18 ديسمبر، 2024 11:13 م

لماذا لا توجد مراسم عاشوراء وغيرها من الطقوس في بلاد فارس؟

لماذا لا توجد مراسم عاشوراء وغيرها من الطقوس في بلاد فارس؟

تنويه

المقصود بالشيعة في المقال هم الشيعة الغلاة أحفاد الصفويين وخدم الفرس واساطين الشعوبية.

ـ قال ابن الحجاج:

يا دولة الْحزن الَّتِي             خسفت بأيام السرُور
يَا ضجة الصخب المصدع ذِي التَّنَازُع والشرور  

(يتيمة الدهر3/43).

(الفرس بلاء الأمة الإسلامية فهم مؤسسو اساطير الطائفية والعنصرية والصاقها بأئمة الشيعة، وغالبية مراجع الشيعة في العراق عبارة عن حشرات ضارة في رياض الإسلام، وقطعان ولاية الفقيه من الذيول تعبث بالحقل العراقي وتخرب جمال زهوره وتنوعها الرائع).

بمناسبة وفاة موسى الكاظم احد أئمة الشيعة قرر رئيس مجلس الوزراء الولائي محمد شياع السوداني اعتبار ذلك اليوم عطلة رسمية على اعتبار ان العراق لا مشكلة لديه مع العطل الرسمية، في حين ذكر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في تدوينةالتالي:

ـ السنة = 48 أسبوعا
ـ مجموع العطل الرسمية في السنة أيام (الجمعة والسبت) = 96 يوما
ـ مجموع المناسبات الرسمية في السنة = 22 يوما
ـ مجموع أيام العطل الرسمية في السنة = 118 يوماً

وأضاف “ تضاف اليها المناسبات الدينية والعطل الاضطرارية كالمطر وارتفاع درجات الحرارة التي تعلنها الحكومة المركزية والحكومات المحلية التي تقدر بحوالي 22 يوما في السنة، وهي الأعلى في العالم في حين توجد 8 عطلات رسمية في إنجلترا، وويلز، وهو ما يعتبر من أقل عدد العطلات في العالم. وان مجموع العطل الرسمية وغير الرسمية يبلغ 140 يوماً، كما ان مجموع أيام العمل السنوية يبلغ 225 يوماً”، مشيرا الى ان “مجموع رواتب الموظفين بضمنهم التمويل الذاتي والعقود يبلغ 70 تريليون دينار، كما ان معدل الرواتب في اليوم يبلغ 192 مليار دينار وهو ما يمثل الخسارة اليومية من تعطل الدوام، أما اجمالي الخسائر المالية من العطل غير الرسمية عدا الجمعة والسبت فقد يبلغ 4.224 تريليون دينار، واجمالي الخسائر المالية من العطل الرسمية وغير الرسمية عدا الجمعة والسبت يبلغ 8.448 تريليون دينار“.

الحقيقة لا نفهم ما هو ذنب الشعب العراقي (من غير الشيعة) من تعطل الحياة الرسمية والعادية، فأكثرية العراقيين لا يؤمنون بهذه الممارسات كالأكراد، اهل السنة، الايزيدية، الصابئة، المسيحيين وغيرهم. والبعض من العراقيين يعمل يوميا لتحقيق رزقه اليومي، كما ان قيام باعة النفط بفك عرباتهم وتحرير الخيول لممارسة الطقوس، كذلك تخلي باعة الملح عن جمالهم(بعرانهم) للمشاركة فيها في الشوارع الرئيسة من العاصمة بغداد يثير العجبالعجاب في اهم منطقة في بغداد بل المركز حيث السفارات والمؤسسات الدولية والحكومية، وهذه الأفعال المثيرة للسخرية والتهكم تعكس صورة سلبية عن هذا البلد العريق الذي عرف بحضارته سابقا، وهمجيته لاحقا. بلا أدنى شك وضح للعيان ان العراق الشيعي يعني العراق الفقر والتخلف والفساد بكل اشكاله.

