سنتناول هنا مايلي:
4- الدور التاريخي العالمي الذي لعبه العراقيون في هزيمة الفاشية الدينية الايرانية في القرن العشرين وفي هزيمة الفاشية الدينية الداعشية في القرن الحادي والعشرين!
اولا- كيف حطم العراقيون المشروع الايراني الفاشي الديني طيلة 8 أعوام ومنعوا شرورة عن العرب والشرق الاوسط والعالم.
ثانيا- كيف حطم العراقيون المؤامرة الايرانية -الدولية في صناعة داعش طيلة ثلاثة أعوام ومنعوا شرور داعش عن العام!
اولا-
في شباط 1979 استولى الخميني وجماعته على السلطة في إيران, بعد الدعم الفرنسي البريطاني والتواطؤ الأمريكي, راكبا على أمواج ثورة الشعب الايراني وقواه التحررية التي قام بتصفيتها تباعا وبدأ في مشروع التوسع والعدوان على العراق والعالم وثبت في الدستور مبدأ تصدير الثورة عبر صناعة الإرهاب ونشر المخدرات وتشكيل مليشيات وتقويض وحدة وسلطات الدول على أراضيها.
وبدأ بتشكيل عصابات اجرامية ودعم اعمال العنف والارهاب في العراق مستخدما سياسة القضم تدريجيا او سياسة اللعب بالنقاط وليس بالضربات القاضية كما قال السيد حسن نصر الله يوم 3 نوفمبر الحالي.
لكن صدام حسين كان يؤمن بالضربات القاضية وليس بمبدأ النقاط ولذا رد على العدوان الايراني في ايلول 1980 بشكل صاعق وغير ملائم, مستحضرا تاريخا طويلا داميا من التدخلات الايرانية السافرة والمسلحة في الشأن العراقي ودعم كل تمرد ضد السلطة العراقية عبر التاريخ.
وتدخل أطراف اوربية وامريكية وغيرها من اجل نشوب النزاع و استمراره طويلا وعدم ايقافه وكانت دولا أوروبية وغيرها تزود الطرفين بالسلاح والعتاد من أجل استمرار المجزرة.
كانت إيران في عهد الشاه قد حصلت على نصف شط العرب مقابل وقف دعم التمرد في شمال العراق الذي بدأ عام 1974 واستمر القتال هناك لعام مخلفا دمارا وخسائر لاتوصف وضطر العراق لتقديم نصف نهر شط العرب لإيران مقابل وقف الدعم للتمرد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر وفق اتفاقية الجزائر لعام 1975 وان كل اجزء المعاهدة مترابطة و تسقط بسقوط أي جزء منها!
ومما دفع العراق للتنازل هو وقف الاتحاد السوفيتي توريد السلاح الثقيل بينما كانت القوات المسلحة الايرانية داخل الأراضي العراقية تسقط الطائرات العسكرية العراقية بصواريخ الهوك الامريكية وتضرب أي تقدم عراقي بالمدفعية والصواريخ المتطورة!
وبعد وصول الخميني للسلطة اعلن ان اتفاقية الجزائر الخيانية! قد سقطت وتم دعوة أركان التمرد السابق للقدوم لإيران لقيادة تمرد جديد.
وإلى جانب اعمال الارهاب التي قام بها حزب الدعوة الإسلامي وغيره في العراق من قتل وتفجيرات وتخريب مدعومة من إيران اضطر صدام الى اصدار قرار اعدام الدعاة باثر رجعي بعد ثبوت تورط إيران بدعمهم ولم يكن قد قرر إعدامهم في البداية.
ان تأجيج الداخل العراقي اعلاميا وسياسيا للثورة ضد النظام وضرب الأراضي العراقية بالمدفعية الايرانية وخرق الطيران الإيراني دفع صدام للمغامرة بمحاولة اسقاط النظام الجديد بالحرب.
وبذا وقع صدام في المأزق التاريخي فقد كان نظام ايران مستندا الى مساحة إيران الكبيرة وارضها الجبلية الوعرة وإمكاناتها الكبيرة وتعدادها الكبير مستعدا للحرب للابد مدعوا بقوى دولية مستترة هي التي أتت به للسلطة!
ودام القتال لعامين سفكت فيه دماء هائلة ودمرت إمكانات عظيمة وتغير طابع المجتمع الايراني والعراقي على حد سواء.
وأعلنت إيران أنها ستوقف الحرب ان انسحب العراق للحدود الدولية وأثر ذلك كثيرا على الجنود العراقيين وبدأت الهزائم تحل بالجيش العراقي امام الهجمات الانتحارية التي لاتنتهي والتي يزجها النظام الإيراني للتخلص من الجيل الذي صنع الثورة حتى ينشأ جيل جديد متطبعا بأفكار ومنهاج النظام الجديد.
ولما انسحب العراق للحدود الدولية في تموز 1982 واصل النظام الإيراني هجماته على العراق وتبين كذبه!, واستمرت الحرب ل 6 اعوام اخرى وانتهت باجتياح جديد للجيش العراقي داخل إيران بعد انهيار القوات المسلحة الايرانية من الجيش والحرس الثوري واضطر النظام الإيراني للقبول بوقف إطلاق النار وسمى الخميني ذلك تجرع كأس السم!
