18 ديسمبر، 2024 10:01 م

لماذا لا يقرر العراق الإنفصال عن كردستان مادام لايستفاد منه ؟

لماذا لا يقرر العراق الإنفصال عن كردستان مادام لايستفاد منه ؟

من منظور العدالة الشعب الكوردي من حقه الحصول على دولته والعيش بسلام وإزدهار ، ويجب ألا ينسينا غضبنا بسبب فساد الأحزاب الكوردية ان الكورد بشر مثلنا يستحقون مانستحق على هذه الأرض ، وعلاج مشكلة إقليم كردستان بسيط وسهل جدا ، وهو بما ان الشعب الكوردي أجرى إستفتاءا وإختار الإنفصال عن العراق وإقامة دولته .. أصبح بيد الدولة العراقية وثيقة مقنعة للمجتمع الدولي وحجة قانونية تسمح للبرلمان بأغلبيته العربية ان يصدر قرارا بإنفصال الدولة العراقية المركزية عن إقليم كردستان نزولا عند رغبة الشعب الكوردي ويتم قطع الإرتباط المالي والسياسي معه والإحتفاظ بمليارات الدولارات التي يأخذها الكورد من الميزانية وتعطى للفقراء والجياع من أبناء مدن الجنوب والوسط والغربية ، ويتم كتابة دستور جديد يلغى منه بند الثلث المعطل لتغيير الدستور الذي وضعه الكورد وأصبحوا يتحكمون بالأغلبية العربية والعراق كله بسبب غباء وخيانة الساسة الشيعة الذين وافقوا على هذا البند المعطل وأصبحت الأقلية الكوردية هي من يتحكم بمصير الأكثرية العربية !

اما بخصوص حدود الدولة الكوردية .. فإن العراق أيضا لديه وثيقة دولية حددت مساحة حدود الإقليم وحصرتها بمدن: اربيل ودهوك والسليمانية ، وهي وثيقة قرار الأمم المتحدة الذي حدد منطقة الحظر الجوي في فترة سلطة صدام حسين ، وبشأن مطاليب الكورد بما يسمى المناطق المتنازعة عليها فإن القانون الدولي يعتبر هذه المطاليب تدخل ضمن جرائم التطهير العرقي العنصري ضد القوميات الأخرى ، وبالتالي سوف لن يجدوا أحدا يسمع لهم .

للأسف يغيب عن أذهان عرب العراق السؤال العملي : ماهي فائدة الكورد للعراق الإقتصادية والسياسية ؟.. الشعب الكوردي مختلف في كل شيء عن العرب في اللغة والعادات والتقاليد والقومية ، وهو صريح جدا في علاقته مع عرب العراق إذ يعتبرهم محتلون له ويعاملهم بعنصرية مكشوفة لدرجة وصل الأمر الى طلب كفيل لكل شخص عربي أراد الدخول الى مدن كردستان التي يفترض انها عراقية ، وقد سبق للأحزاب الكوردية حمل السلاح ضد الدولة وإرتكبوا جرائم قتل الجنود بعشرات الآلاف ، ويندر ان تجد مواطن كوردي يشعر بالإنتماء الوطني للدولة العراقية ، والساسة والبرلمانيين الكورد الذين يأتون الى بغداد لإستلام المناصب لديهم مهمة محددة وهي تعطيل نمو وتطور الدولة العراقية والعمل على إضعافها وتخريبها من الداخل .. فلماذا يصر العراق على الإحتفاظ بإقليم كردستان وينفق عليه الأموال ؟!

ومثلما يعامل الكورد الدولة العراقية من منظور قومي يضعونه فوق مصالح الدولة .. لماذا عرب العراق لايعاملون الكورد بالمثل ويفكرون بمصالح البلد والحفاظ على ثرواته .. إذ ان بقاء كردستان الشكلي ضمن الدولة العراقية هو عملية ( إستحمار سياسي ) للعراق وخيانة من الساسة العرب عندما يقبلوا ان تستنزف ثروات بلدهم وتؤخذ دون وجه حق من قبل الأحزاب الكوردية الفاسدة ، أي فيدرالية عجيبة هذه بحيث رئيس الوزراء العراقي ليس له سلطة حتى على ( زبال ) في بلدية أربيل!
ان سبب إحتفاظ عرب العراق والشيعة تحديدا بإقليم كردستان هي إيران التي تخاف من تمرد الكورد المتواجدين على أراضيها فيما إذا العراق إنفصل عن كردستان وإستقل الإقليم في دولة وحده .. ولهذا يرفض الشيعة منح الكورد حق الإستقلال وظلوا يدفعون الأموال الى الإقليم إطاعة للأوامر الإيرانية ، وسمحوا للكورد بالتلاعب والإحتيال عليهم وسكتوا عن كافة سرقات الأحزاب الكوردية لواردات النفط والمنافذ الحدودية وتزوير أعداد الموظفين والمتقاعدين ، وعدم الخضوع لسلطة الدولة !
للتذكير .. في حالة غضب عرب العراق من سرقات وجرائم الساسة الكورد .. هناك فرق بين الساسة والشعب الكوردي .. و يوجد آلاف الضحايا الكورد من نساء وأطفال وكبار السن هُجروا وقُتلوا وتعرضوا الى مختلف المآسي يستحقون منا التعاطف والحزن من أجهلهم … هؤلاء الضحايا يؤكدون لنا ان الشعب الكوردي يختلف عن ساسته الذين هم من تسبب بمصائبه حينما كانوا يتخذون من المدنيين في المدن والقرى دروعا بشرية ويقومون بإطلاق النار على الجيش الذي يرد على مصادر النيران ويكون الضحية السكان المدنيين بعد هروب الميليشيات الكوردية!