23 ديسمبر، 2024 8:36 م

لماذا نحب الشيوعيين …؟

لماذا نحب الشيوعيين …؟

هل كان بالصدفة ام هو موعد مرسوم بأقدار عجيبة ان يطل (دموزي) أله الخير والعطاء عند العراقيين القدماء في اليوم الأخير لشهر آذار ..؟
تلك  تلويحة وداع للشتاء و اشارة البدء ليفتتح به نيسان حيث يتجلى الربيع بأبهى حلله واناشيده المتناغمة مع مهرجان الزهور وتدفق المياه في دجلة والفرات وتزدهر اغصان الشجر ، واذ يأتي ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في مفتتح الربيع ، فهو تعبير صادر عن  قرار الطبيعة السياسية ان يكون ربيعا دائما للقوى الوطنية وكل الثوار والأحرار في العراق ، هذا الأقتران يمثل أروع عناق جمالي ودلالي بين شؤون الطبيعة وعالم السياسة ..!
اندكاك الحزب الشيوعي العراقي بقضايا الناس والوطن ومصالحة  العليا عبر 79سنة من عمره المجيد يؤكد ريادته النضالية التي دفع ثمنها فواتير من الدماء الزكية والشهداء البواسل بدأ من الشهيد العظيم يوسف سلمان يوسف (فهد ) وانتهاءا بآخر الشهداء الذين سقطوا في ساحة النضال من اجل الديمقراطية قبيل الأنتخابات الأخيرة ، انها سلسلة طويلة من رموز عطرت التاريخ بأريج الحرية وهي ترفع رايات الشموخ والتضحية للحزب وتحفظ تحت شغاف القلب وصية فهد الخالد ( قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية ) .. وهل ثمة روح وثقافة وطنية اعظم من تلك الوصية ؟
الشيوعيون وطنيون مخلصون ولايساومون على النزاهة والصدق  والثوابت الوطنية ، ومن هنا اكتسبوا محبة العراقيين جميعا ،وحين تنعطف الأحاديث بين العراقيين  عن الفساد والخراب، يحضر الشوعيون كأنموذج للنزاهة والشرف الوطني ، هذا ما اثبتته التجربة العراقية في السنوات العشر الأخيرة ، فقد استوزر ثلاثة من الأخوة الشيوعيين وزارات مهمة في الدولة العراقية وهم مفيد الجزائري وزيرا للثقافة ومهدي الحافظ وزيرا للتخطيط ورائد فهمي وزيرا للعلوم والتكنولوجيا ، وربما هم وحدهم يقفون بمنأى عن ملفات الفساد التي طالت العديد من الوزراء الشيعة والسنة والكرد …لهذا نحن نحب الشيوعيين .
الشيوعيون لايستبدلون مواقفهم من اجل مصالح شخصية او حزبية ضيقة ، ولايلهثون وراء العقود واغراءات الدولار،  انما بوصلتهم مصالح الفقراء والعمال والفلاحين والمهمشين من كل شرائح المجتمع ، ولهذا تجدهم مرابطون في خندق الدفاع عن المضطهدين والمحرومين ، يكتبون قصائدهم من اجل  ان تتصافح الأيدي بسلام ، ليس لديهم ميليشيات انما عشاق يغنون للقمر حين ينزل من اعلى الجبال والنخيل ليغتسل بمياه دجلة والفرات ، يرددون الأناشيد ليزيدوا من مساحة الفرح ، وينصبون احلامهم أراجيح للطفولة المحرومة .
نحب الشيوعيين لانهم خمرة الأحزان في مواسم الفرح الكاذب ، وصلاة للطهر في زمن الزيف والأسلام السياسي ، ترنيمة حلم بهيج يرسم الأمل على مشارف اليأس ، أنهم نكهة المعنى المضيء في وقت العتمة .
ثمانون عاما ألا ربيعا وهم يمولون العراق بالمبدعين في السوح الثقافية والأدبية والفنية والعلمية والرياضية والأعلامية وقبل ذلك في سوح النضال والشهادة ، لايبتغون سوى رضا الوطن والشعب والوفاء بالعهد لجيل الآباء الشهداء .
  تحية لهذا العاشق المكلل بحب الناس ، وانحني تمجيدا وتخليدا للشهداء الشيوعيين وخصوصا اخي وصديقي الشهيد محمد زهراوي وقبله الشهداء يحيى حسن مذكور وفاضل الفيلي وعبد الوهاب محيي الدين ، كل عام وانتم ابطال خالدين ، كل عام ونحن نحبكم اكثر ، نحب الشيوعيين لانهم خلاصة المعنى والشرف الوطني و الأنساني  .
[email protected]