4 نوفمبر، 2024 9:19 م
Search
Close this search box.

لماذا يجب التغيير في إيران؟

لماذا يجب التغيير في إيران؟

الخيارات المتاحة أمام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الاوضاع الصعبة و الحساسة التي يمر بها الان ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة والعقوبات الامريکية، کلها تتمحور في نطاقات وأطر إرهابية و فوضوية تعتمد على إثارة الفتن والازمات و المشاکل و بطرق و اساليب مختلفة، والانکى من ذلك أن النظام وقبل إقدامه على تطبيق خياراته”الشريرة”المتاحة أمامه باشر بإرسال رسائل خاصة عبر تصريحات ذات مغزى صادرة من عناصر تابعة له في بلدان المنطقة وکلها تصب في سياق إشعال حريق طائفي فئوي و عرقي في دول محددة من المنطقة بالاضافة الى مناوراته العسکرية وإجرائه تجارب لإطلاق صواريخ أو إعلانه عن صنع طائرة مقاتلة بإسم”کوثر”ثبت فشله وکذبه والتي تهدف إرعاب المنطقة والعالم من أجل تخفيف الضغط عليه.
النظام الايراني الذي يکاد الخناق الدولي أن يکتم على أنفاسه، يظهر أنه قد صار محاصرا في زاوية ضيقة جدا ويبدو في وضع بائس لايحسد عليه، و واضح أن هذا النظام سوف لايجد من مناص أمامه سوى مهاجمة المتربصين به کآخر دفاع متاح بين يديه”وهو بمثابة الانتحار”، وهذا هو تماما الذي يحدث مع النظام الايراني عندما يهدد بتأزيم الاوضاع و دفعها الى نقطة حرجة في کل من العراق و سوريا و لبنان، وهو يعلم بأن هذا التأزيم”المفتعل”و”السطحي”، وان کان خطيرا ويترك آثارا سلبية على تلك الدول، لکن ليس بالامکان أبدا أن ينقذ النظام هذه المرة ويلقي إليه بطوف النجاة، إذ أن الامور قد تحدث فيها تطورات يمکن إعتبار البعض منها بمثابة مفاجئات غير منتظرة للنظام الايراني نفسه، وان إحتمال إندلاع الانتفاضة مجددا في داخل إيران و بلوغها نقطة اللاعودة أمر وارد جدا و باتت الکثير من الاوساط تتوقعه بين أية لحظة و اخرى ولاسيما مع إستمرار الاحتجاجات الشعبية بصورة ملفتة للنظر، وان المشکلة الکبرى التي تواجه النظام الايراني تتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الدور الريادي و الفعال والمؤثر الذي تؤديه زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، إذ أن النظام يتخوف کثيرا من أن يأخذ هذا المجلس في نهاية المطاف و في خضم تصاعد الاحداث وتطوراتها بزمام المبادرة، وان أهم هدف للنظام الايراني يتمثل في عدم السماح بأي شکل من أشکال التقارب والتفاهم بين المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ودول المنطقة لأن ذلك کفيل بإحداث تغيير جذري في المعادلة السياسية في إيران.

النظام الايراني الذي بذل جهودا جبارة واستثنائية من أجل الکتم على نشاط المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بصورة عامة وعلى دور و نشاط منظمة مجاهدي خلق التي تمثل أبرز وأقوى تيار داخل ذلك المجلس بصورة خاصة، ومع أن النظام قد نجح الى حد کبير و لأسباب و عوامل مختلفة في خداع المجتمع الدولي ودول المنطقة والتمويه عليها لکي تبتعد عن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، لکن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وبفضل الدبلوماسية الشجاعة و الجريئة و الفريدة من نوعها للسيدة مريم رجوي تمکن من تحطيم مرتکزات ذلك المخطط المشبوه ونجحت في إيصال صوت الشعب الايراني للعالم کله وفضح النظام وإن الملتقى الدولي الاخير للآلاف من أبناء الجاليات الايرانية الذي عقد في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في أنحاء العالم من أجل إحياء الذکرى الثلاثين لمجزرة عام 1988 التي أعدم فيها النظام الايراني 30 ألف سجينا إيرانيا، يعتبر تأکيد عملي على قدرات وإمکانيات المقاومة الايرانية في المواجهة ضد النظام حتى إسقاطه.

ان المطلوب حاليا هو أن تبادر دول المنطقة ومن أجل مصلحة شعوبها ومستقبل الاجيال فيها الى إتباع سياسة جديدة تعتمد على منطلقات ومرتکزات جديدة تضع مصلحة شعوبها و الشعب الايراني ذاته فوق أي إعتبارات أخرى لاتخدم سوى مصلحة النظام الايراني، وان مد جسور التعاون و التفاهم مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يصب في خدمة أمن و استقرار المنطقة بصورة خاصة و العالم، ذلك أنه ومن دون إحداث تغيير جذري في إيران بإسقاط النظام وحلول نظام سياسي آخر محله يٶمن بالتعايش السلمي بين بلدان وشعوب المنطقة ويرفض التدخلات في شٶون الاخرين، فإنه ليس هناك من أي ضمان عملي للسلام والامن والاستقرار في المنطقة.

أحدث المقالات