سٶالان من الممناسب طرحهما والبحث والتمحيص في الاجابتين المتعلقتين بهما، الاول؛ هل إن الاوضاع المختلفة في بلدان المنطقة کانت أحسن وأکثر أمنا قبل ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أم بعده؟ السٶال الثاني، هل يمکن التعايش والتأقلم مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاطمئنان والرکون إليه؟ لاريب من إن معظم الذين عاصروا فترتي ماقبل وبعد ظهور النظام الايراني في بلدان المنطقة يتفقون إتفاقا لاجدال أو نقاش عليه بخصوص إن الفترة التي سبقت ظهور النظام الايراني کانت الافضل من کل النواحي، وإننا عندما نستحضر نتذکر تلك التحذيرات والتحفظات التي کانت مطروحة على هذا النظام وعلى النوايا المشبوهة والشريرة التي کان خميني يبيتها لبلدان وشعوب المنطقة منذ بدايات ظهوره بل وإن التحذيرات المختلفة التي أطلقتها منظمة مجاهدي خلق ومن بعدها المقاومة الايرانية بشأن خطورة النظام الايراني ومشروعه المشبوه على بلدان المنطقة وضرورة التصدي له، فإننا نجد المصداقية الکاملة لکل ذلك.
الاجابة على السٶال الثاني بخصوص إمکانية التعايش مع النظام الايراني والتأقلم معه، فإننا لو قمنا بمراجعة سريعة لتأريخ العلاقات السياسية والاقتصادية الثقافية لبلدان المنطقة مع هذا النظام، فإننا نجد أنفسنا أمام حقيقة صادمة لايمکن أبدا تجاهلها ونکرانها وهي إن النظام الايراني عمل وبأساليب تجاوزت حدود ليس الوقاحة وإنما حتى الصلافة ذاتها في علاقاتها مع بلدان المنطقة خصوصا عندما قامت بتأسيس أحزاب وميليشيات خاصة به فيها وإستخدمتها کأدوات من أجل التأثير السلبي على الاوضاع السياسية والامنية والاجتماعية والفکرية، بل وحتى إنه قد إعتبر هذه الاحزاب والميليشيات العميلة کبدائل للنظم السياسية في المنطقة، وإن السٶال الثاني لو إعدنا طرحه بصورة أخرى وهي؛ هل يمکن التعايش في بلدان المنطقة مع هذه الاحزاب والميليشيات العميلة والرکون والإطمئنان إليها؟ تهديم وحرق مقرات هذه الاحزاب والميليشيات في العراق وحرق تماثيل لحسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني جسد في حد ذاته موقف ليس الشارعين العراقي واللبناني وإنما الشارع العربي برمته، لأن هذه الاحزاب والميليشيات أثبتت بأنها لاتنتمي الى شعوبها وأوطانها وإنما تنتمي الى مشروع سياسي ـ فکري تدميري رفضه ويرفضه الشعب الايراني قبل شعوب المنطقة، بل والانکى من ذلك إن الشعب الايراني نفسه أعلن مرارا وتکرارا عن رفضه وکراهيته لهذه الاحزاب والميليشيات وحتى إننا لو تذکرنا فترة السيول التي واجهتها إيران ورفض الشعب الايراني لدخول هذه الميليشيات العميلة لبلاده فإننا عندئذ نعلم بأن هذه الاحزاب والميليشيات ليست إلا حالة سلبية وعدوانية وشريرة مرفوضة في کل مکان وليس في أوطانها فقط ولايمکن أبدا الاطمئنان إليها وإن هذا الرفض ينسحب أيضا على النظام الايراني الذي هو أساس البلاء والمصائب والمآسي کلها، ومن هنا فإن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني بقاء وإستمرار الحالة والاوضاع السلبية ولذلك فإنه لامناص أبدا من حقيقة أن التغيير السياسي الجذري في إيران هو الحل الوحيد للمشکلة برمتها في إيران والمنطقة کلها وهذا هو السر الذي يجبرنا على أن نٶيد وندعم التغيير السياسي الجذري في إيران ونقف الى جانب النضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام الايراني.