” اسم هالوين يعني ليلة مقدسة. الهالوين(عيد جميع القديسين) الذي يقع في الواحد و الثلاثين من تشرين الأول هو في الواقع عيد للاحتفال بالخريف. وكان الدرويديون القدماء (الدرويديون كانوا كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة و بريطانيا و ايرلندا) يقيمون عيدا كبيرا للاحتفال بالخريف يبدأ في منتصف ليلة الواحد و الثلاثين من تشرين الأول و يمتد عبر اليوم , الأول من تشرين الثاني.اتسائل .. لماذا لا يحتفل ساسة العراق بعيد الهالوين عيد القدسيين, وهم وهذه كلمة باطل يراد بها حق: الاقرب للقداسة عن غيرهم من العراقيين, لاسيما دورهم في تفريغ الخزينة العراقية, وقدرتهم بعد عناء طويل استمر لثلاثة عشر عاما على اظهار الحديدة العراقية والتي نكاد نعرضها للبيع بسبب فقرنا المدقع!
لماذا لا يشرع البرلمان العراقي عيدا وطنيا للقدسيين من اصحاب الكروش والفخامة والنيافة والسيادة والمعالي ؟ لماذا ؟ الا يستحقون؟! واكرر هي كلمة باطل يراد بها حق, فالساسة عندنا في العراق يهاجرون في رحلة الصيف الى السويد والى فلندا والى مدينة الضباب لندن وسواحل باريس وجزر البرازيل؛ يهاجرون سعيا لنشر القضية العراقية وبحثا عن مفاتيح حل لمشكلتنا!الساسة العراقيون جميعهم يذهبون لاداء مناسك الحج والعمرة, جميع من في البرلمان والحكومة متمتع بلقب الحاج, الا يستحق هذا الحاج ان يكرم بعيد القدسيين!
هناك بعض العادات الغريبة التي نشأت بالارتباط مع الهالوين: يقام بسرقة بوابات وقطع أثاث وإشارات و هلم جرا لجعل الناس يعتقدون أنها سرقت من قبل الأرواح الشريرة و بالطبع لا أحد يقترب من المقبرة في الهالوين لأن الأرواح تنهض في هذه الليلة.الهالوين العراقي سيكون نزيها وشريفا وشفافا حيث لا توجد فيه سرقات ولا اعتداءات ولا اختلاسات ولا هم يحزنون, سنحتفل بساستنا الكرام ايما احتفال وسيسرقوننا.
سألت رجلٌ للتو غادر شبابه ليدخل في شيبوبته عن رأيه في تشريع قانون يتيح لنا الاحتفال بالساسة العراقيين؛ كان جوابه بيتٌ من الشعر العربي للمتنبي:
وأكثر ما تكلفني الليالي .. سكوت عندما يجب الكلام