الاف المحبين، يسألونني: لماذا لم ترشح نفسك للإنتخابات التشريعية؟ الجارية، تستعر لهيبا يحرق البلاد؛ حتى سامها كل سائم.
مشكور من يثق بشخصي، ويضعني بمكان ينتظر مني أن أشغله بوطنيتي، وأتمنى صادقا، ان اظل عند حسن ظن الشرفاء… لكنني، لو شئت ان اترشح، ولم أقدم على ذلك طبعا، لأنضممت الى قائمة “المواطن” التي يرأسها سماحة السيد عمار الحكيم.. رئيس المجلس الاسلامي العراقي.
أنا قريب من الحكيم؛ لأنني مقتنع بدينه ودنياه، فهو مخلص غير مراءٍ، في ايمانه، لا يريد سوى مرضاة الله وخدمة الشعب.. منفتح على العصر باسلوب حضاري رفيع.. متحرر من دون انفلات.. صادق راقٍ.
في جلسة خاصة، تشرفت خلالها بالمثول في حضرة السيد عمار الحكيم، قلت لسماحته: “سأبقى رهين الوفاء لبيت الحكيم.. فردا من دون الناس” وسأظل كذلك.
لكن…
لو استثمرت شعبيتي، مدعوما بولائي لبيت الحكيم، لحققت أشواطا تسبق النظراء في العملية الانتخابية، ولإفتعلوا تهمة اختلقوها من لا شيء، وركبوا لها مساند تدعمها وتحول الافتراء الى حقيقة في نظر القضاء والناس.. انهم قادرون على تلفيق التهم، واستحصال المصادقات عليها.
ولإتهموني، بالتواطئ مع طارق الهاشمي، وكل ما يطاله خيالهم المنظم، في فبركة الاتهامات؛ تصفية لحساباتهم، مع من يجدونه منافسا قويا يفوق تلفيقاتهم بصدقه.
كانوا سيضعونني في قائمة طارق الهاشمي و(4) ارهاب والمشاركة مع جيش ابن زياد في قتل الحسين.. عليه السلام، وأحاطوا البدعة بتتابع درامي، أنا مخترق قربة العباس، بسهمي، وقاتل العائلة المالكة في العراق، عام 1958 وقاتل عبد الكريم قاسم في العام 1963.
إرتكبت كل ما خلق الله وما لم يخلق! بأدلة يصنعونها لمن لا يريدون قوة حضوره، مخففا من وطأة الرعب الذي تدير به قائمة الحكومة الانتخابات. تلك الشعبية، المطلقة، تدفقا من الداخل الى الخارج، هي رصيدي، الذي يدعم قائمة “المواطن” آلاف يطلبونني، فخلال اقامتي في دولة الكويت الشقيقة، حققت انتشارا اعلاميا، يمكن ان اخدم قائمة “المواطن” بما استحصل من أصوات تشكل رصيدا للقائمة، التي يتشرف من يصطف في رهطها للصلاة في محراب العراق.
والحكومة تخاف رجلا ذا شعبية متوازنة، مبنية على وعي رصين، وفي لبلده وناسه؛ لذا كانت ستنتهج.. الوسخ والنظيف في أساليب المنافسة، على حد سواء.. قوائم متنفذة، لا تريد شريفا قويا.
ولأن “شبيه الشيء منجذب اليه” فأن مشعان ضامن ركاض الجبوري، هو الذي يناسبهم.. “تدهدى القدر؛ فلقي قبقه” وليس القاضي الذي أعدم صدام.. انهم لا يريدون شخصا ذا مواهب خارقة ووعي أصيل إنطلاقا من علم غزير.. شخصا زاهدا بالمنافع وما يضفيه المنصب النيابي او سواه، من مواقف.