23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

لماذا منظمة العفو الدولية تتجنى على الكورد!!

لماذا منظمة العفو الدولية تتجنى على الكورد!!

في هذه المقالة التوضيحية لا نتحدث عن ماضي الشعب الكوردي التليد, وما جرى له على أيدي تلك الأقوام العابثة بالقيم الإنسانية, التي جاءت من صحارى الربع الخالي وطبس وجوبي؟ واستوطنت وطنهم كوردستان بقوة السلاح. إلا أننا سنسرد جانباً من تاريخ الشعب الكوردي المضطهد – بفتح الهاء- بعد حرب العالمية الأولى, التي غُرست بعدها مباشرة الكيانات السياسية المتهرئة في شرق الأوسط على أيدي الاستعمار الغربي وإلى يومنا هذا. حتى لا يفهم قصدي خطأ, أعني في عنوان المقال: أن منظمة العفو الدولية وغيرها من العاملين في حقل حقوق الإنسان, كلما تقض انتصارات القوات الكوردية في جنوب وغرب كوردستان مضاجع أعداء الإنسانية كداعش الإرهابي وأشباهه المجرمون بالفطرة تُتهم من قبلها باتهامات وهمية مؤلمة لا أساس لها من الصحة, والدليل الذي نقدمه هنا أن العرب والتركمان وجميع الطوائف المسيحية تفر من سلطة داعش, بل وحتى من سلطتي العراق وسوريا وتلجأ إلى حكومة إقليم كوردستان والإدارة الذاتية في غربي كوردستان, وحين تُحرر القوات الكوردية بسواعد فتياتها وفتيانها الأبطال المناطق التي يقيم فيها العرب وغيرهم تستقبلهم بالزغاريد والهلاهل؟
عزيزي القارئ, قبل أن أعرض ما زعمته المنظمة المذكورة وغيرها عن الكورد قفز إلى رأسي سؤالاً اعتراضياً أطرحه على المنظمة المشار إليها وعلى منظمات أخرى نظيرتها يقال إنها تهتم بحقوق الإنسان, يا ترى, هل أن هذه المنظمات الدولية تعرف حقيقة الشعب الكوردي المظلوم وما جرى له خلال عقود طويلة على أيدي الكيانات العربية والفارسية والتركية الطورانيون المتجردة من كل حس إنساني؟ وهل تعرف هذه المنظمات.. ماذا جرت من مآسي وويلات على أيدي كيانات هذه الشعوب التي ذكرتها للتو بوطن الشعب الكوردي كوردستان من تدمير وخراب وحرق للمدن والقرى يندى لها جبين البشرية؟, ألا تعرف هذه المنظمات أن تلك القوى الغاشمة, بعد تنفيذ هذه الجرائم البشعة قاموا بالتغيير الديموغرافي في كوردستان لصالح العرب والفرس والأتراك؟ بدءاً من سواحل البحر الأبيض المتوسط ومروراً بالمدن الكبيرة كآمد ومرعش وغازي عنتاب وغيرها من قبل الأتراك الطورانيون, وكذلك في الجانب السوري قاموا بتعريب المدن كقامشلوا والحسكة وغيرها التي سنتطرق لها في سياق هذا المقال. ولم يكن وضع المدن الكوردية في جنوب كوردستان أفضل من التي ذكرتها, حيث بدأ التعريب مع تأسيس الكيان العراقي المصطنع بدءاً من بدرة وجصان وزرياطية ومندلي وخانقين وشهربان وعلى رأس جميعها كركوك السليبة. وكذلك في إيران حيث تم تهجير الكورد من ديارهم بدءاً من أورومية وانتهاءاً بسواحل بحر الخليج (الفارسي) إلى خراسان في شرق إيران, واليوم نفوس الكورد المبعدون إلى محافظة خراسان حدود ثلاثة ملايين نسمة. باختصار شديد هذا هو وضع كوردستان والشعب الكوردي على أيدي (إخواننا) المسلمون الذين فركوا أيديهم فرحاً حين حلت المصائب بنا على أيدي أنظمتهم القمعية!! يا ترى أين كانت منظمات حقوق الإنسان والدول التي تتشدق بالديمقراطية من كل هذه الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكوردي الأعزل!! ألا تعلم هذه المنظمات.. أن الأتراك الطورانيون منذ عهد الدولة العثماني ومن ثم في عهد جمهورية أتاتورك هجروا مئات الآلاف من أبناء الشعب الكوردي من كوردستان إل غرب أناضول؟

