف القضبان للمحاكمة … و سؤال يخطر على البال … ماذا لو كان مهرب المخدرات هذا من بلد عربي ؟ الإجابة معروفة طبعاً … هذا هو بلدنا العراق بلد العجائب و الغرائب … و عيش و شوف !
** آخر لمحة :
قال : لماذا لم تسمحي لي بالجلوس بجانبك في سيارة الاجرة ؟
قالت : دعني أَذكرك … قبلها بأيام وكان هناك زحام على سيارات الأجرة …عندما فتحتَ لي باب سيارة الأجرة مشكوراً … دخلتُ السيارة و دخلتَ أنتَ بعدي … و بِتعمد جَعلتُ كتفي الأيمن ملتصقاً بكتفك الأيسر تعبيراً عن مشاعري تجاهك … فأنت تعرف جيداً ما في قلبي … لكنك في منتصف الطريق نزلت من السيارة … و تركت كتفي ملتصقاً بالهواء .
قال : معكِ كل الحق .