بعد عملية قصيرية خطيرة، ذهب ضحيتها خمسين شهيداً،ولدت حكومة السيد محمد شياع السوداني، من ضلع محاصصة طائفية توافقية رفضها الشعب كله،بعد صراع دموي بين ألإطار التنسيقي بقيادة نوري المالكي، وبين التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر،ولكن السؤال الئي يدور في الشارع العراقي هو، هل سيستمر السوداني في حكومته ، وينجح برنامجه في القضاء على الفساد، ومواجهة حيتانه الكبار، ممن أوصلوه الى سدة رئاسة الوزراء،وضبط السلاح المنفلت ،الذي أصبح أكبر من الدولة ، وأقوى من جيشها،أو مواجهة التحديات ألأخرى في إيقاف القصف والتدخل الايراني والتركي داخل الاراضي العراقية وإخراجهما منها،او معالجة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب العراقي في البطالة ،والوضع المعاشي المزري،أوخطر تنظيم داعش الارهابي الذي يهدد محافظات ديالى وكركوك والانبار ونينوى،أو يواجه شباب تشرين الثائر ، ويواجه التيار الصدري وقائده الذي يتربص به ، لينقض عليه بمظاهرات مليونية ، كل هذه التحديات ، لايمكن للسوداني ان يواجهها لوحده ، ولايملك العصا السحرية لمواجهتها، لاسيما وهناك إستحقاقات عليه من قبل الاطار التنسيقي،ولابد أن يخضع لآوامره،التي لايمكن له التمرّد عليها ،كما سيخضع لشروط الحزب الديمقراطي الكردستاتني التي إشترطها عليه قبل توليه المنصب، ومنها الفقرة 140 الملغاة ، وعودة البشمركة الى المناطق المختلف عليها في كركوك ونينوى وديالى ،وقانون النفط والغاز وغيرها، وكذلك شروط الحلبوسي ،كل هذا والسلاح المنّفلت وفصائله التي تغلغلت في جميع مفاصل السلطة ،واصبحة دولة داخل دولة، بل هي الآن أقوى من الدولة، لايود عراقي واحد لايريد نجاح حكومة تنقذ العراق، وتنتشله من الفساد والفشل، وتعيده الى وضعه الطبيعي وثقله العربي، ولكن التدخل الايراني – الامريكي، وفساد الاحزاب المتنفذة ، وتمسكها بنظام المحاصصة الطائفية، والتي خسرت الانتخابات رغم قلة المشاركين فيها من الشعب،جعل من العراق دولة فاشة بإمتياز، وسيبقى مابقيت الاحزاب والمحاصصة الطائفية،إن بقاء هذه الاحزاب هو ببقاء نظام المحاصصة الطائفية والدستور الآعرج ،الآعور، الذي وضعه جهابذة الطائفية وتحت إشراب المحتل ليبقى العراق محتربا وضعيفاً ومتشرذماً،وهو ما نراه، نعود الى حكومة السوداني،ومابعد تشكيلها، فقد شاهدنا الحضور الامريكي في أول يوم لاعلان الحكومة،زارت السفيرة الامريكي رامونسكي السوداني وهنأته، وفي اليوم الثاني زارته وفي اليوم الثالث زاره السفير الايراني وهنأه ، ثم زارته السفيرة الامريكية بصحبة قائد الجيوش الامريكية، وكأنها تتابع خطوات السوداني ،وتُملي عليه قراراتها وتوجيهات ادارتها،(حيث قالت أن السوداني شريك مرحب به)، وهذا دليل على اهتمام الادارة الامريكية بالسوداني وحكومته ودعمها له اللامحدود،ويؤكد أن ادارة بايدن لايهمها من يحكم ،وإنما يهمها من يضمن الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية،في حين تحاول ايران ان تنافس امريكا في الهيمنة على حكومة السوداني،وفرض قراراتها عليه، وبسط نفوذها عليها،من خلال إدارتها للإطار التنسيقي وتبعيته لها،وبالرغم من مهاجمة وزارة الخارجية الايرانية ،لنوري المالكي واصفة إياه بال (إنتهازي والفاسد)، وذلك لتخليه وغدره بحليفها الإستراتيجي الاتحاد الوطني الكردستاني، وعدم تصويته على مرشحه برهم صالح، والذهاب الى التحالف مع الديمقراطي الكردستاني ضده، وجراء هذه (الخيانة) للمالكي ، قام الحرس الثوري بقصف مقرات حزب بيجاك الكردي الايراني في اربيل والسليمانية ،ولكن مع كل هذه التدخلات الوقحة، يبقى السوداني محط انظار العراقيين، لآنه وعدهم بالقضاء على الفساد وضبط إيقاع السلاح المنفلت،وعدم السماح لآي حزب أو كتلة التدخل في عمله واملاء قراراته على حكومته ، فهل يستطيع السوداني مواجهة ومخالفة قرارات الاطار التنسيقي، والذي اذا ما خالفه وتمرد عليه فسيحقق برنامجه الوزاري، نحن نرى ان الملفات الصعبة بل والمستحيلة التي امام السوداني، لايمكن مواجهتها ، بدون رعاية وحماية وإشراف دولة عظمى مثل بريطانيا وامريكا،وهذا يفسر لنا الزيارات اليومية للسفيرة الامريكية لرئيس الوزراء،ودعمها اللامحدود له، وتصريحات السوداني لزيارة واشادتها لها ،حيث أكد على (ضرورة استمرار والاتفاق الامني بين العراق وامريكا )، وهذا ايضا يدخل في مخالفة الإطار في إلغاء أي إتفاق أمني أو إتفاقية أمنية مع أمريكا والطلب رحيل القوات كلها، وغلق قواعد واي نوع من التواجد الامريكي على أرض العراق،لهذا نقول إن إستمرار حكومة السوداني ،من إستمرار الدعم والرعاية الامريكية المباشرة لها، أما إيران فتحاول أن تفرض النفوذ ،ولكنها غيرمطمئنة للإطار التنسيقي ،الذي يشهد صراعات وخلافات وتمرّد عليها ، قبل وبعد تشكيل حكومة السوداني،نقول بكل ثقة،أن حكومة السوداني لن تستمر، إذا بقيت تحت عباءة وخيمة الإطار التنسيقي، وخاضعة لإملاءاته ،ولكنها ربما تلقى سكوتاً ورضى لدى الصدر وتياره ، إذا ما حققت إنجازات وإصلاحات على الارض ،في مواجهة حيتان الفساد ومن يقف وراءه، وعالجت الوضع الاقتصادي، وقصقصت أجنحة الفصائل الخارجة عن القانون وسلاحها المفلت،وأوقفت الاعتداءات الايرانية والتركية على الاراضي العراقية،بهكذا قرارات صعبة يمكن للسوداني أن يُرضي العراقيين ، ناهيك عن إنهاء ملفات ليست صعبة، منها غلق المخيمات ،وإنهاء ملف المغيبين وحسمه ، وإعادة النازحين الى ديارهم ، وإنهاء ملف المساءلة والعدالة ،وإحالته الى القضاء ، وتعديل فقرات مصيرية من الدستور المفخخ ، وبغير هكذا قرارات شجاعة ومصيرية ، لايمكن لحكومة السوداني الإستمرار والبقاء طويلاً..