23 ديسمبر، 2024 9:14 ص

لماذا قصائد اللحظة؟ مهيمنات اللحظة اولا!

لماذا قصائد اللحظة؟ مهيمنات اللحظة اولا!

قبل اطلاقي لتسمية اللحظة على النمط الشعري الذي يشابه الشعر الياباني (الهايكو) اطلعت على نص كتبه شاعر وكذلك اقترانات لتسمية اللحظة وايضا عناوين لمقالات ذكرت فيها كلمة اللحظة .والذي اريد قوله هنا ان اطلاق هذه التسمية العراقية لهذا النمط الشعري الذي يتضمن نصا يتألف ربما من سطر واحد او اثنين ولغاية الستة اسطر يعني بان اشتراطات هذا النص قد اكتملت من ناحية الشكل وسيكون بعدها على الشاعر وضع علامة عددية يرقم بها نصوصه اللحظوية التي تتناول مختلف مجالات الحياة وبالإمكان التوسع في التأمل مثلا او الحب او الحياة وغير ذلك مما يتناوله الشعر.
اللحظة تعني ان ما كتب قبلها وما سيكتب بعدها سيكون في خانة التسمية التي وضعناها لها وسيتفق معي الشعراء والباحثين باننا سنكون في المسار الصحيح لكي نتحول الى ابتكار نمط شعري آخر وتسميته ايضا، ولست ادعي هنا بانني قد ابتكرته فهو مكتوب كما ذكرت ولكننا سنشيع كتابته للضرورة الزمنية في هذا العصر المتحرك السريع.
لا اريد الخوض في نقاشات حول من كتب نصا بهذا النمط قبل غيره او كيف تم استخدام مفردة اللحظة لانها كانت بالفعل لحظة (هيثم الطيب) التي لم تتكرر ولا يمكن تكرارها وارتبطت به، وارتبط بها مثلما ارتبطت ملحمة العراقيين بكلكامش وانكيدو، والمسلة بحمورابي ،وتحديث الشعر بالسياب ونازك والبياتي .انها لحظة عظيمة متوهجة كان لها ماض مع الحياة وحضرت نصا وستبقى الى الابد مادامت خاضعة لشروط الجمال والحياة.
انها لحظة تكتب وتقرأ سيكون عليها الافلات من المثقفين المأزومين الذين يحاولون قتل كل فكرة جديدة بمصيدة الثقافة .لحظة من لحظات الوعي والخيال الواسع التي انطلقت من المحلي الى العالمي من مجتمع صغير الى مجتمع انساني اوسع تظهر فيه حركة الشعر بصورة واضحة.
حاولت ان اشكل لنفسي علاقة من نوعا ما مع هذا النص الذي يحلو لي ان اقول انه يقع ضمن نمط قصيدة اللحظة دون الوقوع في فخ التقليد او التكرار لشبيهاتها الاخريات اللواتي بقين بلا نمط او تسمية.
حدثني اصدقائي عن التسمية وطلبوا مني استبدالها ولم اجد منفعة تذكر في ذلك فهي قصائد لحظة وستبقى كذلك مقترنة بزمنها وقصرها وتركيز المعنى فيها وقد انحاز لهذه التسمية لثقلها الشعري والوظيفي ، وهذا النمط الشعري سيكون له كتابه من الشعراء الذين ينظرون الى مستقبل الشعر وكأنه الان.
من خلال بحثنا في الشكل والتكنيك الحديث ورؤيتنا الخاصة لما بعد الحداثة وجدنا بان الجرأة في توظيف المعنى يحقق حضورا لغويا لافتا واعتقد جازما بان الشاعر مسكون بالقلق والتمرد والتامل والعصيان ولاجل هذه اصبح شاعرا يحاول ان يتحرر من قيد الرتابة، كما ان الاجرائية التي تمثلت بقيامنا بالتسمية ستكون عتبة الحضور في تثبيت المتن الشعري للنص اللحظوي الذي سيرتقي الى مستوى الفيوضات التعبيرية .
ان الغاء العنوان الشعري للقصيدة واستبداله بقيمة عددية على النحو الترقيمي في النص اللحظوي يستجيب لفكرة المتن الشعري في النص الحداثي اذ انني ارى ان لاضرورة دلالية لوجود العنوان في هذا النص وستكون عموم الحركة الدلالية والسيميائية داخل المتن الشعري.
ان الغاء العنوان سوف ينقل النص الى مستوى التوليد الدلالي اذا صح هذا التعبير لانه سيكون مكثف الرؤية على نحو كبير وهو خرق تاريخي لسياق متفق عليه واشدد هنا على ان الغاء العنوان واستبداله بقيمة رقمية عددية او حتى فاصلة او نقطة ربما او مجموعة نقاط لايؤثر على الشكل والصورة والتمظهرات الاخرى للنص ومنها النص اللحظوي.
سارفق الان مع مقالي هذا نصوصا لحظوية وانا اشعر بحريتي العظيمة ، فالتاكيد على هذا النمط الكتابي من الشعر يدخل حيز الوجود الزمني .
1
في حدود الاسى
ربما قد يتوقف
الكلام
2
وردة لك
لاحلامك
لجسدك المنتشي
ولحرب مهيبة اخرى
3
غريب
يسوق الاقمار الى الابدية
رغم انها لاتكفي
4
كانت تجربة طويلة
عن ممر تقف فيه امراة ايطالية
تخبىء مشاعرها
في حقيبة امها
5
ياالهي
سأمحو كل هذه اللحظات
سأصنع سوادا عظيما
يصلح للرثاء
6
لم تنته الحرب في بيتي
الحرب تبقى هي الحرب
انها تذهب الى بيتها القديم
وانت تبقى في بيتك
7
تحمل باقة من الربيع
ووجها تعشق به البحر
وآخر لالتقاط الصور
8
يرسمون لك قدرا
ويغلقون الباب
كيف اتذوق
ايماني اذن؟
9
لن اجدل ضفيرتك
فقد نسيت قلبي
معلق هناك
على الشمس
10
في الطريق اليك
كنت ممسكا بمرآة
وضوء ساطع
11
لكي تصل يدك الى السماء
يجب ان يبتسم القمر اليك
وان تمر الريح من امامك
خجلى
12
انا مهووس بالكتابة
مهووس بالزرقة
مهووس بالضوء
وبالنزق
13
يمكنني الان البحث عن ابي
ربما قد يكون ذهب الى العمل
وربما يكون الوقت قد نفد
او تغير
14
ليس لدي ذاكرة
فقد تلاشت مع الحماقات
الشيء الذي بقى
هو الوقت
15
تلبسين اقنعة كثيرة
تخترعين لك عزلة بيضاء
لكي تظهرين بشكل افضل