23 ديسمبر، 2024 4:25 م

لماذا يهٌمل جنودنا ويحاصرون؟

لماذا يهٌمل جنودنا ويحاصرون؟

قصة محاصرة الجنود في معسكراتهم, لأيام وأسابيع من دون تدخل أمر محير؟ فمعسكر الصقلاوية لأسبوع يطلق الجنود نداءات الاستغاثة بعد نفاد ذخيرتهم والطعام, لكن لا جواب! إلى إن حصلت الفاجعة بفقداننا لثلاثمائة جندي عراقي, وقبلها مصيبة سبايكر.
مصفى بيجي بالأمس يتم محاصرة الجنود, من قبل عصابات داعش! ولولا تدخل قوات الحشد الشعبي لحصلت فاجعة أخرى!
لا يحدث هذا إلا في بلد متقطع الأوصال, أو في ارض تفتقد لوسائل النقل, فكيف نتصور يحصل هذا في بلد من أغنى بلدان العالم, الأكيد إن هناك خلل ما, ويدفعنا هذا الخلل لوضع فرضيات للعلة.
أولا ما يحصل هو خيانة أهل المناطق, والتي تعلن دعهما للجيش نهارا وتحارب الجيش ليلا, مما يجعل الأمور مرتبكة وفقدان الثقة هو سيد الموقف, وهذا التناقض من سكان المناطق ينطلق من عدة اسباب, منها عدم وجود قيادة واحدة للعشائر, أو وجود متنفذين غير مسيطر عليهم, أو زوار ليل ذوي حصانة لا احد يستطيع منعهم من فعل أي شيء, وكل هذه الفرضيات تحصل يقينا هنا وهناك, وسببها غياب القانون والسلطة التنفيذية عن الأرض.
لكن لا يمكن إن نضع كل اللوم فقط على سكان المناطق والقرى, والتي تتواجد بها خلايا داعش.
أن الاتهام الأكبر يتم توجيه للمنظومة المعلوماتية المرتبطة بالجهات الأمنية, والتي تغيب جهودها تماما! مما يضع جنودنا بين فكي العصابات  الإجرامية, مع أن لدينا أجهزة متعددة متخصصة بالمعلومة ويتم الصرف عليها بأرقام فلكية, بالإضافة للايفادات والدورات مع بلدان العالم, لكن النتائج صفر! فمن نحاسب؟ وما هي العلة؟ من أين نأخذ حقنا؟ وماذا نقول كتبرير لأهل الضحايا؟
ثانيا لماذا لا يصل الدعم بسرعة, وإخبار المحاصرين تتناقلها القنوات والمواقع وصفحات الفيسبوك؟ أليس امرأ محيراً, مع ان الجيش العراقي منتشر في كل المحافظات, فقط ترك الأمر لقوات الحشد الشعبي هي من تلبي, والسبب لأنها غير مرتبطة بقيادات عسكرية تمنع حركة النجدة للمحاصرين,وهنا نصل لنقطة مهمة وهي وجود قيادات خائنة تتحكم بحركة الجيش العراقي.
قيادات ضخمة عادت في السنوات الأخيرة, وهي من بقايا النظام ألصدامي,وشاركت بكل صفحاته الملوثة, وعاشت على فتات موائده, وبقيت تحمل عقيدته الخبيثة, تشكل الدولة العميقة داخل دولتنا الفتية, تفعل كل شيء يسيء للحاضر, سعيا للعودة للوراء! والذي جعلها تتمادى الحكومة السابقة, التي أعماها الطمع بكرسي الحكم عن ما يجري تحت قدميها, مما ثبت حكم الدولة العميقة.
النتيجة التي توصلنا لها هو عدم كفاءة المؤسسة العسكرية, وإتباعها أساليب ساذجة لا تمت بصلة للعسكر, واهم العلل تعود إلى أمرين,الأول بعض القيادات غير الكفوءة والجاهلة تماما, والتي أتت بها المحاصصة لتمسك بمراكز القرار العسكري, وثانيا بعض القيادات البعثية التي عادت لتمسك مراكز حساسة في المؤسسة العسكرية, وهي تسعى لإغراق البلد,  وكلاهما تسبب بضياع مئات الجنود, بين قيادة جاهلة وقيادة معادية لجنودها.
لا طريق للإصلاح إلا بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وبأسرع وقت, وإلا ستستمر الخروق والخيانات وضياع الأنفس, إلى إن نصل لنقطة يتلاشى وجود الجيش العراقي فيها, ويصبح مجرد  حكاية من الماضي البعيد.
فالدعوة للإسراع للتعامل من هاتين العلتين ( قادة جهلة وقادة بعثيون) قبل فوات الأوان.