12 أبريل، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

لماذا يستسهل المسؤولين العراقيين سرقة المال العام ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

استمع قاضي المحكمة لشهادة صبي سرق الخبز لإطعام أمه المريضة من محل البقالة بعد ان فصلوه من عمله بسبب انشغاله برعايتها. وبعد ان تأكد القاضي من صحة رواية الصبي قال جميعنا هنا مسؤولون عن جريمة السرقة هذه وبضمننا صاحب المحل الذي اشتكى على هذا الصبي واحاله للمحكمة. هنا قرر القاضي تغريم الحضور بغرامة رمزية بمن فيهم شخصه وعلى صاحب المحل الذي سلَّم الصبي إِلى الشرطة وهو يعلم أنه يعاني الجوع بغرامة أكبر وإذا لـم تدفع الغرامة يبقى المحل مغلقاً.

بعد أن سمع الحضور قرار الحكم كانت أعينهم تفيض بالدموع تعاطفا” مع الصبي وأمه المريضة.

أضاف القاضي:

( إذا تمَّ القبض على شخص ما يسرق الخبز فيجب أن يخجل جميع السكان والمجتمع في هذه الدولة).

 

اما نحن في عراقنا الطيب فعلينا ان نقول:

إذا سرق مسؤول قوت الناس ولقمة عيش الفقراء فيجب ان يخجل جميع السكان والمجتمع في هذه الدولة لان الجميع يسكت عن الفساد والسرقة وبالنتيجة تصل لرغيف الخبز وكل مفاصل الحياة.

اليس فرض الرشوة والعمولات واستغلال المنصب سرقة.

اليس استغلال الموقع و أستباحةالمال العام وتهريب النفط وتهريب الأموال سرقة.

ماذا نسمي تشريع قوانين والمبالغة في تعدد الرواتب الحكومية والمنافع والرواتب التقاعدية لفئات دون وجه حق مقارنة بأقرانهم بتشريع السرقة.

ماذا نسمى السماسرة والمنتفعين من عقود الدولة وتعاملاتها ومثلها تصاريح عمل البنوك في مزاد العملة ومافيات استيراد المواد الغذائية والعقود الحكومية بغير انها سرقة .

كيف تجرأ وزراء وبرلمانيين ورجال أحزاب وموظفين كبار في الاستيلاء على عقارات الدولة أو المشاركة في ما تم تسميته بسرقة القرن للامانات في وزارة المالية ودائرة الضرائب وتسويتها المعيبة وقبلها سرقة الملايين من رواتب المتقاعدين لولا السكوت الجماعي للمجتمع.

الغريب في هذه الجرائم بأنها سرقات بالمليارات في العلن وليس لها مثيل في كل دول العالم وبدون خجل يتعاون بتنفيذها مجاميع من المتنفذين بدرجات متفاوتة وبدعم من جهات متسلطة على رقاب الناس وبعلم الجميع حتى رأس الهرم.

كل الحكومات ورؤساء الوزارات المتعاقبين مسؤولين لكن لايكفي ان نطالب بمسؤول نزيه فإننا في حاجة الى شعب يتكلم ونزيه.

بينما تعلن وزارة التخطيط بأستمرار أن العراق يعيش أزمة مركبة وأن مؤشرات مستوى الفقر بسبب البطالة أو اختلاف مستويات الدخل تراوح حول 30% فإنه من المحزن أن يكون في بلد الثروات صورتان وهما صورتا البؤس والثراء بينما علامات الشبهة بالفساد والاثراء باستغلال الموقع لازالت تنطبق على الكثيرين ممن تقلدوا أمانة المسؤولية ومن ازدهرت أحوالهم يوم جاع إخوانهم في أوطانهم.

وليس لنا الا نعيد قول أمير الحكماء (حين يسكت أهل الحق عن الباطل يتوهم أهل الباطل أنهم على حق) .

حفظ الله العراق وأهله الطيبين..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب