“من الأفضل أن تكون بِلا منطق على أن تكون بلا أحساس” “تشارلوت برونتي”.
جميل أن نخالف المنطق لأجل أثبات المنطق، الأجمل أن نُخالفهُ حتّى نُثبت للآخر إننا نتمتع بأحساسٍ واعي، المصيبة الكبرى عندما نُخالفهُ لأجل المصلحة الشخصية، أمّا الجريمة بعينها فتحدث؛ عندما نُخلافهُ لأجل المخالفة فقط!
أن يطرح التحالف الوطني مبادرة التسوية الوطنية فهذا شيء قابل للتحليل والتمحيص، قد تكون المبادرة غير مكتملة هُنا، أو عليها ملاحظات هناك، لكن؛ أن نكيل عليها التُهم بالأطنان لقصورٍ فِكري أو عوقٌ مصالحي، فهذا مخالفة لمنطق الحل.
السؤال؛ كيف يطرح التحالف الوطني وعلى رأسه السيد عمار الحكيم، مبادرة تتصالح معَ البعثيين؟!
لم تسجّل الذاكرة العراقية أذى أسرة من نظام البعث المقبور، كما سَجّلت لآل الحكيم، الإعدامات طالت كبار علماء الأسرة، وليسَ فيهم من سلُمَ من سجنٍ وتعذيب، بل وصلَ الأمر لزعيم الطائفة الإمام السيد محسن الحكيم (ره)، وأبناءه العلماء، ففي ليلةٍ واحدة فقط، أُعدم من شباب الأسرة وشيوخها أكثر مِن ستين عالماً معروفاً..
كذلك حوصِر الأبناء الأحياء، كانت الهجرة سبيلهم الوحيد لمواصلة الجهاد ضدّ الطاغية، في الخرطوم أُغتيل سفير المرجعية، وفي طهران واصلَ شهيد المحراب جهاداً لم ينتج عنهُ إلا تدمير كرسي الفرعون، فيما يواصل أبناء الحكيم الزعيم جولاتهم في كل دول العالم، يعرّفون بمظلومية شعب وهموم وطن.
الذاكرة العراقية ذاتها، لم تُسجل جريمة بعدَ سقوط الصنم أكبر من جريمة أغتيال شهيد المحراب، ذات البعث وذات الوحشية، تستهدف صوت المنطق والإعتدال والتحرير والحرية، عُشاق عصا المقبور طلبوا ذكرهم عندَ ربهم صدّام، فأخذوا الخزيَّ، وآخذَ شهيدنا الحكيم جنان الخالق ورضوانه.
تلكَ الذاكرة تعود لتُسجّل مرةً أُخرى، صولاتُ السيد عبد العزيز الحكيم، نظامٌ ديمقراطي وحكمٌ للشعب، لا بعثَ فيه، لا رائحتهم ولا لونهم ولا فكرهم أو بقاياهم، دولةٌ نظيفة يؤسسها العزيز بعيداً عن أوهام الوثنية البعثية، هو أدرى بوحشيتهم، سماحتهُ الأكثر إيلاماً منهم، هو الذي ضحّى وجاهدَ وأنتصرَ بشعبهِ لشعبه.
الذاكرة صادقة، بعض الساسة كاذبون!
لو كانت التهمة التي وجهوها لتسوية التحالف غيرَ تلك، لربما صدقّناها، لكن أن يصافح رئيس التحالف بعثياً! فهذا خلاف المنطق والصدق والذاكرة..