وظل الحقد الدفين على العراق يعمل عمله في أركان تلك القيادات المهزومة حتى اتتها الفرصة لتدمير العراق مجددا بعد الغزو الامريكي وحل الجيش العراقي والقوات الامنية حيث ارسلت ايران للعراق فيلق بدر من عملاء ايران العراقيين من الفارين من الجيش والقتلة واللصوص والمغرر بهم ودمجوا في الجيش العراقي الجديد وفي وزارة الداخلية والاستخبارات وسلمت لهم كل مفاصل الدولة في العراق ليبدأوا مرحلة جديدة من مسح العراق تدريجيا من الخارطة تمهيدا لضمه في النهاية إلى إيران كتابع ذليل بعد نهبه وتقسيمه وتحطيمه!
وهذا ما بدأ يحصل!
لقد استطاع العراقيون طيلة ثمانية أعوام من تركيع النظام الفاشي الديني الفاشي الإيراني ومنع شروره على العالم والمنطقة بعد أن قدموا تضحيات جسيمة لاتعوض تحملتها أجيال عظيمة لم نرى بعدها مثلها.
وتنفس ذلك النظام الصعداء وعاد لمنهجه السابق بقوة بعد سقوط العراق عام 2003 , مستغلا إمكانات العراق المادية الضخمة في مشروعه التوسعي واخر مغامراته بأموال العراق كانت في 7 اكتوبر الماضي في طوفان الرهبر أو طوفان الأقصى!
ثانيا-
في 1- حزيران 2014 سقطت الموصل في عهد نوري المالكي زعيم حزب الدعوة الاسلامية الذي ارتكب اعمال ارهابية في مناطق كثيرة من الشرق الأوسط!
وقد حفل العهد الجديد بعد عام 2003 بالفساد والمخدرات والاجرام والارهاب مما تسبب في مقتل وتشريد الملايين من العراقيين وتم سحق كل العقول الحية للامة العراقية برعاية وقيادة المخابرات الايرانية والموساد وغيرهما من ضباط وطيارين وطنيين الى علماء وأساتذة جامعات وكفاءات ومهندسين وأطباء وادباء وكتاب وصحفيين وغيرهم.
كان الفساد الهائل والإرهاب الذي مارسه النظام ضد الشعب وضد أعداءه والتخطيط والدعم الايراني للقاعدة مع نظام بشار الاسد قد ادى لاستمرار الارهاب والتخريب في العراق.
كان سقوط الموصل مدبرا من قبل أطراف عديدة وكل طرف له أهدافه!
وحققت إيران بسقوط الموصل أهدافا كثيرة لم تكن تحلم بتنفيذها وهي مثلا:
-نهب موازنة عام 2014 التي لم تقر بمبلغ قد يصل ل 150 مليار دولار استخدمت في المشروع الإيراني التوسعي.
-تشكيل الحرس الثوري الإيراني فرع العراق بحجة محاربة داعش.
-بيع العتاد الايراني القديم والفاسد للعراق بأسعار خرافية للعراق وبعضه لايتسق مع المعدات العراقية.
-تدمير وسفك دماء وتشريد الملايين والكثير منهم رحلوا لأوروبا وهذا ما يسعد ايران كثيرا!
إغراق العراقيين في حريقهم الداخلي من أجل نشر المخدرات والمليشيات وقطع الأنهار الدولية من ايران للعراق, وتدمير الزراعة والصناعة العراقية والسياحة من اجل الاعتماد على إيران في كل شيء!
تمكنت القوات العراقية ورأس الرمح فيها جهاز مكافحة الإرهاب وبدعم كبير من الطيران والاستخبارات الامريكية والمدفعية والطيران الفرنسي وبمساعدة ألمانيا ودول اخرى من دحر داعش وقد خطط الأمريكان أن يستمر الصراع لعشرة سنوات.
راحت داعش تعيث في الارض فساد وتنشر إرهابها في كل العالم وجذبت الآلاف من عناصر الارهاب من كل أنحاء العالم ومن اوروبا.
ان دماء عراقية لا تحصى من الجنود والمواطنين العراقيين هي من سمحت اولا بالقضاء على داعش وثانيا بفضل الدعم الدولي للعراق ضد داعش.
على الرغم من كل ذلك تبوق ايران ووسائل اعلامها ان ايران هي من قضت على داعش وان الحرس الثوري الإيراني فرع العراق هو قائد النصر!
ويبدو أنه قد كتب على العراقيين ان يكونوا بوابة العرب الشرقية ضد النفوذ والتوسع الايراني التاريخي وبوابة العام ضد الارهاب الديني بكل أشكاله واخره داعش.
إن وجود النظام الايراني الحالي أو النظام الشاهنشاهي القومي المستكبر السابق هو لب كل مشاكل الشرق الأوسط في الخليج العربي خصوصا وقد توسعت إيران الان بفضل اموال العراق ودماء العرب وقوة فيلق القدس المختصة بتدمير الأنظمة واحتلال الدول الاخرى وفق جدول زمني وتحولات بطيئة ولكنها مستمرة.
سيصحو العالم يوما على حقيقة أنه بدون ازالة النظام الإيراني الحالي للابد واقتلاع جذوره فلن ينعم أحد في العالم بالأمن والسلام لأن هذا النظام هو خلاصة كل الشر والاجرام والأباطيل و التحايل والمراوغة والكراهية طيلة 1400 عاما!