في ذكرى تفجير الكرادة يوم 3 تموز 2016
(1)
كل متابع للموقف الامني والسياسي في العراق كان عليه ان يتوقع هجوما متميزا في بشاعته مثل هجوم الكرادة وذلك للاسباب التالية:
1. كلما تحررت الفلوجة من سطوة الارهاب (سقطت الفلوحة سابقا ومن ثم تحررت) تبعت ذلك عمليات نوعية من ذلك الارهاب ويمكن لمتتبعي تاريخ الارهاب في العراق ملاحظة ذلك بسهولة.
2. وقع الانفجار بعد تحرير الفلوجة وقد قال السيد برزاني قبيل سقوط الموصل مايلي” ان القوات العراقية لم تتمكن من القضاء على داعش في الفلوجة فكيف يمكن ان تقدر على البيشمركة؟” وهو مبتسم وضاحك ومتشمت بمحاولات الجيش التي لم تفلح طول 6 اشهر لتحرير الفلوجة دون نجاح لاسباب متعددة, قبل سقوط الموصل…(سقطت الفلوجة اخر مرة في نهاية عام 2013) وبالتالي – اعادة التركيز على هذا الكلام – وهو كلام خطير مهمل من الاعلام العراقي المبرمج حسب منهج حكومي انبطاحي- سيودي الى نتيجة واضحة وهي ان القوات العراقية قادرة على القضاء على البيشمركة- هذا مايفهم من كلام برزاني, وبالتالي فالرجل ومعه كل ادوات الارهاب من جماعة علي بابير وملا كريكار ربما قرروا الانتقام من ذلك النجاح الامني.
3. دعا مسرور برزاني لتقسيم العراق عندما بانت ملامح الانتصار في الفلوجة, في عام 2016 والطريقة الوحيدة لتقسيم العراق ان يكون هناك تقسيم تتفق عليه الطغمة الحاكمة, اي تقسيم سلمي!!!.. وهو مادعا له برزاني مرارا وغيرة من قادة الاقليم .. والسبب ببساطة هو ان الدولة الكردية لايعترف بها احد ربما الا اسرائيل, ولكن عندما يتفق قادة العراق الفاسدون على ذلك ويصبح الامر رسميا, سوف يجبر العالم على الموافقة, والطريق لتحقيق ذلك التقسيم هو احراق العراق برمته واعادة الحرب الطائفية التي احرقت العراق سابقا, وهو ماحدث في تفجير الاخير لمرقد السيد محمد قبل تفجير الكرادة.
4. تصريح السيد مقتدى الصدر حول الاعتراف بالخلفاء الراشدين, الذي سبق الانفجار, افقد قوى الارهاب والفساد معا صوابها, فالرجل افقد الارهاب احد مبررات قتله للعراقيين وهو انهم رافضة ومن جانب اخر ان اي محاولة تقارب بين العراقيين هي خط احمر للاقليم والطغمة الحاكمة وللارهاب معا ولدول الجوار كذلك, وعلى راسها ايران وقطر وكذلك اسرائيل.
5. شدة الحرب الاعلامية ضد عناصر في الحشد الشعبي, التي نشات وتكونت بين طرفين يبدوان متناقضين ولكنهما يعزفان على نفس السمفونية…فمنذ انطلاق معركة تحرير الفلوجة-التي اعلن عنها اولا هادي العامري!, وتسريب صور سليماني من هناك وبعض التصريحات غير المتوازنة لقادة في الحشد الشعبي واصرار بعض مكونات الحشد على دخول الفلوجة لرفع علم الحسين!!! , تزامنت مع تلفيقات من قادة سياسيين حول حجم الانتهاكات ضد مدنيي الفلوجة ومن ثم اصدار قرار من مجلس الامن يدعوا الحكومة العراقية للحفاظ على سلامة مدنيي الفلوجة- طبعا لم ترسل الامم المتحدة اي مساعدة مهمة او اي عتاد او سلاح للعراق في حربه ضد الارهاب او مساعدة للمدنيين والقرار كان بتاثير سعودي خليجي بفعل نفوذهم المتاتي من قوة المال الخليجي.
