إقتربت ساعة الصفر لإنطلاق الحملة الإنتخابية للترشيح لعضوية مجلس النواب القادم من خلال الفوز بأصوات الناخبين في يوم 30/4/2014 الذي نأمل أن يكون تأريخيا تظهر فيه جلية رغبة الشعب الحقيقية في التغيير من الحال المأساوي المتردي والمتخلف بسبب السياسيين الحاليين الذين ثبت خلال السنوات الماضية فسادهم وفشلهم ودمويتهم وطائفيتهم إلى حال أحسن في المجالات كافة . ولكن الرغبة في اعتزال المشاركة في الانتخابات مازالت متجذرة لدى نسبة مهمة من العراقيين بسبب الاحباط المتراكم المتولد من الانتخابات السابقة التي لم تغير في الواقع شيئا الا باتجاه الاسوأ وبسبب كون الكثير منهم بالأساس يحتاجون الى تطوير وعيهم باتجاه الايجابية من خلال خلق الرغبة في المشاركة والقيام بدور مؤثر في المجتمع والسؤال عن أحوال وبرامج المرشحين وعن مواصفات من يجب إنتخابه ثم تشخيص المخلصين الكفوئين الذين يمتازون بالنزاهة فهم من يستحقون بحق ان يقلدهم الناخبون اصواتهم ….
ويبقى السؤال قائما : لماذا نشارك في الانتخابات ؟
الجواب المطروح على الساحة هو بكل صراحة ووضوح اننا نشترك في الانتخابات من اجل هدف محدد هو التغيير الى الاحسن … فهل تحقق المشاركة فعلا هذا التغيير ؟
للاجابة الشافية على هذا السؤال نبين ان احزاب السلطة يمكن ان نسميها (تنظيمية) اي ان لها مريديها وأتباعها واعضائها وانصارها وأصدقائها والمنتفعين منها اي ان لكل منها اصواتها الانتخابية المضمونة بنسبة كبيرة جدا والتي تؤيدها وتتبعها حتى في اخطائها وفسادها وهذه الاصوات تكون مشاركتها في الانتخابات مدفوعة الثمن حزبيا بالشحن العاطفي او التأجيج الطائفي او الوعود بالمنافع المتنوعة او بالتبعية المعنوية لكاريزمات معروفة او من باب العداء للاطراف السياسية الاخرى المنافسة لها في قيادة المجتمع او على الاصح في الاستحواذ على السلطة ومنافعها ….
ومن جهة اخرى فان هنالك اكثرية (مترددة في المشاركة او شاغرة في الانتماء او متذبذة التأييد) تجمع الصامتين والمعتزلين والمتضررين من الواقع الحالي الذي تسيره أحزاب السلطة ولذلك فأنها جميعا تطلب التغيير مما يعني أن مشاركتها في الانتخابات لن تكون لصالح احزاب السلطة وانما للوجوه والكفاءات والقوائم الجديدة من خارج تلك الاحزاب ، هذه الاغلبية يمكن لها ان تكون عاملا حاسما في التغيير السياسي المرتقب بابعاد السياسيين الحاليين واستبدالهم بمجموعة مخلصة للوطن بعيدة عن الانتفاع الشخصي ….
فاذا امتنعت الاغلبية عن المشاركة في الانتخابات او شاركت بأجمعها فان انصار وأتباع أحزاب السلطة يبقى موقفهم الداعم لاحزابهم واحدا ولكن في حالة امتناعهم (الاغلبية) فان نسبة اعداد المصوتين لاحزاب السلطة ستكون كبيرة جدا بالقياس الى المجموع الكلي للاصوات الانتخابية مما يوفر لها فرصة الحصول على مقاعدد برلمانية كثيرة تهيمن بها على المشهد السياسي … ولكن لو شاركت الاغلبية بنسبة 25% مثلا فان نسبة الاصوات الانتخابية لاحزاب السلطة ستقل بنفس النسبة ويتبعها ان تقل مقاعدها البرلمانية وهكذا كلما ازدات نسبة مشاركة الشعب بالانتخابات قلت نسبة الاصوات الانتخابية لاحزاب السلطة بالقياس الى المجموع الكلي للاصوات الانتخابية ويتبعه ان تقل عدد مقاعدها بنسبة تكاد تكون شبه ثابتة خاصة مع اتباع احزاب السلطة منهج التسقيط الاخلاقي والسياسي مع بعضها مما يعود بالنفع على الكفاءات والقوائم الجديدة ويوفر لها فرصة الحصول على مقاعد برلمانية بأعداد مؤثرة في تشكيل الحكومة وتفعيل دور البرلمان التشريعي والرقابي وهذان العاملان والميزتان هما المقدمة الاساسية والسليمة والمطلوبة للتغيير ….
فتكون المشاركة في الانتخابات مع حسن اختيار المرشحين بعيدا عن القوائم الفاسدة ضمانة للتغيير المنشود …
وتكون عدم المشاركة في الانتخابات تساوي المشاركة والتصويت للفاسدين الفاشلين وهذا حرام شرعا وخيانة للشعب والوطن …
فماذا نحن فاعلون