يبدو ان وباء ان وباء العطل الرسمية قد انتقل الى الموصل ذات الأغلبية السنية، فقد ورد في بيان لمحافظة نينوى في 14/2/2024 إن محافظ نينوى عبد القادر الدخيل قرر تعطيل الدوام الرسمي ليوم غدٍ الخميس باستثناء الدوائر الخدمية تزامناً مع استمرار هطول أمطار الخير والبركة على المحافظة“. فعلا العراق بلد أمره عجيب، واسلوبه في الحياة غريب، في الأفراح وفي الاحزان اول ما يخطر على بال الحكومة العراقية العطل الرسمية، سيما المناسبات الشيعية التي يدفع العراقيون ثمنها بلا وجه حق.

لذا اكاد اجزم انه عندما وصف الإعلامي الأمريكي الشهير (تاكر كارلسون) في برنامج عبر شبكة فوكس نيوز العراق وشعبة ” انه مكان مقرف ومليء بمجموعة من القردة البدائية شبه الأمية، ولهذا السبب لم يكن الأمر يستحق غزوه“. مما لا شك فيه ان هذا الإعلامي شاهد ما يفعله الشيعة في موسم التجارة بدم الحسين، أي عاشوراء فأطلق هذا الوصف عليهم.سيما عندما تغزو العراق جحافل الفقر والمرض والمخدرات وزينبيات المتعة على هذا البلد، فيستنزفون ثروته، ويعطلوا الحياة بطقوس ما أنزل الله بها من سلطان، أساسها الهنود السيخ واليهود وطقوس اوربا في عهد الظلام والتخلف.

غالبية الشيعة لو سألتهم عن اسم الكاظم ما عرفوه، ولا عرفوا ان الخمس والخلافات مع ابناء أخيه هما وراء سجنه، عندما حرضوا الخليفة هارون الرشيد عليه، وكان مصدر فتنة اقتضى اجتثاثها عبر سجنه وكان بإمكان الرشيد ان يقتله، لكن اوصر القرابة باعتبارهم أبناء عمومة منعته من ذلك. ولا أحد يجهل ان الحزن على الميت ينتهي بعد مرور ثلاثة أيام، وتعود الأمور طبيعية، وان لا يستمر الحزن ما يقارب 1300 عام، هذا جنون، ولنأخذ موقف ربالشيعة (علي بن ابي طالب) من مراسيم الموت، فقد تزوج علي بعد موت فاطمة بأسبوع واحد فقط، أي ان حزنه على فاطمة لم يزد عن سبعة أيام. هل يعلم عوام الشيعة هذه الحقيقة؟ للمزيد راجع كتابنا اغتيال العقل الشيعي.

جميع الطقوس التي تمارس في عاشوراء وميلاد أئمة الشيعة وموتهم لا تتوافق مع الإسلام، وهي بدع اجنبية دخيلة على المذهب الشيعي نفسه، ذكر د. علي شريعتي وهو شيعي فارسي متخصص في دراسة الأديان” كل هذه المراسيم والطقوس الاجتماعية والعرفية هي صيغ مقتبسة مما هو عند النصارى في أوروبا، وقد بلغت هذه الظاهرة حداً من السذاجة، بحيث أن الاقتباس يتم بصورة حرفية دون أدنى تغيير. فقد استحدث الصفويون منصباً وزارياً جديداً باسم وزير الشعائر الحسينية، وقد قام هذا الوزير بجلب أول هدايا الغرب لإيران في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكان هذا أول تماس حضاري بين إيران والغرب، وليس كما يقال من أن هذا الارتباط والتماس حصل في القرن التاسع عشر من خلال استيراد المطابع والصحف والمؤسسات والشخصيات الثقافية. فقد ذهب وزير الشعائر الحسينية إلى أوروبا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمة يكتنفها الغموض، وأجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب إحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس في تلك المناسبات، واقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها إلى إيران، حيث استعان ببعض الملالي لإجراء بعض التعديلات عليها لكي يصلح استخدامها في المناسبات الشيعية، وبما ينسجم مع الأعراف والتقاليد الوطنية المذهبية في إيران. مما أدى بالتالي إلى ظهور موجة جديدة من الطقوس والمراسم المذهبية لم يعهد لها سابقة في الفلكلور الشعبي الإيراني، ولا في الشعائر الدينية الإسلامية. ومن بين تلك المراسيم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والأقفال والتطبير واستخدام الآلات الموسيقية وأطوار جديدة في قراءة المجالس الحسينية جماعة وفرادى، وهي مظاهر مستوردة من المسيحية بحيث يستطيع كل إنسان مطلع على تلك المراسيم أن يشخّص أن هذه ليست سوى نسخة من تلك”. (التشيع العلوي والتشيع الصفوي).