وعلى وجه التحديد من ساحل البحر الأبيض المتوسط وجاءوا من أفغانستان وبلغاريا والشيشان الخ بالأتراك وأشباههم التركمان واستوطنوهم على ساحل البحري حتى يقطعوا أي اتصال أرضي لكوردستان والشعب الكوردي بالبحر؟ ولم تسلم من هذه السياسة العنصرية النتنة حتى المدن والقرى الكوردية البعيدة عن الساحل البحري حيث يشاهد اليوم في آمد (ديار بكر) مجاميع تركية وتركمانية ومن الآخرين من نفس الأرومة التركية. يا ترى أين كانت المنظمات الدولية من هذه الجريمة الشنعاء!! ماذا ستقول هذه المنظمات.. لو دار الزمان وصارت للكورد حكومة وطنية كوردستانية وأبعدت هؤلاء المستوطنين, الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مخلب المحتل الغاشم من هذه البلاد إلى بلادهم الأصلية؟ لا شك أنها ستقوم حينها – أعني المنظمات المشار إليها- بالصراخ والعويل: أن الكورد يهجروا الأتراك المستوطنين من (مدنهم)!! ليس بعيداً عن هذه المنظمات.. حتى إذا أعدنا أسماء مدننا الكوردية الأصيلة التي استتركوها الأتراك القادمون من حدود الصين في غفلة من الزمن أن تديننا بأننا نقوم بالتغيير الديموغرافي!! لا أخفي عليكم يعتريني الغضب والآلام تعتصر قلبي وأنا أخوض غمار هذا الموضوع الوطني الهام. وذات الشيء حدث في غربي كوردستان (سوريا) حيث قامت الأنظمة العروبية العنصرية المتعاقبة على دست السلطة بمراسيم جمهورية عنصرية بتغيير كل ما هو كوردي على الأرض, بالإضافة إلى سحب الجنسية السورية من (200,000) ألف كوردي دون وجه حق والحزام العربي سيئ الصيت أين كانت هذه المنظمات ومراكز القرار الدولي حين قتلت القوات السورية المجرمة مئات الكورد بدم بارد!! أين كانت هذه المنظمات حين جاءت السلطات السورية العنصرية المقيتة بالأعراب من صحراء سوريا واستوطنتهم في أرض الكورد وأغدق عليهم المال والسلاح حتى يضطهدوا الكورد في ديارهم كي يرحلوا عنها!!, وفي الآونة الأخيرة اتبع تنظيم داعش الإرهابي الذي يحمل عقيدة سياسية عنصرية بغلاف ديني ذات نهج عنصري بغيض. يا ترى أين كانت هذه المنظمات عندما استعربت السلطات السورية العروبية أسماء مدننا وقرانا ومزارعنا الخ إلى أسماء عربية غريبة عن أرض كوردستان والإنسان الكوردي!!هل كانت نائمة عندما عربت اسم ديريك إلى المالكية! وعربت تربة سبي إلى القبور البيض ثم إلى القحطانية! وعربت قامشلو إلى قامشلي! مع توابعها وعربت آمودا إلى عامودة! مع توابعها وعربت دربيسي إلى درباسية! مع توابعها وعرت كوباني إلى عين العرب! مع توابعها وعربت آفرين إلى عفرين! مع توابعها وعربت سري كاني إلى رأس العين! مع توابعها وعربت تل كوجر إلى اليعربية! مع توابعها الخ الخ الخ. لما لا ترفع هذه المنظمات تقريراً مفصلاً عن هذه التجاوزات الخطيرة على هوية شعب ووطن إلى منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حتى تأخذ بها قراراً أممياً ضد أنظمة القرون الوسطى؟؟ 
