قد أصبحت القاعدة العسكرية التي أنشأتها قوات التحالف الدولي في سورية عام 2014 مصدر قلق لمعظم الأطراف في المنطقة. لا شك أن الهدف المعلن، وهو الحرب ضد تنظيم داعش، بعيد من نية أصلية للولايات المتحدة. وليس سرا أن يتم استخدام القاعدة من أجل تدريب المجموعات المسلحة والمتطرفة. فلم تنجح هذه التشكيلات العسكرية في مكافحة الإرهاب حتى الآن.
من الواضح أن تعتبر مجموعات المعارضة المعتدلة أدوات أساسية للبنتاغون في حربها ضد نظام بشار الأسد في سورية. ويزود الأمريكيون المسلحين السوريين بالأسلحة ويقدمون لهم الدافع الأيديولوجي لمكافحة من أجل أهداف غامضة.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن أمريكا أنشأت قاعدة التنف دون موافقة من قبل الأمم المتحدة. في الواقع يعتبر هذا الوجود العسكري انتهاك القانون الدولي وتدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة. يسمح احتلال الولايات المتحدة مساحة الـ55 كلم حول قاعدتهم بسيطرة واسعة على المنطقة الحدودية بين سورية والعراق والأردن.
يعبر الأردنيون الذين يعتبرون حلفاء للولايات المتحدة عن القلق إزاء هذه القاعدة العسكرية الأمريكية. وقال أسامة الشريف، خبير سياسي أردني، إن أي التصعيد المحتمل في جنوب سورية من قبل البنتاغون ستؤدي إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها لجميع الأطراف بما في ذلك الأردن. وتخشى عمان وصول الموجات الجديدة من اللاجئين السوريين وتسرب العناصر الإرهابية إلى المملكة.
فعبر حسين هزاع المجالي، وزير داخلية الأردن السابق، عن الرأي المتشابه حول الوضع في جنوب سورية. وأشار إلى أنه بعد الضربات الصاروخية الأخيرة على سورية والتي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد يتطور الوضع بشكل غير متوقع وقد تواجه الأردن مشاكل على حدودها الشمالية.
من الواضح أن تمنع قاعدة التنف العسكرية ونشاطها غير القانوني والمزعزع للاستقرار التسوية السلمية للأزمة السورية. ويرتكب المتطرفون الذين يتم تدريبهم هناك جرائم ضد الأهل السوري ويخلقون المشاكل المتعددة للدول الأخرى في المنطقة بما في ذلك للمملكة الأردنية الهاشمية. ولذلك تشعر عمان عدم الثقة في حليفها الولايات المتحدة لأن نواياها الحقيقية قد شكلت تهديدًا لأمن الأردني.