6. لطالما تقع انفجارات قرب مواقع تجارية مربحة جدا في اهم الشوارع في بغداد, وجرى الحديث عن تصارع اطراف حاكمة حول تلك المواقع وتهديدات متبادلة, ويتم السكوت عن تلك الاحداث ونسبتها للارهاب ويتم السكوت والتعمية وعدم التحقيق بسبب سيطرة الاحزاب الحاكمة على الاجهزة الامنية وهزال الجهاز القضائي العراقي بسبب كثرة قتل القضاة وتهديدهم وتحجيم هذا الجهاز ووضع الموالين للاحزاب على راسه!.
7. ثبت ان احد الضباط تلقى رشوة للسماح بمرور العجلة المتفجرة وبالتصوير بعد ان تم غلق الشارع, وثبت ان التحقيقات الجنائية لم تهرع لمكان الحدث في وقته على الاقل مع انها قريبة منه!.
8. قدم وزير الداخلية البدري –السيد الغبان- استقالتهَ!, وهو امر لافت للنظر., وظهر ان هناك عجلات كشف المتفجرات لم تستخدم وبقت في كراجات الوزارة.
9. تطالب وزارة الداخلية بتسليم الملف الامني لها في بغداد والمحافظات! دائما وهي تابعة لبدر! ويطالب الحشد الشعبي او اطراف فيه بذلك التسلم ليضا.
(2)
الان ماهو السلاح الحارق الذي احرق الناس في انفجار الكرادة…,ومن قبله في هجومين على بغداد الجديدة -تم السكوت عنهما…وهناك احتمالين للامر:
الاول: يمتلك العراق قاذفات صاروخية نوع توس, روسية قادرة على احراق منطقة واسعة وصهرها, وربما تم بيع او تسليم داعش عدد من تلك الصواريخ لتقوم باستخدامها ضد العراقيين, وخصوصا وان الاقليم يحصل على نسبة من السلاح المشترى للعراق بموجب المحاصصة العسكرية!!, او ان احد الخونة باعها وهذا امر طبيعي لكثرة الخيانات المسكوت عنها في الجيش لدوافع مختلفة, مع وجود معنويات عالية واندفاع كبير وغلبة روح الفداء والتضحية لاغلب قطعات هذا الجيش الباسل.
ثانيا: انه تم استخدام النابالم او اي مادة حارقة اخرى جرى تزويد داعش بها من الاقليم او عن اي طريق اخر او تم تصنيعها من قبل داعش ذاتها.
وفي كلتا الحالتين كان يجب التحقيق في الاحتمال الاول عن طريق فحص بقايا الانفجار ( وهذا لم يحدث) , اما حول الاحتمال الثاني فيجب قصف مقرات ومصانع داعش بقسوة, لحماية العراق, ومن الجدير بالذكر ان العبادي قد اوقف قصف مقرات داعش في المدن المحتلة استجابة لطلب الدوعش السياسيين, في تلك الفترة.
(3)
هناك عوامل اخرى ساهمت في الكارثة:
1. البنايات المحترقة غير مطابقة للمواصفات الدولية –ترتيب المحلات- سلالم النجاة – مواد الاطفاء- ابواب طواري.. الخ …
2. وجود محلات بيع العطور قرب الشوارع الرئيسية التي ساعدت في الحريق.
3. مواد التغليف التي انتشرت بكثافة هي مواد تساعد على الاشتعال بشكل كبير./ مؤخرا وقع حريق في برج في لندن ثبت ان المواد المصنوع منها قابلة للاشتعال ولم تتشكل مثل هذه اللجنة في العراق مع ان حكامه بريطانيون!!.
4. تخلف مديريات وزارة الداخلية وادائها المخجل مثل الدفاع المدني, التي تسارع لازالة اثار الانفجار وتترك الضحايا ولاتحاول انقاذهم , والادلة الجنائية التي لم يصدر لها امر بالتحقيق في الانفجار ربما, ولم تتواجد هناك ولم يصدر لها امر بذلك!! كما قرات, وهي تبعد مسافة بسيطة عن مكان الانفجار.
5. عدم وجود تكنولوجيا تساهم في كشف ومتابعة تحرك الارهاب بكل وسائله وذلك نتاج عن الفساد والتامر .. فمن غير المعقول مثلا ان سيارات كشف المتفجرات في المخازن لم تستخدم لاسباب غير مقنعة اوردها وزير الداخلية!!!., في تلك الفترة.
6. التصارع السياسي للاطراف الحاكمة وكل طرف يسعى لافشال الطرف الاخر بشتى السبل من اجل السلطة والمكاسب والفرهود.