18 ديسمبر، 2024 7:10 م

لماذا يحاربون كأس العالم “في قطر”

لماذا يحاربون كأس العالم “في قطر”

لم يحدث ان أطلقت دول اوربية او غربية بل شعوب ذلك الجانب من العالم حملة ضد تظاهرة رياضية وبالذات كرة القدم ، فهي اللعبة الاكثر شعبية لدرجة ان امريكا نفسها تخلت عن اهمالها وتركت كرة السلة والركبي واسست فريقا اصبح ينافس المتخصصين ،
لم يحصل سابقا الذي يحصل مع قطر اليوم، فلم ينزعج العالم من إقامة الكأس على ارض بريطانيا المسببة لنصف آلام البشرية بتكريسها الاستعمار والتفرقة والفتنة بين الاخوة من الشعب الواحد في كل أرض والى اليوم ، ولم يرفض العالم إقامتها في امريكا في سنوات غزو افغانستان والعراق وقتل الملايين ، ولم يعترض العالم على إقامة الحدث الرياضي الاكبر في المكسيك أيام نظامها الدكتاتوري المتعسف ولا البرازيل في عز سنوات الفساد وانتهاك حقوق الانسان بل وتوقف اجور المهاجرين وتراكم الديون بذمة الدولة المنهارة آنذاك ، ولم يعترضوا على أرض المانيا النازية ولا فرنسا العنصرية ولا ايطاليا المافيوية ،
إنما قطر قامت الدنيا ولم تقعد ، دول تهدد بالمقاطعة ومدربون يسخرون ولاعبون مشاهير ينتقصون ومنظمات اوربية تتظاهر وشعوب غربية تلطم وتندب حظ العالم العاثر ومصيره الاسود الذي وصل اليه لدرجة ان بلدا عربيا يحتضن كأس العالم ! حتى بلاتر المرتشي الذي خرج بإدانة فساد صار يتكلم عن الشرف ضد قطر،
نعم هذا هو السر ، دولة عربية ،، الأمر لايحتاج الى تحليل ، والا فمنشآت قطر الرياضية افضل من مثيلاتها الروسية المتهالكة، وشوارع قطر اامن من شوارع البرازيل الخطرة على المشجعين ، وطيران قطر ارقى من طيران لوفتهانزا ، وتطور قطر الحضاري والتعليمي يفوق دولا اوربية وامريكية كثيرة بالتاكيد ،
فالامر اكبر من ادعاء انتهاك حقوق العمالة الاجنبية التي وفرت لهم قطر معاشات وظروف حياة لايجدونها في بلدانهم -وان صح وجود مآخذ لاننكرها- لكن قطر غيرت قوانينها ولم ينفع وعدلت مساكنهم ولم ينفع وقللت ساعات عملهم ولم ينفع ولو انهم جعلوا حياة العامل الوافد مثل العامل السويسري فلن ينفع ،
الهدف اكبر والمؤامرة اعمق والرفض والاعتراض والدعوات للمقاطعة وراءها متحالفون اتفقوا رغم انهم مختلفون ، فمنهم من لايريد ان يكون للعرب والمسلمين نصيب في اي دور حضاري عالمي حتى و ان كان شكليا غير جوهري ، ليبقى العرب مضرب المثل للتخلف والمسلمون محط الاتهام بالارهاب ، ولا حدث راق وعالمي وذو صدى يدوم طول الدهر يرفع من صيت العرب بين شعوب الامم ويغير كثيرا من الصورة النمطية المرسومة “عمدا” ،
ومنهم من يبحث عن رشوة لاسكاته ، فاموال قطر كثيرة ودولته التي يرأسها منهارة وفقيرة ، او على المستوى الشخصي ان كان مشهورا ، فهذه فرصته للابتزاز ، ولاتنس الاخوة الاعداء الحاسدين الذين يظهرون المودة ويبطنون الغدر والغيض ، وقد فعلوا ذلك مع تركيا حين نهضتها ومولوا انقلابها الفاشل لغرض تدميرها ففشلوا، ومع مصر بعد ان من الله عليها بحكم مدني كان يمكن معالجته بالصناديق فنجحوا ، ومع تونس بعد ان اصبحت ديموقراطية فردوها الى اسفل ، ومع العراق فخططوا لتدميره ومع اليمن وليبيا ، وساهموا في خراب كل بقعة بالتحالف المنكر بين شيطان العرب وخادم الي.هود الذين فعلا كل شيء من أجل إضعاف العرب والمسلمين وتقليل هيبتهم بين الامم ،فكيف بقطر شقيقتهم الصغرى و”الدولة الناشئة” ان تأخذ مكانهم او تنافسهم بل تتفوق عليهم،
ولكن يبدو ان كل شيء يسير عكس مايشتهي المغرضون وان قطر ماضية في حلمها وشارفت على تحقيقه ليكون علامة في تاريخها وسبقا للمنطقة قد لايتكرر قبل قرن.