22 ديسمبر، 2024 11:07 م

لماذا نخشى على بناتنا من التجربة؟

لماذا نخشى على بناتنا من التجربة؟

لماذا نمنعهن من خوض غمار الحياة لاننا نخاف عليهن . ان الخوف عليهن لايعني سجن الفتاة تحت قيود متنوعة ومنعها من التحليق في مسارات العقل.
نريد منها ان تصنع مستقبلا وتكون ناجحة في كل المجالات ؛ ان تكون سياسية واعية ، او تاجرة متنفذة في سوق العمل ، او مديرة صارمة ، ونحن ومنذ بداية طفولتها نمنع عنها حق التجربة ، وحق الاختيار ، وحق الارادة، كيف ستصل الى مرحلة الابداع وهي لم تخض تجربة التفكير والتجربة !
ان التجربة هي مصدر اساسي لمد العقل بالمعارف والافكار، وخوضها لايعني كسر القيود ، او الخروج عن الاعراف الاجتماعية المعقولة او ترك الدين ، التجربة هي ان يكون لديها حق استخدام خيالها لتطوير الاسس الثابتة للمنطلقات الفكرية، حق اختيار العمل ، وحق الفشل دون لوم او سخرية. العمل يحتاج الى قوة وثقة بالنفس وارادة صلبة للتقدم ، وهذا ما لن تحصل عليه ( كما هو الرجل) الا بالتجربة العملية والعمل الجدي على تطوير مهاراتها اضافةً لمنهج معرفي متنور.
نحن كأهل محبين لبناتنا حريصون على ان يكتسبن المعرفة والعلوم الاكاديمية لكن هل هذا كافٍ لوصولها لمرحلة النضج والخبرة العملية في ادارة الازمات الحياتية المقبلة، وهل تكسبها الوعي والدراية بطريقة التصرف مع الاخر مهما كان؟
ان التجربة الفاشلة بأي مجال لاتعتبر نهاية الحياة بل هي بداية التعلم وتطوير الذات وفي الوقت الذي نترك الحبل لأولادنا لخوض مجال العمل والتجارب الشخصية فأننا نشدد على بناتنا ليبقين سجينات التلقي والاعتماد على الاهل في ابسط الامور الحياتية، ونحن نريد من نساؤنا ان يكن فاعلات لامنفعلات لذا لنمد لهن ولو قليلا بساط الحركة ونفتح لهن سبل الخيارات تحت ظلال محبة الأهل وتفهمهم، والأسس الفكرية والعقدية الصائبة..