لموسم الشهادة والإباء طعم ممزوج بين حلاوة العشق الحسيني في أيام أستذكاره ومرارة الواقع الذي يعيشه عشاقه في الحائر الحسيني الذي أختاره قائد قافلة الشهادة ليكون محط ركابه ومستقر قبابه و ركز في ترابه مأذنته لتصرخ من عليائها (حي على الحرية ) و كلا كلا للخنوع و الخضوع فكانت الحقيقة الالهية (هيهات منا الذلة) صوت مدوي في الافاق وصل صداه الى كل لفافيف و دهاليز و ثنايا ظلامات الأستبداد في العالم و تستمر حركات المستنيرين من هذا الفيض تتوالد و تتكاثر على مر الخبائث و المؤامرات التي تحاك في أقبية الظلام عند مغيب الشمس و غروبها ، ولكن ما يجعل في النفس غصة و مرارة , أنه في نفس المنبع وعند الارض المختارة , التي أختارها المختار لا تجد الا الانحدار و النكوص على الأدبار , فالقتل فيهم مستباح و التشتت و الفرقة و التناحر أمر مباح , لا بل هو واجب و يرفع دون المصالح السلاح ، و الرؤوس تنطح بعضها بعضا و الرعية تتقاذفها الاقدام و لايسمع منهم الا الصياح و النياح , الخرافة تعشش و تتزاوج و تفرخ في زوايا سراديبهم و تنمو و تكبر و تستكبر حتى اذا صرخ أحد الاحرار فيهم قتلوه قبل أن يصل صوته ليفيق جهلهم من سباته , إن هذا ما ألفينا عليه السلاطين وعلمائنا الساكتين فما لك و السلاطين فهل أنت مذكر , لست عليهم بمسيطر ,
فأين الخلل يا أهل الالباب و العقول و من يتحمل التقصير و الزلل و من يلحقنا بالركب الحسيني الذي سبقنا الى الله و التحق به الحسينيون و نحن ضيعنا بوصلتنا في الصحراء و تهنا , و رغم أننا لم نسمع صوت الحسين واضحاً و لم نتعب عقولنا لتفهم ماذا أراد منا الحسين صرخنا بأعلى أصواتنا لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين .. فاذا كنا لبينا نداء الحسين حقاً فلماذا مازلنا نقف في معسكر أهل الكوفة ؟؟