23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

لماذا كل هذا التدني في اخلاق المسؤول العراقي؟

لماذا كل هذا التدني في اخلاق المسؤول العراقي؟

لماذا كل هذا التدني في اخلاق المسؤول العراقي ..؟. سؤال ملح وجدته يدور في خلد كل مواطن عراقي اينما حللت ومتى استفسرت، ، وربما هذا المواطن المتسائل ، لو كان مسؤولا لندنت أخلاقه ، قلت ربما ، والسبب تطرق إليه الاستاذ المرحوم د. علي الوردي ، وهو يقول في محاضراته في علم الاجتماع ،، أن العراقي ينتقد ، وما يلبث أن يأتي بذات الفعل الذي انتقده ، وظلت هذه العبارة تمزق وجود الشخص السوي وهو بين ثنايا مجتمع كثير الانتقاد والانقياد . ولقد هيأ الاحتلال المناخ المناسب لظهور النوايا الخبيثة والانتقادات الخجولة لما هو جار من احداث لم تكن لتحري في أي مجتمع في العالم ، نعم تجري مثل هذه الأحداث في حالة تواري الدولة أو في حالة ضعفها ، ولكن ليست بهذه السعة أو بذلك الكم الهائل المخيف .
أن المواطن العراقي ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا في الخمسينات يتشبث بكل الوسائل للحصول على وظيفة حكومية ، وهي منذ تأسيس الدولة عام 1921 وظيفة شحيحة منكمشة أمام كثرة طالبيها، نعم أن هذا المواطن يتوسل للحصول على الوظيفة العامة ، ولم يمضي يوم على حصوله على تلك الوظيفة حتى تراه ينقلب انقلابا جذريا على أهله وناسه ومراجعيه ، وقد كانت تلك الوظيفة محل انتقاد عامة الناس لغاية هذه اللحظة ، ولكن المسألة تختلف عند الموظف المسؤول فلقد يتمتع هذا الموظف بحسن السلوك مع الناس المراجعين ولكن سيء السوء مع أموال الناس المساكين .
أن ما تقدمنا به ربما كان سلوكا ضييقا في دوائر الدولة قبل الاحتلال ولكن بعد الاحتلال توجه الكم الهائل من العراقيين بكل تلك الاخلاق المتدنية للاستحواذ على سلاح جيش الدولة المنحل بفعل قرار الاحتلال ، وعلى أموالها تحت حماية سلاح ذلك الاحتلال ، وقد انبرى الكثير لمهمة تجريد الدولة من أحشائها بما في ذلك العشائر والاتباع ورجال الدين والأذناب وكانت في مقدمة النهابه من جاء مع المحتل أو في أثر دبابته سارقين المصارف مشكلين نواة الحكم الجديد ومادته العضوية ، وأحاط السياسيون الجدد بمباركة المحتل أنفسهم بأسيجة وبناياات القصور الرئاسية وشكلوا جيوشا من المليشيات الطائفية ليبدأ المسؤول الجديد مرحلة استباحة أصول وضوابط الصرف الحكومي ، ليحتسب لنفسه الرواتب والمخصصات ولبيتدع مودة المواكب والحمايات ، وليزور الشهادة ويحارب الكفاءات ، وبدأ عنده عصر جديد ومختلف من سرقات لللمال العام والاختلاسات، من هنا توضحت صورة المسؤول الدنئ ، ذلك المكشوف الردئ الذي أساء لما هو متبقي من سمعة الوظيفة العامة العراقية ، وصار العراق مقياس الأمم في كل المواضيع الهابطة وصارت الألسن تلوك بأخلاق العراقيين ، وصرنا موضع للاشمئزاز ولا تقبل جوازاتنا ولا نستقبل حتى من لدن أشقائنا العرب ، فهلا سأل المسؤول العراقي نفسه من صاحب المكناسة إلى من هم في ديوان الرئاسة لماذا كل هذا الهبوط .؟ ، والسؤال المهم ، هل سيقبل الشريف منا منصبا حكوميا بعد كل ما تناقله مؤخرا الإعلام ،، والحليم تكفيه إشارة الإبهام …