الدخول الى المنطقة الغبراء ليس صعبا على الاطلاق لان الشعوب اذا انتفضت واصرت هذا الاصرار المتصاعد اصبحت القيود لاتشكل عائقا لها مهما كانت حراستها. قد يعجل دخول الثوار الى هذه المنطقة بسقوط الطغم الارهابية والفاسدة والعميلة والقاء القبض على رؤسها ولكن سوف لن يكون بلا ثمن والثمن هنا هو الدم و مع ذلك فهذا ليس السبب الاول او الاوحد لان هناك اسباب غير ذلك.
المنطقة الغبراء هي عبارة عن وكر من اوكار العمالة والخيانة والاستبداد والتسلط حيث يقطنها جميع الرؤوس الفاسدة و العفنة من الفاشلين والمستبدين والخونة و العملاء. وقد اصبحت تلك المنطقة وصمة عار بسبب تنجيسها بالارهابي الفارسي قاسم سليماني المطلوب للعدالة الدولية منذ عام 2011 والمجرم الذي تلطخت يديه و وجهه بدماء العراقيين في محافظات العراق كافة بمختلف الوسائل. ليس هو وحده وعملائه من الدمى الوضيعة و الصغارالذين نجسوا هذه المنطقة بل وجود وكر الدسائس الايرانية سفارة النظام الدكتاتوري والقمعي نظام علي خامنئي دنست هذه المنطقة بوجودها. المنطقة الغبراء هي منطقة معزولة عن الشعب ومعزولة عن العراق كدولة لان فيها يتقوقع الفاسدون اللصوص فهي اجدر ان تسمى (قلعة اللصوص والمحتلين). و هي لايسمح لاحد دخولها الا اذا كان لديه كارت خاص (باجات خاصة) ما عدا قاسم سليماني وحمايته فانهم يدخلونها بدون باجات واينما شاؤا وكيفما ارادوا فهي اذن محرمة على العراقيين الشرفاء ومستباحة للارهابين والقتلة والمجرمين واللصوص.
بعد ثورة تشرين اصبحت المنطقة الغبراء عبارة عن جحور تتخذها الفئران بيوتاً تأوي اليها خوفا من الثورة والثوار ولاتغادرها ابدا وكانت قد دُنِسَتْ بعد ان دخلها الامريكان بغزوهم الاسود البغيض ثم تنجست اكثر بعد ان ادخل الامريكان اليها اللصوص التي أصبحت فيما بعد حكاماً. وتحولت المنطقة الغبراء بعدها الى ارض خارج نطاق الوطن السليب.
ان دخول الشعب الى تلك المنطقة ليس مستحيلا ولكن وقته لم يأتي بعد فالشعب له العراق من شماله الى جنوبه اما اللصوص فليس لهم الا هذه المنطقة المغصوبة والمتنجسة بهم. الثوار يجري في عروقهم دم طاهر وهم لايريدون ان يتنجسوا بدنس هذه المنطقة الا بعدما يحين وقتها فتصبح اقرب الى التطهير منه الى النجاسة. هذه المنطقة هي ارض محتله من قبل عصابات ولابد من تحريرها وتطهيرها من دنسهم واعادتها لارض العراق الطاهرة ولكن العراق لايزال باجمعه مستباح من قبل الارهابيين عملاء الفرس المجوس وليس فقط جحور الفئران في المنطقة الغبراء. والعار كل العار هو للقوات الحكومية التي تحرس تلك الجحور الفئرانية لأن اللصوص لايحرسهم الا لصوص امثالهم او ارذل منهم. وهنا لابد من اجراء مقارنة بسيطة وهي ان اللصوص والعملاء الارهابين يتجحورون في المنطقة الغبراء ويمنعون الشعب من دخول ارضه التي هي ارض عراقية من المفروض ان تكون متاحة لجميع العراقيين وليست مستباحة لغيرهم وبين ساحة التحرير التي هي متاحة لكل من يعيش على ارض الوطن، فهل يستطيع هؤلاء اللصوص من فئران المنطقة الغبراء من زيارة ساحة التحرير المفتوحة؟ واذا لم يتمكنوا فهل بامكانهم الاجابة لماذا ذلك وساحة التحرير متاحة لكل واحد؟! فمنذ اكثر من شهرين هي عمر الثورة ضد العبودية والعمالة والاستباحة والفساد والطائفية واللصوصية والفشل والاستخدام غير الصحيح للدين والمذاهب لم نرى مسؤول (كبير) زار ساحة التحرير والتقى بالشباب واستمع لهم! فليجرب حضه مثلا نوري كامل محمد او عادل عبد المهدي حسن او هادي فرحان عبد الله او قيس هادي حسن او جمال جعفر محمد (الملقب المهندس) او فالح فيصل فهد (الفياض) او محمد ريكان حديد الحلبوسي وهلم جرى من هذه النماذج الفاسدة والإرهابيين الفاسدين القتله والعملاء.
