إسرائيل في حالة استغفار كامل قد لاتكتفي بالهجوم الجوي والصاروخي وقد تلجا إلى المرحلة الثانية وتجتاح غزة او بعض أجزاءها الحدودية تحت مظلة تأييد أمريكي و غربي .
ولكن السؤال لماذا غزة في هذا التوقيت حيث تزامن مع انتهاء الانتخابات الأمريكية بفوز اوباما بفترة رئاسية ثانية ، تدهور الاقتصاد الإيراني بشكل حاد مما قد يولد انفجار شعبي داخل إيران يصعب السيطرة عليه، تطور أحداث الأردن بوتيرة عالية ولأول مرة يرفع المتظاهرون شعارات برحيل الملك وتمزيق صوره والإضرار بالمصالح الحكومية ، الحرب في سيناء بين النظام المصري والجهاديين والتكتم على ما يجري من عمليات عسكرية والقليل الذي يترشح عنها يبين إن الدولة غير مسيطرة على الوضع، الفوضى السياسية والأمنية في لبنان وظهور مؤشرات على الساحة اللبنانية بان بعض دول المنطقة ربما ستلجأ إلى تسليح بعض الفصائل الإسلامية السنية بذريعة المقاومة لإيجاد توازن في القوة مع المقاومة التي يتزعمها حسن نصر الله بعد وصلت المطالبات بنزع سلاحه إلى طريق مسدود، توحد المعارضات السورية في الداخل والخارج في مؤتمر الدوحة وان كان إعلاميا أكثر منه سياسيا إلا إن اتفاق المعارضون على الثوابت وعلى رأسها رحيل الأسد أعطى جرعة كبيرة من الصمود للمقاتلين على الأرض في القيام بعمليات نوعية وتحقيق تقدم في أجزاء كبيرة من سورية ورصد تحركات مربية في الجولان.تهديدات الرئيس الفلسطيني ببذل كل مساعيه في الأمم المتحدة لجعل فلسطين عضو مراقب.
هل عمدت إسرائيل فتح النار على غزة لترتيب الأوضاع الخطرة المحيطة بها والتي اشرنا لها قبل أن تنزلق ويصعب التعامل معها. مما لاشك فيه العدوان على غزة و التداعيات التي ستنتج عنه لا تقف عند حدود مناشدات مجلس الأمن والدول المؤثرة بوقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة سيلجأ طرفي النزاع إلى الاستفادة من الوضع الجديد الذي سيخلفه العدوان كلا حسب حساباته ولكن المستفيد الأكبر إسرائيل وأمريكا ففي أول اختبار حقيقي لإسلام الربيع العربي وقادة التيارات الإسلامية القابضين على السلطة في دولهم تبين بان القضية الفلسطينية لم تكن من أولوياتهم وان الشارع المسمى الإسلامي الذي يساندهم منشغل بأمور داخلية افرزها التغير.
قد نجحت السياسة الخارجية الأمريكية في مساندة صعود الإسلام السياسي إلى سدة الحكم فهذا يستطيع ضبط الشارع أكثر من الأنظمة السابقة وتوجيه اهتمامه إلى عدو أخر كما إن تقارب أنظمة الربيع العربي أيدلوجيا سهل على أمريكا ضمان امن إسرائيل وما زيارات وزراءهم ووفد الجامعة العربية إلى غزة ما هو إلا ترتيبات ل لما بعد وقف إطلاق النار قد تكون حماس في حسابات إسرائيل وأمريكا المتصدية للسلطة الفلسطينية على حساب فتح بضوابط محددة وبضمان أنظمة دول الربيع العربي . إذن غزة مفتاح الحل للصراع العربي الفلسطيني وضمان امن إسرائيل يتطلب الإسراع في حل القضية السورية ووضع خطوط حمراء لانهيار الملكية الأردنية وإيجاد نوع من التوازن في لبنان لتحجيم حزب الله وضمان امن سيناء ومحاصرة إيران إقليميا . إسرائيل تبحث عن أمنها عند العرب وسيؤمن العرب بعد العدوان على غزة امن ا إسرائيل بمساندة تركيا مقابل السماح لحركة حماس بالتنفس طبيعيا .
[email protected]