وحال الشعب الكوردي تحت الاحتلال العراقي ليس أفضل من سوريا وتركيا, لقد بدأ التعريب المقيت منذ اليوم الذي تأسس فيه هذا الكيان.. على يد الاستعمار البريطاني وإلى كتابة هذا المقال؟ ناهيك عن ضرب الشعب الكوردي بالسلاح الكيماوي المحرم دولياً وعمليات الأنفال وقتل آلافاً من البهدينانيين في معتقلاته الرهيبة بدم بارد وكذلك قتل الآلاف المؤلفة من شباب الكورد الفيلي وتهجير نصف مليون منهم إلى إيران بحجج واهية لا أساس لها من الصحة. وقامت الأنظمة المتعاقبة مع تنفيذ هذه الجرائم النكراء بخط متوازي بتعريب المدن الكوردية في كوردستان حين جلبت السلطة السياسية العروبية أعراباً منزوعي الكرامة وذوي عاهات أخلاقية من الوسط والجنوب والغرب العراقي ومنحتهم بيوت وأراضي الكورد في المدن الكوردية المستعربة, واليوم يزعم هؤلاء.. بكل وقاحة ودون حرج أو غضاضة أنهم أصحاب هذه المدن!! الطامة الكبرى لأول مرة أرى أن المستوطن لا يخجل من نفسه أنه مستوطن كريه ومنبوذ, نراه يتظاهر في الشوارع ويرفع صوته عالياً: لماذا نرحل من كركوك!! نتساءل, أليس هؤلاء.. سُبة في جبين البشرية؟ وفي الأعوام الأخيرة صار لهؤلاء المستوطنون أفراداً من نفس الطينة.. يزعمون أنهم يمثلونهم في البرلمان العراقي ويتحدثون باسمهم كالتركمان أو الأعراب الذين ليس لا أصل لهم ولا فصل في هذه البلاد التي دنسوها. ماذا تقول منظمة العفو الدولية عن هؤلاء الطبعة البعثية, الذين استولوا على أراضي وبيوت الكورد بمساندة ودعم السلطة البعثية العفنة؟؟ لم تكتفي الأنظمة العراقية بهذه الاعتداءات السافرة على الكورد بل سارت على خطى نظامي سوريا وتركيا وغيرت مثلهم أسماء المدن والقرى والأحياء الكوردية إلى أسماء عربية غريبة عن الأرض الكوردية ولسان الكورد. قبل عدة أيام زعم تقرير صادر من منظمة دولية المظهر

عروبية المحتوى أن القوات الكوردية هدمت بيوت النازحين في كركوك. عندما تتمعن في مضمون الخبر تشعر كأنك تقرأ نكتة سمجة, إذا هم نازحون من أين لهم بيوت في كركوك! النازح مكانه المخيم الذي تنشئه المحافظة له وليست داراً في أحياء كركوك؟ يظهر أن أمراء البترول في الخليج لا يبخلوا على إخوانهم الأعراب بالبترودولار لشراء دوراً وأراضي لهم في مدينة كركوك الكوردستانية المستقطعة من قبل حكومة بغداد بالضد من وجود أهلها الشرعيون وهم الكورد المغضوب عليهم. وحال الكورد في إيران ليست أفضل من حالهم تحت سلطة الكيانات النكرة التي ذكرناها, أنهم يعانون على مدار الساعة من اضطهاد متعدد الأوجه. عزيزي القارئ الكريم, أن هذا الموضوع سال فيها الحبر الكثير, فلذا نكتفي بهذا القدر, ونترك الوطن أمانة في أعناق أبنائه الشجعان, الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تحريرها من براثن الاحتلال العربي الفارسي التركي البغيض.