18 ديسمبر، 2024 9:50 م

لماذا يجب مساندة حرکة المقاضاة ضد النظام الايراني؟

لماذا يجب مساندة حرکة المقاضاة ضد النظام الايراني؟

ليس هناك حديث ذو شجون و يحفل بکل أنواع الالم و الاحساس بالحزن الذي لانهاية له کما هو الحال مع الحديث عن مافعله و يفعله نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق بسبب من تدخلاته السافرة في هذا البلد و ماتسبب من جراء ذلك بمآسي و مصائب مختلفة لکافة مکونات الشعب العراقي دونما إستثناء، وقطعا عندما يجري هکذا حديث فإن الموضوع الاساسي الذي دائما يفرض و يطرح نفسه بقوة هو: کيف السبيل الى إنهاء نفوذ و هيمنة هذا النظام على العراق و تخليصه من شره؟
المطلب الاهم الذي لابد من أن نضعه في الحسبان دائما و نجعله على رأس أولوياتنا هو أن نعمل دونما کلل من أجل البحث عن نقاط ضعف لهذا النظام کي نقوم بالتحرك من خلاله للتأثير عليه و رد الصاع صاعين له، وليس هناك من قضية و مسألة تٶثر على هذا النظام بقوة و تجعله يفقد صوابه کما هو الحال دائما عند إعلان دعم و مساندة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و مناصرة المقاومة الايرانية و التأکيد على قضية إنتهاکات حقوق الانسان في إيران.
خلال هذه الايام، مرت الذکرى ال29 لمجزرة صيف عام 1988 التي قام النظام الايراني خلالها بتنفيذ حکم الاعدام بثلاثين ألف سجين سياسي لمجرد کونهم أعضاء أو أنصار في منظمة مجاهدي خلق، والذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هنا، هو إن هذه الذکرى لن تمر بردا و سلاما على النظام، خصوصا بعد أن تمت إثارة هذه القضية من قبل زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، حيث تقود حرکة المقاضاة ضد النظام منذ سنة و تطالب بموجبه بتقديم القادة و المسٶولين الايرانيين المتورطين في هذه القضية وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي أمام المحاکم لکي ينالوا جزاءهم العادل عن ماإرتکبوه بحق سجناء سياسيين کانوا يقضون أحکاما قضائية بالسجن غير إن النظام غير تلك الاحکام کلها الى أحکام الاعدام لأن الخميني قد أفتى ذلك، وهو أمر ليس بغريب فقط على القوانين و الانظمة الدولية المرعية و مبادئ حقوق الانسان وانما حتى على الاسلام نفسه الذي يرفض هکذا وحشية و بربرية و يٶکد على الرحمة و العفو و الرفق بالسجناء و الاسرى و ليس قتلهم و إبادتهم کما فعل و يفعل هذا النظام.
من المهم و المطلوب بإلحاح دعم و مساندة حرکة المقاضاة التي إنعکست على داخل إيران ليندلع بتأثير واضح منها حراك شعبي دعما لهذه الحرکة و تجاوبا مع مطاليبها المشروعة و العادلة، أما دوليا فإن هذه الحرکة قد إکتسبت بعد و عمقا دوليا بحيث يمکن التصور من إن الاجتماع القادم لمجلس حقوق الانسان في جنيف في سبتمبر القادم و کذلك إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من الممکن جدا طرح مجزرة 1988 و جعله في سجل أعمالهما، وإن هکذا شئ لو جرى و سيجري حتما فإنه يمهد مستقبلا لمثول قادة النظام الايراني أمام المحاکم من أجل محاسبتهم و مجازاتهم عن جريمتهم البشعة، وإننا نرى إن الواجب الوطني يدعو الشعب العراقي و شعوب المنطقة للعمل بإتجاه الاعلان عن دعم و مساندة هذه الحرکة فهو يخدم مصالح المنطقة و شعوبها بالکامل.