ذكر إبراهيم الحيدري” الاحتفالات والتجمعات حول قبور الأئمة، لم تكن عادات راسخة ذات شعائر وطقوس دينية ثابتة، وإنما كانت مجرد تجمع عدد من الأتقياء من الشيعة الأوائل حول قبر الحسين في كربلاء لقراءة الفاتحة والترحم عليه”. (تراجيديا كربلاء/52). تم ربط مراسم عاشوراء بتأويلات لأحاديث ومرويات منسوبة لأئمة الشيعة ما أنزل الله بها من سلطان، وهم بلا شك براء منها، مع هذا فإن تلك الأحاديث تلقى صدى مقبولا ورضا وقناعة عند الشيعة سواء المثقفين منهم او الجهلة على حد سواء، وهذه حالة فريدة في التأريخ الانساني، عند تتساوى نظرة الجاهل والمثقف أزاء قضية واحدة، فهذا هو البلاء بعينه. الأدهى منه ان المعترضين من مراجع الشيعة والمتحفظين على ممارسات عاشوراء لا يجاهروا برفضها خوفا من بطش عوام الشيعة بهم او حرمانهم من الخمس على أقل تقدير، ومن رفضها تمردوا عليه وهاجموه.

كما ذكر العلامة الشيعي هاشم معروف الحسيني عن عاشوراء” هذه الزيادات قد أدخلت عن طريق الأقطار الشيعية، بعد أن حكمها الشيعة، وغلب على أهلها التشيع كإيران وافغانستان وغيرهما من الأقطار التي تسربت اليها عادات الهنود القدامى كالضرب بالسلاسل بالحديدية والسيوف وما الى ذلك من المظاهر التي لا يقرها الشرع”. (من وحي الثورة الحسينية/174). وذكر الشيخ حسين الراضي” يمكن لبعض قراء تعزية الإمام الحسين (ع) بقصد الارتزاق، ويوضع ما يشاء (من أحاديث) لأجل التكسب”. (كتاب المؤامرة الكبرى على مدرسة أهل البيت/322)المفارقة ان المُصدرين لهذه الطقوس (ايران وأفغانستان والاوربيين) تركوها ونبذوها، والعراقيون التزموا بها وقدسوها!

الذي يحز في النفس انه طالما يوجد مشهد الرضا وهو من أئمة الشيعة في ايران، ويزعم رواة الشيعة ان جميع ائمتهم ماتوا اما بالسيف او السم (وهو زعم باطل، فقد عاش الحسن والباقر والصادق والرضا والعسكري في بحبوحة من العيش)، وطالما ان جميع الأئمة معصومون ويعلمون الغيب ويموتوا باختيارهم ويقولوا للشيء كن فيكن، ولديهم الولاية التكوينية، وكافة سلطات الله تعالى من احياء الميت وإدخال الجنة وحرمان غير الشيعة منها ولديهم السر الأعظم الذي يمكنهم من فعل المعاجز، وقدرتهم على الخلق والكلام مع الحيوان والنبات والجماد، ومعرفة جميع اللغات القديمة وغيرهم، ولديهم الجفر وقرآن فاطمة، فهذا يعني ان صفاتهم وقدراتهم متساوية، أي لا فرق بين امام وآخر من حيث المؤهلات، والفرق هو طريقة الموت بالسم او السيف وهذا أيضا يتم باختيارهم.

