23 ديسمبر، 2024 4:28 ص

لمحات اجتماعية في عصر السوشيال

لمحات اجتماعية في عصر السوشيال

 

قبل عصر التكنلوجيا كان الباحث او الكاتب يضطر الى العمل الميداني لاسيما بخصوص علم الاجتماع للوصول الى القراءة الصحيحة عن ما يبحث عنه بشرط ان يكون حياديا لا عاطفيا .

د علي الوردي كان عاطفيا ولم يكن حياديا لانه قد يتحدث عن تصرف فردي او لمجموعة من الافراد بخصوص ظاهرة معينة فيعممها على الجميع وفي بعض الاحيان يتحدث عن ما قيل له ولم يتحقق عن ما سمع .

الان في هذا العصر اصبحت الثقافة الاجتماعية معروفة للملأ وحقيقة عندما اتابع مواقع التواصل الاجتماعي اتفاجأ بما يتفاعل معه الجمهور ، طبعا لا يخفى علينا تلاعب ادارة هذه المواقع بالاعدادات وبخصوصيات المواقع وما ينشر فيها ولكن اقولها وللاسف الشديد ان مراجعة ما ينشره العراقيون ومايتفاعلون معه لا تبشر بخير .

اتحدث عن مواقف وتصرفات ولا يعنيني الشخصيات فبعضها محترمة ومثقفة وبعضها بسيطة ومسالمة ، وبعضها خبيثة وتافهة بسبب ما يصدر منها .

المؤسف عندما اشاهد التفاعل مع السراق مثلا وعمليات الفساد والتعليقات بالاستهزاء وحتى الشتم وهذا لا يؤثر على الواقع ، مثلا نور زهير شاهدت صورا كثيرة له ولكني لم اقرا ولا كلمة تخصه سلبا او ايجابا ، وفجاة اشاهد صورة مزدوجة لفائق الشيخ ومشجع كروي ظريف ابو القوزي وتفاعل المتابعين وبدات التعليقات والاعجابات .

ظاهرة اخرى يتعامل معها الجمهور بقوة وتعصب وهي عندما تمس شخصيات دينية كان تقول هذا متمرجع او لايحمل شهادة اجتهاد او تمجد مرجع معين وتتزاحم المنشورات على صوره مثلا السيد السيستاني وانجاله وتبدا تعليقات المحبين بل وتظهر منشورات هذه اخر صورة للسيد السيستاني .

واما التعاطف السياسي فالمنشورات التي تاخذ حيزا من التعليقات عندما يكون هنالك تجاذبات بيت السنة والشيعة والاكراد ، واقولها للاسف 80% من التعليقات عاطفية وغير موفقة للنقاش العلمي .

اما نشر الصورة الشخصية التي اصبح لها هوس بلا حدود لدى الكثيرين ممن يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي والتي لا تعبر عن ثقافة معينة مجرد ولع لدى اصحابها من التقاط صورة بجهازه النقال ونشرها لان الكاميرا بكل انواعها اصبحت بمتناول يد الجميع فتظهر الاعجابات وتعليقات “منور حبيبي”.

سالت شابا انا اعلم انه لا يقرا ولا يكتب وبيده موبايل فقلت له كيف تستخدمه وانت لا تعرف القراءة ؟ فقال اعتمد على الصور وحتى من احتفظ برقم هاتفه من اصدقائي اطلب منه ان يرسل لي صورة حتى على الصورة اعرف المتصل واما مواقع التواصل والواتساب فاني استخدمها فقط بالصور ومقاطع الفيديو في الريلز واشارات المشاركة .

اما نشر مناسبات الافراح والاحزان فحدث بلا حرج ، والانكى من ذلك نشر العزائم وانواع الطعام .

اما المنشورات العلمية والخبرية فتكاد غير مهمة ولا يتجاوز من يتابعها 10% والنتيجة تصبح الثقافة الاجتماعية في العراق بمستوى لا يبشر بخير .

الان وبعد ما استحدث من تقنية الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع القائمون عليه انتاج افلام لاي شخصية يريدونها وباي وضعية اي باختصار اصبحت الحقيقة مزيفة ولان السوشيال مؤثر جدا في الوسط العراقي فان هذه الافلام ستلعب لعبتها في التلاعب بما يصدر عن مستخدمي هذه المواقع اي الارباك الثقافي بقوة وقد يؤدي الى حتى خصام واتهامات وفقدان ثقة بسبب هذه التقنية ، علما ان الاغلب الاعم قبل هذه التقنية كان سرعان ما ينفعل ويصدق الخبر كتابة من غير ان يتحقق منه فكيف اذا شاهد صورا او فلما فيديويا لشخصية مهمة عنده وهي تظهره بشكل غير لائق ؟

من هذا المنطلق يصبح السوشيال مصدر معلوماتي لمنتجي الافلام لمعرفة نواياهم سيئة كانت ام حسنة، وانا اعتقد سيظهر برنامج على غرار كوكل بحثي بحيث اذا وضع اي مقطع فديوي فيه يظهر اذا كان حقيقيا او ممنتجا بالذكاء الاصطناعي .

النتيجة عندما يجرى مسح ميداني على ارض الواقع لثقافة المجتمع فالنتائج تظهر متاثرة بشكل كبير بمواقع التواصل الاجتماعي وهذه لا تعطي حقيقة ثقافة المجتمع الاصلية التي اصبح السائد فيها الدخيل .