قبل سنتين كنا نسمع من شيوخ دين وعشائر وبرلمانين من خيم الاعتصامات ومنصات الخطابات في الرمادي وسامراء والحويجة والموصل واثناء سيطرة قوات الجيش العراقي على تلك المناطق , نسمع جمل مفادها المناطق الساخنة والمحافظات السنية الستة المنتفضة ويقصدون (بغداد- ديالى- الموصل- صلاح الدين- الانبار – بابل ) وعلى ضوء هذا الادعاء المزعوم , فهناك اسئلة تطرح تحتاج الى توضيح للراي المحلي والاقليمي وحتى العالمي :
اولا هذه المحافظات ساخنة ومنتفضة على من ؟ هل على الدواعش ؟ طبعا لا ,اذن منتفضة على سلطة الحكومة المركزية وعلى الاقليات التي هجرت وقتل بعض رجالها واطفالها وسبيت واغتصبت نساءها من الشيعة واليزيدين والمسيحين …عليه يجب ان يفهم العالم ومنه السعودية وتركيا بان هذه المحافظات المزعومة الست ليست سنية ما عدا الانبار , فبغداد نصف سكانها هم مدينة الصدر اصلهم من العمارة والكوت والناصرية ,وكل احياء بغداد الاغلبية فيها شيعية ما عدا الاعظمية والمنصور, والحلة سكانها شيعة,ما عدا المناطق القريبة من بغداد كاليوسفية والمحمودية واللطيفية , فسكانها من الشيعة والسنه , اما المحافظات الاربع الاخرى والتي حصل فيها تهجير فيمكن ان نعرف عدد سكانها وقومياتهم وطوائفهم من دائرة الهجرة والمهجرين الدولية , فالموصل مثلا سكانها 3 مليون نسمه فيها عرب سنه وشيعة وتركمان سنه وشيعه وشبك ويزيدين ومسيحين واكراد , هجر منها الشيعة واليزيدين والمسيحين بالمطلق , اليس هؤلاء يشكلون نسبة تزيد عن ربع سكان المحافظة ؟ وحتى ارض نينوى منها سهل نينوى وتلعفر وسنجار اراضي يسكنها شيعة ومسيحين ويزيدين , اما ديالى فاكثريتها شيعية وفيها عدد كبير من الاكراد , وصلاح الدين فيها شيعة بمناطق الدجيل وبلد وتركمان شيعة في طوزخرماتو, والظاهر حكومتنا غافلة او مستغفلة واذا اردنا سلامة النية لها نقول اعلامها فاشل وغير مواكب للحدث , وكان اجدر بالحكومة ان تسكت الالسن النابحة والداعية بالتدخل التركي والسعودي بدافع حماية اهل السنة فهؤلاء تاخذهم الحمية عندما يطلب العون منهم ويستغفلوهم بالافتراءات الكاذبة بان هذه المحافظات هي سنية في حين الواقع لا يقول هكذا .
وهناك نغمة اخرى يطلقها بعض ساسة اتحاد القوى بان المكون السني مهمش , ولا نعلم اين التهميش ؟ ومنهم رئيس البرلمان ووزير الدفاع ووزير التخطيط والتربية والزراعة والكهرباء وحتى الناطق الرسمي لريس الورزراء منهم وكذلك رئيس ديوان رئاسة الجمهورية , ولكن سيبقى مطلبهم هذا حتى ولو اعطيتهم حصة 99% وتركت 1% لك سيقولون نحن مهمشون وهم صادقون بدعواهم لان راس السلطة ليست بايدهم وعتادوا ان يقيسوا على ما قبل 2003 .
ان المصيبة ليست بدعوى التهميش بل ما يترتب عليه, فهم يبررون جرائم داعش في المناطق الشيعية بهذه الذريعة , بل انا اشيركم الى قول بالنص للنائب ظافر العاني حيث يقول :(( لن تنتهي التفجيرات في العراق مالم تكن هناك مصالحة حقيقة تنهي تهميش المكون السني وتشركه في القرار السياسي وتعيد الحق الى نصابه )).
لقد عشنا هذا الواقع ومرارته على مدى عقد من الزمن فهؤلاء الساسة انفسهم عندما يفجر مسجد شيعي او تجمع شيعي تنطلق تصريحاتهم الببغاوية بان هذه التفجيرات تريد ان توقع الفتنة بين المسلمين، وعندما يفجر مسجد سني او تجمع في مناطق اهل السنة تنطلق التصريحات منهم بان المليشات الشيعية هي من قامت بهذه الجريمة بهدف تصفيتهم وتهميشهم ويطالبون بتدويل الامر , ثم تفتح قائمة للمفاوضات تنتهي بالمزيد من المكاسب والمناصب لهذه الكتلة وعلى حساب دماء ابناء جلدتهم , حقا انها تجارة الدم التي ينتهجها بعض هؤلاء الساسة .