23 ديسمبر، 2024 10:53 ص

لماذا يكره اصحاب الفكر التكفيري الامام الحسين”عليه السلام”؟

لماذا يكره اصحاب الفكر التكفيري الامام الحسين”عليه السلام”؟

بين فترة واخرى نشاهد على التلفاز او النت احد عباقرة الفكرالتكفيري”الداعشي” ناقدا ومتطاولا على ثورة الامام الحسين “عليه السلام” ,محاولا جر سيرة هذه الثورة التحررية العالمية الى مسالك الغوغائية وسوء القيادة والخروج على خليفة المسلمين ..الخ من السرد العقيم ,غير معلن للناس عن السبب الحقيقي وراء كرهه وكره اصحابه لهذا العلم الاسلامي”الحسين عليه السلام” والذي ثارت تحت لواء فكره معظم حركات التحرر العالمية.

من محاسن الصدف ان سبب حب كل احرار العالم للامام الحسين “عليه السلام” هو نفسه سبب كراهية معظم التكفيرين الجدد”الخوارج الجدد,الدواعش” له ..فهم يدعون الناس الى طاعة الحاكم الظالم الفاسد “اي الامير الداعشي” ان كانت له الغلبة عليهم مهما كان عليه حاله من سوء”اي قبولهم الطاعة العمياء والعبودية للامير الداعشي”..والامام الحسين عليه السلام بثورته المباركة قد فند دعواهم لقبول العبودية والغاء العقل والضمير بالدليل العملي القاطع.. والثابت لجميع العقلاء انه وال بيته “الخارجين معه للجهاد في كربلاء”اعلم بشرع الله منهم ومن مشايخهم جميعا .

اي ان سبب كراهيتهم للامام الحسين عليه السلام هو سبب فكري سياسي لا اكثر ,هم يريدون استعباد الناس وفرض الطاعة العمياء عليهم وصولا الى استباحة اموالهم وابنائهم وكل ما يمتلكون في هذه الدنيا..وهو يريد تحرير الناس كل انواع العبودية سوى عبودية الله جل جلاله.

الثورة الحسينية غيرت الفكر التحرري العالمي وبينت للناس الفرق بين الحق والباطل الى يوم يبعثون ,وعلمت البشرية كيفية الحفاظ على كرامة الانسان والاوطان وقول كلمة الحق في وجه الباطل مهما اختلفت موازين القوى بين الحق والباطل.

لقد علمنا الحسين “عليه السلام” معنى تضحية الفرد من اجل المجتمع,وعلمنا كيفية انتصار الدم على السيف ..اي انه هو من علم البشرية ان سر خلود الانسان يكمن فيما ترك الانسان وراءه في الحياة الدنيا من فوائد للانسانية .

هو في الحقيقة مدرسة انسانية عالمية لكل البشر, للمسلمين وغير المسلمين,للمتدينين وللعلمانيين ..الخ,وهو المعلم و الاب الروحي لكل الاحرار في العالم بلا استثناء.

وهو المعلم الذي علم عظماء العالم الانساني مثل غاندي “كيف يكون الانسان مظلوما فينتصر”..وامد بشجاعته نفوس كل مناضلي العالم بالقوة والثبات على الحق.

واخير..اود ان اذكر العالم الانساني عموما والعربي خصوصا بالعرف العربي السائد”من علمني حرفا صرت له عبدا”, ان هذا الامام الكبير”الحسين عليه السلام” قد علمنا جميعا كل حروف الحرية ومعانيها..واطالبهم بصيانة حق هذا المعلم وفضله على الانسانية جمعاء.

واقول لمنتقديه من دعاة العبودية ان ماتفعلونه هو النفاق بعينه,فانتم تتهمون الطوائف الاسلامية الاخرى بالنفاق واستخدام التقية..بينما تستخدمون انتم التقية علنا في فعلكم المنافق الداعي الى طاعة الحاكم الظالم الفاسد “اي الامير الداعشي” ان كانت له الغلبة عليكم مهما كان عليه حاله من سوء .