18 ديسمبر، 2024 7:01 م

لماذا لايكون المثقف العراقي قائداً سياسياً …ومنقذاً وطنياً …!!؟

لماذا لايكون المثقف العراقي قائداً سياسياً …ومنقذاً وطنياً …!!؟

اليوم في العراق الكل يستعد للإنتخابات …أحزاب دينية متطرفة …تيارات سياسية فاشلة ..تجمعات قبلية رجعية ..منقبات وملالي ومحجبات ….معممون ورجال دين …..كل شيء يستعد ليأخذ موقعه في مركز القرار السياسي والإداري والتشريعي والتنفيذي في العراق ..إلاّ المثقف ..ليس له هوية …ولاتنظيم ..ولاقائمة ..ولايتحرك لإنقاذ بلده ..فهولازال يشكك بكل شيء …وينأى بنفسه عن كل شيء ..ويعتقد بإن الثقافة تكفيه وتنجيه وتعصمه من البلاء الذي فتك في البلاد والعباد !!
وهل من الصحيح .. أن يبقى المثقفون والإعلامييون والناشطون العراقييون يزعقون ويصرخون ويسخرون من الحكومة وبرلمانها وينشرون صور وفضائح فشلها ويعملون على إسقاطها وتسقيطها دون أي فعل ..وهل هناك نتيجة مرجوة من وراء ذلك …!!؟ أليس من العقل والحكمة (والثقافة) أن يعملوا على تأسيس جبهة إنقاذ وطنية يكونوا هم قادتها ونواتها حتى تكون كهفاً للناس وملاذاً للتائهين ..وأن يستعدوا للإنتخابات القادمة (الوسيلة الوحيدة للتغيير) حتى يستطيعوا قيادة البلد في المرحلة القادمة ..!؟
أم أنهم يبقوا  هكذا كالبلابل (يّغرد بعضهم لبعض) ..مجرد كلام وشعارات ووطنيات تعيش باردة في زوايا الفيس والصحف والأمسيات والمهرجانات ينظر إليها الناس من بعيد ولايكادون أن يفهوها ..وهذه كلها لاتسمن ولاتغني من جوع ..!!
فما على المثقفين  – وهم الأجدر والأولى بذلك- إلاّ أن يحزموا أمرهم ..ويشكلوا قوة سياسية شعبية هائلة قادرة على إنقاذ ماتبقى من العراق إن كانوا حريصين على ذلك ..فالجماهير اليوم في صالحهم .وستصغي إليهم إن أحسنوا الخطاب وشفعوا الأفعال بالأقول ..!ورجاءاً …ثم رجاءاً …لانريد أن نسمع النغمة المشروخة التي يرددها البعض بإن الإنتخابات مزورة ومحسومة سلفاً لصالح الأحزاب والتيارات وإن الفاسدين هم من سيفوزون بكل شيء مرة أخرى ..هذا كلام العاجز والمتردد والفاقد للإرادة والتغيير الحقيقي ..لإن الإنتخابات القادمة ستكون شكلاً آخر …وستدار بطريقة بعيدة عن سطوة الأحزاب والسلطة وبعيدة عن كل آفات الفساد والفشل ..!!
أما البقاء في مجالس الندب والبكاء على الأطلال والإستعراضات الخائبة فهذا ضياع لآمال وتطلعات أجيال قادمة تنتظر منكم الحزم والعزم والإرادة الحقيقية بالتغيير ..!!
أيها المثقفون ..ياأبناء العراق ..يامن بيدكم مفاتيح أسرارهذه البلاد : أنتم الأغيار الأمناء على تراثه وحضارته ووجوده وبقائه وسيادته وثرواته .. كلنا ثقة بكم ..وما عليكم سوى الخطوة الأولى ..!!
أساتذتي أخوتي في كل مكان : ..توكلوا على الله ..ولنتوجه كلنا للجد والعمل …والظروف كلها في صالحنا إن شاء الله ..
ونصيحتي الأخيرة لكم : لاتدعوا الأحزاب الفاشية والتيارات الدينية المتطرفة أن تخطف الشعب العراقي منكم مرة أخرى ….لإن هذا يعني نهايتكم ونهاية العراق كوطن عمره سبعة آلاف سنة …وقد أعذر من أنذر ..!!