ما يحدث في الموصل جريمة منظمة تم التخطيط لها بدقة فمن يتابع مسار هذه الاحداث من خلال المحطات الاخبارية سيشعر ان هنالك علامات استفهام كثيرة تحوم حول ما يحدث من مسرحية ساخرة في ثاني اكبر مدن العراق حيث قدمت نصا عسكريا يفوق كل التوقعات فلقد اختفت افواج والوية الجيش العراقي وتبخرت في ساعات امام داعش ؟
فما يحدث في الموصل مؤامرة تديرها قوى غريبة الاطوار لكي تنشر الفوضى والدمار فهنالك اياد كثيرة اجتمعت ساعدت في ولادة هذا الحدث الغير الطبيعي فالمالكي يتفرج على العراقيين وهم يقتلون برصاص داعش والجيش العراقي في ساعات معدودة ترك خلفه ما يزن اطنانا من الذهب الخالص من معدات عسكرية واسلحة وعربات وناقلات جند واختفت اجهزة الامن المحلية لكي يحصد الداعشيون ارواح الابرياء في شوارع وازقة الشهباء العريقة ؟
كل هذا يحدث في الموصل والكل يتفرج فهؤلاء الدواعش الملثمون يقاتلون منذ زمن طويل في الانبار ويتواجدون في صحرائها وعلى الحدود العراقية السورية ولكن لم يستطيعوا ان يحققوا اهدافهم بفضل قوة وبسالة الجيش العراقي ولكن ما يحدث على الساحة الان في الموصل يختلف اختلافا كليا فلقد استطاعت هذه المجموعات الظلامية من السيطرة على هذه المدينة بنواحيها واقضيتها وتمددت سيطرتها لتشمل مناطق اخرى في محافظة صلاح الدين دون ان يطلق الجيش العراقي رصاصة صوتية او قذيفة هوائية وهذا ان دل على شيء فهو دليل ان المالكي وحكومته مشتركون في هذه الحملة التي ترفع شعار الابادة الجماعية للسنة ؟
هنا تراودني عدة اسئلة ولكنني لم اجد لها جوابا مقنعا
هل تستطيع داعش الدخول الى النجف وكربلاء بغية السيطرة عليها
هل بأمكان هؤلاء الملثمون الصداميون الذين ينتمون للبعث بسط سيطرتهم على شبر من ارض البصرة
اليست هذه داعش التي تحصد الهزائم تلو الاخرى في الانبار
لماذا لا تسقط النجف وكربلاء والبصرة والانبار بيدهم
معنى هذا ان للمالكي ومن يقفون خلفه اجندات خاصة من شأنها تدمير الكيان السني ضمن فسيفساء دولة العراق الحديثة ومما لاشك فيه ان عمر هذه الحكومة العراقية الحالية قصيرة والمالكي استطاع من خلال اعلان حالة الطوارىء ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد منها حل الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة انتخبت من خلال الشعب عبر صناديق الاقتراع وحصول المالكي على صلاحيات كاملة بفرض الاحكام والقوانين التي يريدها فيقوم بتصفية حساباته مع كل من يقفون له بالمرصاد لعدم توليه ولاية ثالثة
فالأحداث واضحة وضوح الشمس ولايمكن تفسيرها وتحليلها الا من خلال وضع اشارة حمراء على مخططات المالكي وحكومته وحلفائه الذين يجلسون على المقاعد يشاهدون هذه المسرحية ويديرون ما يحدث من فوضى فيها ؟
وهنالك اصوات تتعالى هدفها تحويل مسار الصراع الدائر بين السنة وشيعة المالكي من خلال جر قوات البيشمركة الكوردستانية لهذه المؤامرة ولكن القيادة الكردية الحكيمة تحاول ان ترصد ما يحصل خلف الكواليس من مخططات ارهابية وتتعامل معها وفق معادلة سياسية تنسج بين ثناياها الحكمة والعقل
فالكورد ليسوا طرفا فيما يحدث ولن يكونوا واذا ما تدخلت القوات الكردية في النزاع فستكون مهمتها توفير الامن والامان للاكراد في تلك المناطق واذا ما فكرت داعش بتخطي احلامها وسعت لبسط سيطرتها لشبر واحد داخل حدود اقليم كردستان
هنا فليدون التأريخ انهيار وتدمير واقصاء وابادة ما يسمى بمليشيات داعش فجيش كردستان يدافع عن مكتسبات حرية الشعب الكردي ولكن لو اضطر للهجوم حينها يحرق ما في طريقه وينثره رمادا ويهديه لنسمات الرياح
لذا اعتقد بل اجزم انه داعش لا تريد ان تكون رمادا وستكتفي بنصرها المصنوع من الخردة …..