22 ديسمبر، 2024 3:34 م

لماذا لا ينال العرب إستحقاقاتهم في الحياة؟!!

لماذا لا ينال العرب إستحقاقاتهم في الحياة؟!!

العرب يملكون ما يساهم في رفاهيتهم وعزتهم وكرامتهم , ويفتقدون ما ينفعهم , ويعبّرون بسلوكهم على أنهم عالة وتابعون للطامعين بهم.
ومن عجائبهم أنهم يقلبون البديهيات والمسلمات فيصبح عندهم ” مالك الشيئ لا يعطيه”!!
ثرواتهم يستحوذ عليها غيرهم , وشعوبهم تعيش في حرمان من أبسط حقوق الإنسان , وأنظمة حكمهم مقاولات أو وكالات متعاقد عليها مع قوى أجنبية , هي المالك الحقيقي للعباد والبلاد منذ نهاية الحرب العالمية الأولى , فلا سيادة ولا قدرة على تقرير المصير , فدول الأمة كينونات مستعمرة أو مستوطنات تحت الإنتداب الخفي المعاصر , فالكراسي بأنواعها مرهونة المصير.
هل وجدتم مجتمعات تملك كل شيئ ومحرومة من كل شيئ؟
كيف تفسرون ذلك؟
الحقيقة الدامغة أن دولنا بلا سيادة , ولا قدرة على العمل لتأمين مصالحها , بل المطلوب من أنظمة حكمها , ومنذ تأسيسها , أن تؤمّن مصالح الطامعين فيها , والذي لا يعمل بموجب ذلك , تتم الإطاحة به بأساليب متنوعة ومعروفة , منذ ثورة محمد مصدق في إيران , وحتى آخر ما حصل في ديارنا.
فالقول بالحرية والديمقراطية , ثريد حول صحون الويلات والتداعيات , فلا ديمقرطية لخدمة الشعب , والحرية لتأمين المشاريع المرسومة , ولهذا يجب أن تتصارع دولنا وتبدد ثرواتها في نزاعات بينية خسرانية تخدم الإرادة الأجنبية , وأي خلل في معادلة التشظي والتنافر والإندحار يتسبب بتغيرات فورية تسمى ثورية , لعودة المياه إلى مجاريها ووصول المراكب العدوانية إلى موانئها.
ولهذا فالواقع القائم سيتطور ويتعضل , وسيتمزق ويتشظى , فالقديد يصنع العبيد , ولن تستعيد شعوبنا حريتها وكرامتها وتقرير مصيرها , لأن الأدغال الذيلية المغسولة الأدمغة , والمبرمجة كالروبوتات لتنفيذ الأوامر والخنوع في أوعية السمع والطاعة وتعطيل العقول , في تكاثر وإستحواذ على مقدرات الحياة.
وبموجبها تم ترويج أساليب الأدينة اللازمة لتسويق أسباب الوجيع , وتدمير البديع في ديار أمة تتداعى لتهون وتضيع.
فاقرأ السلام على مستقبل تنامت فيه أدغال الفظيع!!
د-صادق السامرائي