23 ديسمبر، 2024 2:00 م

لماذا لم تنجح ايران باستحداث معاهدة عدم اعتداء .!

لماذا لم تنجح ايران باستحداث معاهدة عدم اعتداء .!

يترآى لنا في ” الإعلام ” على الأقل , أنّ القيادة او الدبلوماسية الأيرانية ربما تحاول عزل دول الخليج ” سياسياً ” عن الموقف الأمريكي ضمن الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران قدر الإمكان , وربما لديها مآرب ومقاصد اخرى ايضاً وفق ما جرى خلال الأيام الأخيرة , فالأيرانيون قسّموا دول الخليج الى نصفين < السعودية و الأمارات والبحرين – والنصف الثاني : الكويت وقطر وسلطنة عمان > ضمن هذا الحراك الدبلوماسي الأخير بهذا الأتجاه , وبدا أنّ الخارجية الأيرانية كانت متفائلة الى حدّ كبير عبر لقاء مساعد وزير خارجيتها مع وزراء خارجية ” الكويت وقطر وعُمان ” وطرحه عقد اتفاقية عدم اعتداء مع هذه الدول الثلاث , وبانَ هذا التفاؤل في التصريح الأيراني بأنّ التأخير في رد هذه الدول قد يعني عدم رفضها لهذا المشروع .! , بينما تجاهلت هذه الدول الخليجية الرد على ذلك .

ومن زاوية نظرٍ حادّة فقد يتساءل الرأي العام كيف لأيّ دولةٍ من هذه الدول الثلاث أن تعتدي على ايران .! وخصوصاً أمارة قطر التي تعادل مساحتها مساحة شارعٍ في ايران وليس قرية ! وسيما أنّ قطر تحتفظ بعلاقاتٍ متميزة مع طهران , وتكثّفت هذه العلاقة بعد القطيعة مع السعودية وحليفتيها الأخريتين , ولعله قد يبدو الطرح الأيراني ابعد واوسع من ذلك افتراضاً .

أمّا بما يتعلق بالنصف الخليجي الثاني ” السعودية والإمارات والبحرين ” , فالرسائل الأيرانية المتعلقة بعدم الأعتداء والتي كلّفوا الأيرانيون الرئيس العراقي برهم صالح لنقلها الى قادة هذه الدول اثناء انعقاد قمة المؤتمر الأسلامي ومع اعتبارٍ خاص لأعتراض الرئيس العراقي على البيان الختامي للمؤتمر , وهذا ما يُضعف موقف الرئيس برهم صالح في عرضه المقترح الأيراني ويجرّده من اية قدراتٍ لمحاولة اقناع زعماء هذه الدول بقبول المشروع الأيراني , لكنه من شبه اليقين إنْ لم يكن يقيناً كاملاً بأنّ القيادة الأيرانية كانت على ادراكٍ مسبق برفض هذه الدول الخليجية الثلاث لهذا المشروع الأيراني وحتى عدم الرّد عليه , لكنه ايضاً فقد يغدو للأدراك الأيراني المسبق اهداف اخرى لم تتضح بعد .!

وإذ ضمن مهمتنا المتواضعة في ” الإعلام ” تفكيك الأمور وعرضها وتشريحها قدر الإمكان والإمكانيات , فنرى أنّ لمستلزمات النجاح الأيراني الأفتراضي في طرح مبادرة او اتفاقية عدم الأعتداء بينها وبين الدول الخليجية قاطبةً , فكان على الدبلوماسية الأيرانية التمهيد وترطيب الأجواء السياسية المتشنجة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي عبر الإعلان او التصريح بأنّ البحرية الأيرانية ستتولى حماية ناقلات النفط والسفن المبحرة في مياه الخليج من اية محاولات للتخريب والتفجير مثلاً , كما كان بمقدور الخارجية الأيرانية الأدعاء او القول بأنها ستمارس نفوذها مع الحوثيين لعدم اطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة الحاملة للقنابل داخل العمق السعودي ” على سبيل المثال ايضاً ” . كما نرى كذلك أنّ قادة الدول الخليجية لا تنفع معهم دغدغة المشاعر السياسية , وهم ايضاً في او ضمن استشاراتٍ معمقة مع الأدارة الأمريكية ومع لندن في كلّ ما يتعلّق بالأزمة الراهنة , فضلاً عن انهم في الصورة الكاملة بأنهم امسوا او اضحوا الهدف او البديل الموازي للمواجهة بين طهران والأمريكان .!

ما طرحناه في اعلاه لا يتجاوز القول أنّ اية مبادرة او مشروع سياسي ما ” وفي ظروف التوتر ” فأنما يتطلب التهيئة النفسية والتمهيد المعتدل ومحاولة ترطيب الأجواء فقط لاغير .! , ويكمن مجمل هذا الحديث ضمن العالم الأفتراضي .!