ولابد للجميع ان يعرف الحقيقة غير الشرعية للمنطقة الغبراء (الخضراء) فقبل عام 2003 لم تكن هناك منطقة اسمها الخضراء بل كانت تسمى (كرادة مريم) وحسب الخرائط فهي تدعى (حي التشريع) ولكن القوات الامريكية سيئة الصيت الغازية جعلت منها حصنا عسكريا واتخذتها مقر قيادة ثم صارت مقر لسفارتها وللحكومات الفاسدة التي اتت بها امريكا بعد ذلك واطلقت عليها اسم (Green Zone). وقبل الغزو الامريكي كانت تقطنها اكثر من ثلاثة الالاف عائلة في بيوتها و جميعهم طردتهم قوات الاحتلال الأمريكي بعد اتخاذها مركز قيادة لقواتها واستولت على بيوتهم. فهي اذن ارض مغصوبة او مغتصبة والجميع يعرف ان الارض المغتصبة لاتصح فيها الصلاة وتعتبر باطلة لانها تعتبر مسروقة. وبقيت سلطات الاحتلال ومن جاء بعدهم يدفعون ايجارات متفاوته للمالكين الاصليين ولعل العديد من بيوتها قد تم الاستيلاء عليها بشكل قسري او صودرت من أصحابها كما حصل مع العديد من الممتلكات الخاصة بعد سيطرة الاحزاب الفاسدة والذين عادوا من ايران وغيرهم. حيث ان الاستحواذ على هذه المنطقة هو استحواذ غير شرعي وبدون حجة قانونية او شرعية. ويشمل هذا الاستحواذ لاراضي مغتصبة وبيوت من حي القادسية و منطقة الحارثية كذلك. وعلى هذا الاساس فان المسؤولية في جعل المنطقة الغبراء جحور حصينة لايدخلها العراقيون ما عدا استباحتها من قبل الارهابي قاسم سليماني هي مسؤولية تقع على عاتق امريكا التي طردت سكانها وحولتها الى ثكنات عسكرية محصنة واعطتها حتى الاسم ثم سلمتها الى قاسم سليماني والى من يقتل الشعب من الفاسدين والفاشلين والعملاء. وعلى امريكا ان تعيد ما سلبته من العراقيين الذين طردتهم من بيوتهم اليهم والغاء تسمية المنطقة الخضراء وتعويض المتضررين من غزوها لتلك المنطقة والشعب الذي استباح الفرس ارضه ووطنه انطلاقا من هذه المنطقة بالذات. وأخيرا فان الأرض المغتصبة التي لاتصح فيها الصلاة لاتصح ان تكون مركزا للحكم لان ما سرق لايمكن التصرف فيه ولكن اذا كان الحاكمون فاسدون فذلك لايعني لهم شيئاً. الامام علي (عليه السلام) يجيبنا على ذلك عندما رفض السكن في قصر الامارة الذي كانت تدار منه شؤون الحكم وادارتها لسعته وكثرة مرافقه وفخامته قائلا انها دار الخبال وسكن في دار صغيرة تعود لاخته ام هاني تُرى ماذا كان علي يقول عن المنطقة الخضراء وبيوتها المغتصبة والمغلقة عن الشعب لعل مهدي الكربلائي او احمد الصافي يجيبون؟!