23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

لماذا لا يمكن للعراق أن يتطور و يتقدم و يتحضر منذ عام ٢٠٠٣

لماذا لا يمكن للعراق أن يتطور و يتقدم و يتحضر منذ عام ٢٠٠٣

سؤال بسيط وواضح وبديهي جداً يسأله أي مواطن عراقي عادي ، من غير المنتمين الى أحزاب السلطة أو من المغيبين عقلياً أو المستفيدين بشكل أو آخر من الوضع عموماً ، وهم الأغلبية المَنسيّة ، ألا وهو ” لماذا لا يمكن للعراق أن يتطور و يتقدم و يتحضر منذ عام ٢٠٠٣ ، على الأقل بعد أن توفرت الظروف العامة لحرية المجتمع للتعبير الحر عن أهدافه وتطلعاته في الحياة الكريمة وإمكانية تطبيق النظام الديموقراطي الصحيح لتتولى النخب السياسية التي يفرزها المجتمع إدارة دفة الحكم لجعل العراق في مصافي الدول الواعدة في مجال التنمية وتحقيق مستلزمات التقدم والتطور السريع . وعلى الرغم من الفرصة التأريخية النادرة التي تحققت ” بقدرة قادر ” لتُغَير النظام الديكتاتوري المستبد الذي يستحيل إزاحته وفق أي إعتبار يتبادر الى الذهن إلا إن إزاحة النظام الديكتاتوري تحققت وجاء دور العراقيين لإثبات صلاحيتهم في إدارة شؤون البلد نحو الأهداف السامية في تحقيق التقدم والتطور والتحضر والمساواة والعدالة الإجتماعية وإحترام الإنسان وإرساء قواعد النظام الديموقراطي الذي يحقق كل تلك القيم والمبادئ السامية . علماً بأن كل عناصر التقدم والتطور من موارد مالية ومادية وبشرية متاحة في العراق بشكل واسع كبير . إذاً يبقى التساؤل البسيط وألبديهي الذي يسأله المواطن العادي دائماً ألا وهو ” لماذا لا يمكن للعراق أن يتطور و يتقدم و يتحضر منذ عام ٢٠٠٣ ” . وأمام هذا التساؤل البسيط والبديهي فإن الجواب على هذا التساؤل هو أيضاً بسيط وبديهي ، وسوف نعطي في كل مقالة قادمة واحدة من أهم الأسباب . ونبدأ بأهم الأسباب الرئيسية في تخلف العراق الآن وهي الآتي :
العراق ، بالرغم من الإدعاء بأن له حضارة تاريخية قديمة متقدمة في زمانها بإعتراف المؤرخين ، وهي حضارة وادي الرافدين ، إلا إن نواتج تلك الحضارات العظيمة وما أفرزته وقائع التأريخ الآن تعكس أحد أمرين : إما إن التاريخ الحضاري المتقدم والمتطور لوادي الرافدين ما هو إلا إكذوبة أو مبالغُ فيه أو إن أحفاد هذه الحضارة لم يكونوا بمستوى المسؤولية للحفاظ على ديمومتها وقد فرطوا بمستقبل الأمة بسبب أهوائهم ، وما هم إلا مجموعة من الحثالات والسراق والإنتهازيون التي إستغلت تخلف المجتمع للسيطرة على مقدرات البلد . وفي ضوء كل المعطيات وثوابت التأريخ يمكن القول بأن العراق كان له تأريخ واضح ومؤثر في مجمل الحضارة السائدة في المنطقة إلا إنها لم تستمر وتراجعت بسبب حكامها الذين توالوا على حكمها لغاية الوقت الحاضر . ما يعنينا هنا هو النتيجة النهائية لحكم هؤلاء جميعاً منذ ذلك التأريخ ولحد الآن والتي خلاصتها فساد جميع من حكموا العراق وعدم أهليتهم لإدارة شؤون البلاد وهذه هي النتيجة النهائية تخلف وفساد إداري ومالي وفوضى في إدارة البلاد . الخلاصة إن أحفاد حضارة وادي الرافدين الذين يتولون مسؤولية إدارة شؤون العراق ومستقبله ما هم إلا حثالات المجتمع من سراق ومجرمون وأصحاب سوابق ومعممين جهلة ومراجع أكثر تخلفاً وجهلاً وإلا لماذا إنهارت تلك الحضارات العظيمة . إذاً واحدة من أسباب التخلف هي دنائة وحقارة أحفاد تلك الحضارة العظيمة ممن يُديرون شؤون البلد الآن مباشرةً أو خلف الكواليس بدون إستثناء . والى بيان سبب آخر في مقالة قادمة .