المديونية العالمية بلغت حسب تقارير المختصين أكثر من (350) تلرليون , ولا توجد دولة بلا مديونية , ومنها الصين التي ربما أخطأت في سياستها الإقتصادية , إذ رأت أن سلوك إقراض الآخرين أموالا سيساهم بالهيمنة عليهم , وفي العقدين الأخيرين صارت مصدرا لتقديم القروض للدول , وبلغت ديونها للدول القوية أرقاما خيالية لا قِبل لها على تسديدها , وترفض الخضوع لإرادتها.
وتجد الدول القوية المرهونة بالمديونية , أن الحرب هي المخرج الأسلم منها , فما أن تعلن الحرب مع الصين , سيتم إسقاط الديون , بإعتبارها عدوة , ومن حق الطرف الآخر فعل ما يراه مناسبا للنيل من عدوه.
أي أنها حفرت لنفسها حفرة , وكأنها تغافلت عن تصرفات الدول القوية , التي تقرر مصير العالم على هداها , فما أسهل أن تضع يدها على أموال الآخرين , المودعة في بنوكها , وما أيسر أن تنسف أي معاهدة , فإرادة القوة هي العدل والقانون والدستور.
والقوة الإقتصادية لوحدها لا تكفي , فلابد من قوة عسكرية أقوى منها لتحافظ على دورها ومقامها , مثلما هي الديمقراطية التي لا قيمة لها بغياب القوة العسكرية والأمنية الفائقة , للحفاظ على السلوك البشري الآمن.
إن الضغوط ستتزايد على الصين لأخذها إلى حروب تخسر فيها ديونها ونموها الإقتصادي الذي إعتمدت عليه وهيمنت به على الدول الأخرى , وتناست أنها تستطيع الإستغناء عن صناعاتها , لأن التصنيع أصبح ممكنا في أي مجتمع عندما تتوفر الإرادة الوطنية الفاعلة.
فهل ستُنهزم الصين إقتصاديا في العقود القادمات , وهل ستضيع أموالها الترليونية , التي مُنحت ديونا للآخرين؟
فربما هذه أعلى مديونية في تأريخ البشرية!!