23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

لماذا يصف عراقيو الخارج عراقيي الداخل بـ((النفايات)) ؟!!!

لماذا يصف عراقيو الخارج عراقيي الداخل بـ((النفايات)) ؟!!!

نشرتْ صفحة التواصل الاجتماعي (F.B) للزميل الشاعر (فارس حرّام) ـ رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين فرع النجف الأشرف كلاماً للمثقف العراقي (حميد العقابي) من الدنيمارك،

حيث كان كلاماً جارحاً للعراقيين جداً ، (وما زاد الطين بلة) أن أشاهد على الصفحة المذكورة تأييد عريض لذلك الكلام المؤسف .. من عراقي يعيش في المهجر ، وأهله يعيشون الأمرّين بسبب

العمليات الإجرامية ، حيث وصف العراقيين بـ((النفايات المدوّرة)) التي تدار بأيدي سلطة جاهلة تقود العراق ، متناسياً أو ناسياً ؛ إنه هو واحدٌ من عراقيي الخارج الذين أدلوا بأصواتهم خارج أرض

الوطن لهذه السلطة الجاهلة ، أو لم يشارك في الاقتراع ، فعليه وعلى من عمل بالنأي معه تقع أوزار المنتخبين ، الذين لم يختر هو وغيره غيرهم ، ولعل مَنْ يَنْتَخِبُ مِنْ مَنْ اُنْتُخِبَ ما كان أجهل

، فيقودون (نفايات الجماهير العراقية) الجريحة ، بينما هو وأمثاله يعيش نعيم (أوربا) ويتنسم هواء بحر الشمال و برد مضيق الدنيمارك هنالك .. بعيداً .. بعيداً عن دخان البارود المحترق على

أرض وادي الرافدين .

بالأمس القريب طرح الزميل (فارس حرّام) فكرة معالجة علة ثقافية في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في النجف الأشرف .. عرض مشروعه الثقافي على الرأي العام .. تواصل الكثير معه .. علّقوا

.. أبدوا أراءهم حيال الفكرة ، ومن ضمنهم كان كلام للمثقف العراقي المهجري (حميد العقابي) أعرض لكم منه شيئاً :

((مرةً أشرت في تعليق نشرته على صفحتي حول خطورة ما يسمى بالشعر الشعبي الذي يطغى الآن في العراق، وقلت إن خطورته لا تكمن في كونه مكتوباً باللهجة، وإنما هناك ما هو أخطر من

ذلك بكثير، فهو ( الشعر الشعبي ) يرسّخ ثقافة الشارع، وبما أن ثقافة الشارع في هذه المرحلة هي ثقافة متخلفة بكل المقاييس بل ( والأمر لا يحتاج إلى جرأةٍ في القول )، هي ثقافة منحطة،

حيث طغيان صوت الغوغاء على صوت المثقف الطليعي بوجود سلطة تسعى إلى تكريس التخلف، عندئذ يتم في مثل هذه الظروف تدوير الانحطاط لينتج انحطاطاً في دائرة العبث وسطوة

المتخلفين على إدارة شؤون البلد لجميع النواحي، وليس كتدوير النفايات لانتاج طاقة نظيفة كما يحدث في البلدان المتحضرة ( السويد مثلاً تستورد نفاياتٍ من أجل تدويرها). بلد مثل العراق تحكمه

زمرة جاهلة تفرّخ عصاباتٍ تسيطر على كل نواحي الحياة السياسية والثقافية والخدمية من مصلحتها تكريس الجهل لتبقى هي على كرسي الحكم ( تدوّر نفسها ) لتكرر الفشل، ضاربةً بالثوابت

عرض الحائط، فرجل الدين لصّ أو قاتل، ورجل السياسة لا يفهم في السياسة شيئاً، والدبلوماسي لايمثّل البلد، ووزير الثقافة هو وزير الدفاع في الوقت نفسه، والإعلامي بذيء، والأكاديمي يحمل

شهادة مزوّرة…الخ.

