الجزء الثاني الأخير
.. بالمقابل بعد الاتفاق السعودي الاميركي والقلق الذي يعيشونه من جرّائه وعزف السعودية على هذا الوتر. يحاول حكام العراق التملق للدول العربية التي كانوا يقاطعوها سابقاً المرتبطة بعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الاميركية مثل السعودية نفسها ومصر والاردن يقاطعونها اقتصادياً ويحضرون منتجاتها وسلعها ويمنعونها من دخول السوق العراقية والبضائع الايرانية هي السائدة في السوق العراقية يسهّلون دخولها ويروّجون لها رغم فسادها وردائتها . والمُضحِك في الامر الذي يزيد البلاء بلائاً العمل على تنفيذ اتفاق مع ايران لربط نفط كركوك بايران وتصديره بدل تركيا برغم طول المسافة وعدم جدواه الاقتصادية . من المسائل المثيرة للسخرية فتح كل ابواب العراق وعلى مصراعيها امام ايران وكأن العراق محافظة ايرانية بكل المعنى . ايران تسيطر على العراق بكامل تفاصيله السياسية والعسكرية والاقتصادية والزراعية والصناعية وحتى الدينية . وفوق ذلك كله تقطع مصادر المياه الواردة للعراق ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية والانسانية وحالات الجوار والعلاقة ” الدينية ” كما يدعون . اميركا الاستعمارية الامبريالية سلمت العراق بالكامل لإيران كي تكون هي والصهيونية في منأى عن استكمال تخريبه واناطة ذلك بإيران لتغنيهم عن هذه المسؤولية . يحتفلون بتحرير الموصل والصحيح هو استكمال التخريب والقتل والتهجير في المناطق السنّية وآخرها الموصل . نسأل بجد وتجرد هل هناك منطق مقبول ومعقول لمثل هذا الصراع بين دول متجاورة وتدعي الاسلام وتتخذ منه عباءة وحزام ووسادة ومرتكز اساسي في عملها وحياتها السياسية وثقافتها العامة وتتَّكئ عليه . أهذا معقول .. ؟
من تآمر على دولة الخلافة وانشق وعصى وحاربها واتفق مع الصليبين ضد ها .. من .. اليس ” آل سعود ” ووافقوا على انشاء وطن ” للمساكين اليهود ” كما قال وفعل الملك ” عبد العزيز آل سعود ” في الوقت الذي عارض ذلك السلطان عبد الحميد قائد دولة الخلافة عندما كان حاكماً. الم يتفق حكام ايران مع الصليبيّن في محاربة دولة الخلافة الاسلامية . يتفقون مع اعداء الاسلام والعراقيين والعرب . منذ بداية مسار تاريخهم اتفقوا مع اليهود واحتلوا بابل زمن الحاكم البابلي ” نبو نائيد ـ 539 ـ 556 ق م ” وكتبوا لهم ” توراتهم ” واتفقوا مع الكافر البوذي ” هولاكو ” عن طريق العلقمي الفارسي الاصل الشيعي المذهب الوزير الأول للخليفة العباسي والطوسي اشهر علماء الشيعة مؤسس الحوزة الشيعية في النجف وحاربو دولة الخلافة بقيادة بني عثمان زمن الشاه اسماعيل الصفوي ومن اتى من بعده متفقين مع الصليبين في صراعهم هذا . واليوم متفقين مع اميركا واسرائيل ” بالباطن ” مستخدمين ” التقيّة ” في هذه العلاقة والتقيّة في المذهب الشيعي الاثني عشري ” اظهار ما لا تبطن ” يعلنون عدائهم لاميركا في العلن ويتفقون معها في السر ” حتى ان الشيطان يلوذ بالله منهم على شيطنتهم ”
