يرافق الانسان حالات هستيرية من الحزن خاصة عندما يمر في اوقات صعبة وربما تكون عسيرة في بعض الأحيان واهم ما يؤثر على نفسيته هو فقدان شيء عزيز على قلبه كالمال او الوظيفة وفقدان اشخاص مقربون عنده من الدرجة الأولى ومن افراد عائلته او اصابة احدهم بعاهة مستديمة وغيرها من الظروف الطارئة التي تحدث بمجتمعنا اليوم وبأعداد كبيرة مقارنة الى الماضي القريب
ان سايكولوچيا الانسان وماتوصل اليه العلماء من خلال دراستهم لهذا العلم الذي يدرس الوظائف العقلية
والسلوك. والعاطفة والذي تكلم عنه علماء النفس (السايكولوچيين) وربطوا تلك الوظائف العقلية مع العلاقات بين الاشخاص الطبيعيين. وقد تبين ان تصرفات الانسان تقع بين شعور ارادي وشعور لا ارادي والشعور الارادي هو تحمل النكبات وعبور مراحلها من خلال الصبر في الشدائد واما الشعور اللا ارادي فهو الشيء المكبوت داخل نفوسنا ولانستطيع البوح به الا من خلال الصدمات التي تولدها لنا الظروف القاهرة فتجد الانسان يتحول من انسان عادي الى شخص حزين يحمل معه تصرفات غريبة مثل البكاء والانعزال عن المحيط الذي يعيش فيه وربما يصل احيانا الى حالات من الهستيريا والاكتآب الشديد وكثير من الحالات تتحول الى حالات مرضية وتدخل ضمن حالات الامراض النفسية التي لا يمكن علاجها الا عن طريق العقاقير الطبية او اللجوء الى العلاج بالطرق البديلة الاخرى المنتشرة بين مجتمعاتنا العربية والاسلامية مثل طب الاعشاب او العزامة او طرق يمارسها احيانا اشخاص مشعوذون بطريقة الدجل والخرافات…
ويبقى السؤال الرئيسي اذا كان الانسان مؤمن بقدره في الحياة وكلنا نعرف اننا سوف نرحل من هذه الدنيا الى عالم الغيب والشهادة وجميعنا لا يعرف ماهو العيش في العالم الاخر لأنها امور غيبية لا يعلمها الا الله وحده.. فلماذا نحزن ونبكي ونتأثر في مصائبنا والتي هي اقدار كتبها الله لنا ولابد ان نسلم امرنا في هكذا حالات الى الخالق ونحن نعلم ان الرب رحيم ارحم من الانسان على نفسه.. ولكي اكون حيادي في هكذا موضوع يخص صفات الانسان واختلافها من شخص لآخر كما ذكرت في بداية المقالة فلابد للانسان ان يجمع كل قواه العقلية ويحافظ على اتزانه عند حدوث اي طارئ حتى لا يقع في دوامة نفسية كبرى ويعرض نفسه للانهيار الطارئ وكل هذا يأتي من الاستدراك العقلي مباشرة وتذكير الانسان لنفسه عن الناس الذين سبقوه واين اصبحوا اليوم… فمادام الجميع سوف يرحلون واغلبنا ينتظر قدوم محطته التي ينزل فيها فلاداعي اذن لتلك الاحزان والمبالغات فيها وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية
فنحن نعرف ان الاحزان والبكاء لن تجدي نفعاً وان الراحلون لن يعودوا ابدا…