17 نوفمبر، 2024 11:42 م
Search
Close this search box.

لماذا هيمنت السياسة على الثقافة ؟!

لماذا هيمنت السياسة على الثقافة ؟!

هناك سؤال يتبادر الى الذهن احياناً وهو، ايهما اسبق السياسة ام الثقافة؟ ان هذا الامر يجعلني ادور في ما يشبه التساؤل عن اسبقية الدجاجة على البيضة ام اسبقية البيضة على الدجاجة؟
لهذا ارجو السماح لي بالدخول الى الاجابة دون تنظير للسياسة، او للثقافة، او الخوض في اسبقية ايهما على الاخرى، العلاقة بين الثقافة والسياسة امر حتمي، هام، حيوي، ضروري، ولكن المشكلة ان السياسة- بمفهومها العلمي الآني- تعمل على الهيمنة على الثقافة، ومن خلال تجارب الاخرين، نجد ان السياسي يأخذ من المثقف اسمه، ويريد منه ان يتحول الى بوق، اداة، خادم، يريد السياسي من المثقف ان يؤدي دوراً اعلامياً تبشيرياً، ولان السياسة متغيرة، ولان السياسي يؤمن بأنه لا شيء ثابتاً ودائماً، فأن الاصطدام حتمي بين المثقف والسياسي، هنا المفارقة وهنا الاختلاف والتباين، وغالباً الفراق، الثقافة ستراتيجية بينما السياسة متغيرة، مناورة، تكتيكية احياناً، وعلى حساب المبادئ والقيم احياناً اخرى. بعض المثقفين يعطون اسماءهم- شهرتهم- للسياسة والسياسي- وهم بهذا يبحثون عن الاطمئنان وراحة البال وما ينفعهم- وبهذا يتخلون عن جوهر دورهم لمصلحة السياسة والسياسي، ولجبنهم وكسلهم ووصوليتهم انهم بهذا يغطون فساد السياسة والسياسي، بالثقافة والثقافي، ولكن ماذا يبقى منهم عندئذ؟ لا شيء انهم (عناكب) الثقافة الذين يبيعون عقولهم وضمائرهم (لغول) السياسة.
الثقافة دائمة ومستمرة، نامية، الثقافة كرامة وروح الوطن، كجماعة وكأفراد، ولهذا لا مساومة على هذه المثل والقيم، لانها الحياة.
هكذا نفهم الدور الذي يلعبه السياسي في توظيف المثقف لمصلحته، وهكذا فهم (بعض) مثقفي العراق ادوارهم، والكثير منهم واجهوا السياسي والسياسة وتحمّلوا، واظنني لا اضيف شيئاً جديداً، لان من سبقونا علّمونا، وحملّونا الامانة.
السياسة والسياسي يفرطان احياناً بحجة خدمة المستقبل والاهداف البعيدة، فهل تفرط الثقافة ويفرط المثقف تحت أيّة حجة أو ذريعة؟
اقول لا مجال للتفريط او التنازل عن الدور الثقافي الجوهري المعبر عن الامة وجوهر القضية.
هنا تكون الثقافة هي الضمانة الاكيدة ويكون المثقف هو صوت الحياة، والحق وحارس القيم.
ولننتبه، لان اصواتاً ثقافية بدأت تحول الثقافة الى سياسة، الى لعب سياسي! الى غطاء الى ربح شخصي، وكل هذا بحجة العقلانية، وخدمة القضية.
السياسة ربما تمشي مع الثقافة احياناً، ولكن لا تسير بالخطا نفسها وبالاستقامة نفسها وعلى الطريق نفسه.

 

أحدث المقالات