هنا يتوجب على المثقف أن يستلّ دبّوسه ( على الأقل ) ليفجّر بالونَ الفساد هذا، حيث أصبح الأمر لا يُحتمل، والقادم أسوأ ما آلية تدوير النفايات تديرها يدّ قذرة.

……………………………. تحياتي لإتحاد الكتاب في النجف. دامت تحياتي لرئيس الفرع الشاعر فارس حرّام.((

(إلى هنا إنتهى كلام المثقف العراقي المغترب حميد العقابي)

ثم يأتي الثناء …

وهذا تعليق الزميل فارس حرّام ـ رئيس الإتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين فرع النجف الأشرف :

((أستاذنا المحترم حميد العقابي.. نعتز كثيراً بما كتبت حول مشروع قرار اتحاد ادباء النجف بشأن من لا يجيدون اللغة العربية من أعضائه، وهو دعم نحتاجه، وتحتاج مثله أي خطوة تصحيحية

وإصلاحية في ثقافتنا العراقية الآن، وغداً… محبتنا لكم.. وشكرنا..)) (إنتهى تعليق الزميل فارس حرّام)

والحالة هذه ؛ فليس من شأني الدفاع عن مدرسة الشعر الشعبي في العراقي ، إلا أنه يهمني (بألم) الجرح النفسي الذي جرح به الكاتب (حميد العقابي) قلب المثقف العراقي .. قلب السياسي

العراقي .. قلب الحكومة العراقية المنتخبة .. قلب العراقي بشكله العام ؛ هذا الإنسان الذي يعاني من عذابات الداخل المحترق بسبب العمليات الإجرامية .. من سيّارات مفخخة .. من أحزمة ناسفة

.. من اختطافات .. من تهجير .. من مصائب كبرى يعانيها المواطن العراقي ، أو المثقف العراقي .. الإنسان .

يقول الفلاسفة المثاليون ؛ إنّ الإنسان يحلّق في فضاء نقصه نحو كمال المطلق .

وعندما يكون الإنسان كذلك ؛ فهو مخلوق ناقص ، ليس بالضرورة أن يكون كاملاً .. حتى يكمل نقصه الممكن .

ومن هذا يكون السعي لأجل مساعدة المثقف العراقي على ترميم قابلياته اللغوية مع الحفاظ على موهبته الشعرية و الأدبية .. دون تدمير أو إحباط ، لأنَّ العمل الأدبي يتكوّن من وحدتين

متكاملتين ؛ هما التجربة الشعورية والتعبير (كما يقول محمد قطب في كتابه النقد الأدبي) ، ولا يعدمه أن يكون أديباً ناقصَ اللغة حتى يدأب لأجل تكامله اللغوي ، ولن يتكامل ما لم يبلغ المطلق

القرآني أو مطلق الشعر الجاهلي ، وبهذا سنلزم جميع المثقفين أن يكونوا علي بن أبي طالب (ع) أو سيبويه (رحمه الله) حتى يُرضى عنهم ، وحتى لا يصفهم الكاتب (حميد العقابي)

بـ((النفايات)) !!!

الكاتب (حميد العقابي) تجنّى كثيراً على المثقف العراقي ، أو أنصاف المثقفين العراقيين ، أو ثلاثة أرباع المثقفين، أو أرباع المثقفين العراقيين ، بكلامه الجارح .

آمل منه وممن أيده أن يعتذروا جميعاً من العراقيين .. ربّما هم يعيشون خارج الهم العراقي في نعيم أوربا .. ربّما عوّدتهم الحياة الغربية على احتقار الـ over seas ، لكن ! عليهم أن يحترموا

مشاعر شعب وادي الرافدين .. شعب الحضارات المعطّرة لا شعب النفايات المدوّرة!

والله من وراء القصد ؛؛؛