الانشطارات الحاصلة في المجال السياسي العراقي مثل انشطار ” عمار الحكيم ” وانشاء “حزب الحكمة ” والحكيم حالياً رئيس التحالف الوطني تحالف شيعي يحكم العراق اليوم ويسعى للبقاء ظمنه والمشكلة الحاصلة بين ” المجلس الاعلى “الذي كان يترأسه وحزب الحكمة الذي يصرون على تسميته بتيار الحكمة هو صراع على الاصول و الموارد والمصادر المالية وممتلكاته المعلومة والمجهولة للمجلس الاعلى . علماً انه كان يسمى ” فيلق بدر ” بداية تأسيسه في ايران اسسه وزير الداخلية الايراني حين ذاك ” شهروزي ” سنة 1982 م و”محمد باقر الحكيم “عم عمار الحكيم كان مجرد ناطق رسمي له بعدها تم تكليفه برئاسته وبعد اغتياله في محافظة النجف تم تكليف شقيقه ” عبد العزيزالحكيم ” وعند وفاته حل محله ابنه ” عمار الحكيم ” .. كل الاحزاب الشيعية الدينية الحاكمة في العراق يمكن اعتبارهم ” عجين واحد متشابه ” فمهما اختلفوا في التسميات يمكن وصفهم بـ ” هذا الكعك من ذاك العجين ” والكل يأتمرون بأمر ايران ويسيرون بتوجهاتها ولا يحيدون عنها . الوضع السياسي في العراق منذ احتلاله الى الآن وسيبقى اشبه بمسرح للدمى “غير متشابه في الاشكال متجانس في الادوار ” تحركه اياد خارجية مجرمة وخبيثة .. ثلاثة عشر الف عائلة مجموعها تقريباً بحدود 30 ألف نسمة من منطقة ” جرف الصخر ” حزام بغداد مهجرين منذ سنين وممنوعة عودتهم لديارهم لأنهم ” سنّة ” تطرّق لذلك رئيس الوزراء لكن دون جدوى اما بقية مناطق حزام بغداد فتعاني من نفس المأساة . ميليشيات الاحزاب الشيعية هي صاجبة القرار وليس الحكومة . تطرق لذلك واكده العديد من نواب الوطنية في البرلمان العراقي الحالي . الجانب الايمن من الموصل تحريره قارب على السنة كان في 15 / 10 / 2016 والسكان لا يزالون يشربون مياه الآبار والجانب الايسر تمت السيطرة عليه قبل اكثر من ثلاثة اشهر والوضع العام الذي تعيشه هذه المناطق ” الجانب الايمن والايسر ” متردي الى أقصاه في كل الجوانب . حالة يأسف عليها انها مآسي أنسانية كبيرة بكل معانيها لا يدرك معناها المهول الا من يعيشها . والحكومة والمجتمع الدولي عاجزين او متعاجزين غافلين متكاسلين في اعادة بناء وتصليح ما تم تخريبه بشكل شامل في كل البنية التحتية في الموصل خاصة وفي غيرها من المحافضات التي كانت مسرحاً للعمليات العسكرية .. أنها المآساة .. الأيزيديين عند المساس بهم قامت الدنيا ولم تقعد وهم لا يشكّلون الا نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر قياساً لما جرى على اهل المناطق الغربية وبغداد وديالى والعالم احترق ناراً عليهم من بداية التمثيليات التي قامت بها النائبة ” فيان دخيل ” وحتى زيارة ممثليهم ورموزهم ” ناديا مراد ” الى اسرائيل لحضور مؤتمر ” الفصل العنصري في الكنيست الاسرائيلي ( الآبار تايد ) الموئسس على القمع الفلسطيني والتطهير العرقي ولا يمكن بأي حال من الاحوال اعتباره حيادياً وماهو الفرق بين اسرائيل وداعش ( تنهي عن خلق وتأتي بمثله ) وغيرها . نحن لا نريد الا الخير لهم ولجميع العراقيين كافة بكل اشكالهم ومعتقداتهم لكن يجدر الاهتمام بالكل والعمل بمكيال واحد على الاساس الوطني لا على الاساس الديني او القومي او المذهبي هذا ما نرجوه .. وهو الصحيح