لكن السؤال المهم: لماذا لا يقوم النظام الشيعي في ايران بأحياء مراسيم عاشوراء، او على اقل تقدير مراسيم ميلاد وموت الرضا، كما يفعل في النيروز؟ هل يعلم شيعة العراق بأن عطلة العيدين الأضحى والفطر في ايران يومين فقط، في حين ان عيد النيروز يستمر لمدة اسبوع، ويحتفلوا بإشعال النيران في الطرق (مراسيم مجوسية) ويرقصون حولها كالسحرة؟

ـ لماذا لا يقوم شيعة ايران بتشابيه وطقوس عاشوراء كما يفعل شيعة العراق؟

ـ لماذا لا يقوم النظام الإيراني باعتبار مناسبات الائمة (الولادة، الجرح، الموت)عطل رسمية كما تفعل الحكومة الشيعية في العراق؟

ـ لماذا لا يقوم شيعة ايران بالتطبير والضرب بالزناجير (سلاسل حديدية تنتهي بأمواس)، مع انهم يصدرون القامات والزناجير الى العراق؟

ـ لماذا لا يعفِ النظام الإيراني الزوار العراقيين لمشهد الرضا من الرسوم.

ـ لماذا لا يوفر النظام الإيراني وشيعة ايران الباصات لنقل الزوار العراقيين من العراق الى ايران مجانا، وتوفير المأكل والمنام والمشرب مجانا، وتقديم (سيم كارت) للموبايل مع مبلغ نقدي للزوار العراقيين؟

ـ من يزعم ان العراقيون كرماء ولا شك في هذا الأمر، لكن بالمقارنة بين العراق وايران من خلال الطقوس الشيعية لا بد من التمييز بين الكرم والغباء، بين الحقيقة والوهم، بين الادعاء والواقع، وبين الحق والاستغفال.

مما لا يند عن ذهن، أو يلتوي على خاطر ما فتأت تتمسك بركاكةالتراث المشوه والحوادث المفبركة التي صاغها الدهاء الشعوبيالمعروف بحبكته الدسائس على المسلمين فقط، لقد جبل على تشويه صورة الإسلام والحاق الضرر بالمسلمين.

ليس الغرض من كتاباتنا ان البحث عن زلة ما في التراث وما اكثرها، ولكننا لابد من تبيان ان هذه الظواهر من مخلفات إرثنا السياسي وليس الديني، مما يستدعي استقراء التأريخ بشكل صحيح ومحايد واستقراء الأحداث بعلمية ومنطق سليم يتوافق مع الحقائق وبتأني، وبناء رؤى صحيحة تنشط العقول، وتحملها على التفكير العميق، وتزيل التكلس الفكري في عقول الكثير من الناس.

لا بد من تحرير الشعب العراقي من أصار المهانة والجهل والاستغفال، وأغلال الذل والفاقة والجهل، ورسف العبوديةالدموية، وتوعيتهم من الانقياد والتقليد الأعمى لمراجع فاسدة موغلة في استعباد الناس واستنزاف جيوبهم، وتجهيلهم من أجل الحصول على الخمس، والتمتع بالملذات الدنيوية عبر زواج المتعة، هذه الفئات الشعوبية المارقة تدمن التكلف والتصنع، وتجيد فن التنصل عن قيمنا واعرافنا الاصيلة، وقيمنا الإسلامية، انهم يتحدثوا عن مكارم الاخلاق، وهم من يحيدوا عن طريقها عن قصدوتصميم، ويستغلوا عقول الجهلة والحمقى لمآربهم الخبيثة المتمثلة بالشعوبية وكراهية العرب.

الخاتمة

قال عمر فاروق عندما كتب عمر إلى أبي عبيدة بن المثنى حين وجهه الى حرب فارس أنك تقدم على أرض المكر والخديعة والخيانة والحيرة، تقدم على أقوام قد جرءوا على الشرّ فعلموه وتناسوا الخير فجهلوه فانظر كيف تكون”. (تأريخ ابن خلدون2/406).